• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في حضرة الألم!

بنين قاسم / الأربعاء 17 آيار 2017 / حقوق / 3069
شارك الموضوع :

دقّت الساعة السوداء فرأيتُ الضوء اختفى، اختفى كأنما وجوده لم يكن ! والأرض دارت الى كوكب النسيان ورمت بي داخل صدفة الاستفهام، استغربتُ الكثي

دقّت الساعة السوداء فرأيتُ الضوء اختفى، اختفى كأنما وجوده لم يكن !

والأرض دارت الى كوكب النسيان ورمت بي داخل صدفة الاستفهام، استغربتُ الكثير من الاحداث بتلك الدقة التي صعقت مسمعي وانهالت عليّ بصفعات لا تمد للحياة الروتينية والاعتيادية بصلة...

لا اعلم ما الحاصل وما هذا الغروب الروحي الذي اشعر بأنه يستحقر اضلعي الضعيفة ويسكن ممرات حزني الثقيلة ويستخف بعاطفتي؟!

توقفتُ فجأة عن تلك الاحداث واخذتُ اصرخ واصرخ بوجه كل من اراه وحتى الليل الناعس لم يسلم من صراخي الثائر والجدارن والسقوف ثقبت من عليل انفاسي لأجد ملجأً، لكن التساؤل لم يتوقف عن مصارعتي، وقتها لم اجد نفسي إلا عند باب مسجد مغلق؛ فصرت اتأمل الحياة عند عتبته التي تمنيت لو ان لدي الجرأة لطرقها نصف مرّة!.

ثم اني اعلم أن لا فائدة من التجول في الساعة الثانية صباحا، فقررتُ العودة الى بيتي العتيق الواقع في احدى الازقة القديمة واستحضر النوم مرّة اخرى، لكنّ المفاجأة اذهلتني وجعلت اقدامي ترتجف ربما خوفا وربما ألما... وربما لا اعلم شعوري حين رأيت وكأنّ روح مقدّسة في احدهم نائمة على رصيف الخذلان ورأيت الحجارة تحت رأسها ملفوفة بقطعة من قميص مهترئ وبقايا القميص لم يسع لتغطية جزء من الجسد!.

حاولت رؤية وجه الشخص النائم لكن يداه التي حوطت رأسه عرقلت رؤيتي فانتظرتُ فترة من الوقت ليرفع يديه، اثناء افكاري المترددة في شأنه وقع طرف عيني على قدمه حينها اتضح الموقف بأنه ولد صغير لم يتجاوز سن البلوغ بعد، فتقلب عقلي وعاد في الزمن الى الوراء ليربط الثانية فجرا والاختناقات والاستفهامات والتساؤلات والتوتر.... مع بعضهم ليدرك انه مبعوث من الله لمساعدة طفل.

لكن من يكون تعيس الحظ هذا ومن عائلته، كيف اساعده وانا ايضا بحاجة مساعدة لأجد مفتاح على الاسئلة المداهمة لفكري..

طال انتظاري الى السادسة صباحا وربما اكثر بقليل؛ استفاق الولد فبدأ برفع جثته التعبة من على الأرض برفق!

جلست امامه لأفهم من هو.. لكنه رفض الحديث فطمأنته رغم ان قلبي يتأرجح قلقا.

نطق بعدة جمل: انا "يتيم الأب" وامي غادرتني الشهر الماضي، تركتني مع اختي التي تكبرني عاما واحدا، ومن يومها ونحن لم نجد غير الذل والضرب والقسوة من الذين خرجنا من صلبهم !.

ثم غادرني ولم يُكمل حديثه، وقتها عدتُ الى نفس النقطة لأستجمع الافكار واربطها ببعضها ثم ركضت ولأول مرّة اركض كأنني "عداء" امسكت برقبته وجثوت على ركبتيّ لتوجيه سؤال كان مضمونه: "حتى وان كنت يتيما وامك غادرتكم، ما الداعي الى النوم على ارصفة الشوارع"؟

بكى حتى شعرتُ بأن الدمع في عينيه انتهى وحباله الصوتية تحجرت من كتم صوت الوجع..

وجهت سؤالا ثانيا؛ ما الذي يبكيك بحرارة جعلت من وجنتيك مصباحا بإضاءة حمراء؟

اجابني وكأنه رجل مسن ملأ رأسه الشيب..

أ لم يفهم عقلك الإنساني قولي حين قلت اني يتيم الأب؟

كانت إجابته واضحة وتدل على رسالة مفهومة، انه يعاني كثيرا لكنه عاجز عن فعل اي شيء، ازدادت حيرتي لأعرف كيف انقذ دموعه الغاضبة من السقوط .

تسللت بعطف الى داخله للمعرفة، فقال بيأس تام: لا احد يتحمل عبئ يتيم ومن يتحمل اعباء الايتام، يطلبون مقابلا لكل شيء كأن يطلبون المال من الذكور والخدمة من الاناث ومن يعصي لهم امرا سيعاقب بعقاب لم تشهده انفسهم يوما.

اكتملت الصورة في عيني لكن المساعدة من اين ابتدأها، فقررت في نفسي الذهاب لأهلهم والتكلم معهم لمعاملتهم بلطف وإنسانية ترضي الله اولا ثم ترضي الطفلين اللذين جعلهما الله امانة في اعناقهم؛ وبعد تفكير عميق في افكاري المتضاربة فيما بينها، ذهبت اليهم وكُلي رجاءا ان يكونوا أناس بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني باذخة، لكن ردهم كان كصعقة كهربائية، كأنها رمتني من قمة جبل ولم تصل بي الى الأرض! حين قالوا: ايتامٌ بلانا الله بهم!.

كانت ضمائرهم مرتاحة وهم يعذبون طفلين بالإهانة والانتقاص من ذاتهم ورميهم على قوارع الطرق تنتشلهم الأرصفة.

ماذا افعل الآن وقد مضى ايام على الطفلين في نفس الحال واسوء، تذكرت ملجأ الايتام انهم يستطيعون البقاء فيه ..!

فزرتُ العائلة ثانية واخبرتهم بملجأ الايتام لوضعهم فيه لكن مظهرهم وسمعتهم امام الاقارب والجيران لم تسمح لهم.

انتهت محاولاتي مع العائلة بالفشل فقدمت شكوى الى مركز الشرطة حول المشكلة وبعد مفاوضات واعتراضات واحكام ذهب الطفلان الى الملجأ ليكملوا بقية حياتهم، كأنّ هذا المكان والعاملين فيه اكثر امانا وحرصا على الاطفال من اهلهم!.

انتهت مسؤوليتي الآن، لكن لم اشعر بالراحة وانا افكر كم من طفل يعاني اليوم وسيعاني غدا وكيف للظلم ان يتغلب على بعض البشر بهكذا سخرية.

قصة
الانسانية
الظلم
حقوق الانسان
الاباء
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    هل جميع المتدينين تعساء؟ وما هي علاقة الدين بالسعادة؟

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ولو كُنتَ عاملاً.. وظيفتك تُكمّل الحياة

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    عناق الأسماء

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    سمسمةٌ وصغارِها الثلاث

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف تحسن مزاجك في أيام الشتاء؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    هل تؤثر التكنولوجيا على أدمغتنا؟

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة