جميع أصوات الناس تحلم بعالمٍ آمن، وتتحد نحو عُليا هذا الهدف، سواء كان بين الشعوب أو الأفراد داخل البلاد أو المدينة أو ميادين العمل، وحتى على مستوى العائلة، فجميع القلوب تهفو إلى التعايش السلمي. إذ يُعد السلام حلمًا إنسانيًا يتطلع إليه العقل لمواصلة الحياة بهدوء وسكينة؛ فهو ليس مجرد غياب للحروب، بل هو ثقافة وممارسة يومية تقوم على قبول الآخر والتعايش باحترامٍ متبادل، والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.
وفي اليوم العالمي للسلام، أجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع حول مفهوم السلام وأهميته...
السلام العائلي
أبدت الحاجة سعاد الياسري رأيها بهذا الجانب قائلة:
"إن السلام الحقيقي يبدأ من نسيج العائلة داخل البيت، فإذا ربّينا أبناءنا على المحبة والتسامح والمودة، نستطيع بذلك خلق جيل واعٍ يُقدّر قيمة التعايش السلمي بكل احترام وتفاهم، الأمر الذي ينعكس على تصرفاتهم في التعامل مع كل أفراد المجتمع."
ويضيف بهاء المياحي، موظف، على ما قالته الياسري قائلًا:
"أرى أن التعايش السلمي بين الأديان والأعراق هو أساس قوة أي مجتمع، فبدون السلام لا يمكن أن يكون هناك لا علم ولا تقدم في الحضارة، إذ ستنشغل كل الأوطان بالحروب والصراعات، فلا يوجد مجال للتفكير والتقدم والتطور. لهذا، السلام هو محور أساسي في بناء نسيج المجتمع، وليس فقط العائلة."
فيما قالت التدريسية سوزان الشمري:
"السلام ليس كلمة عابرة فحسب، بل هو فعل يومي نعيش معه في كل مفاصل حياتنا اليومية. إذ نعيشه في الشارع، وفي المدرسة، وفي ميادين العمل، فالتعامل مع الآخرين بحسب مستوياتهم الفكرية يتطلب خلق روح التفهم والسلام، حيث يترتب علينا أن نتعلم كيف نختلف دون أن نتخاصم."
ويشير المحامي أنور عبد الرزاق إلى:
"أن السلام العالمي مرتبط بالعدالة، إذ لا يمكن أن يكون هناك استقرار حقيقي إذا استمرت الفجوات الكبيرة بين الشعوب في الحقوق والموارد. وهذا ينطبق على التعايش السلمي بين الشعوب والأفراد أيضًا."
بينما قال مؤمل أحمد مجبل (طالب ثانوي):
"السلام بالنسبة لي هو أن أذهب إلى المدرسة وأنا أرى كل الناس يعاملون بعضهم بالإنسانية والرحمة، دون أي ضغائن أو تحيّز."
اليوم العالمي للسلام
تنقل لنا الباحثة الاجتماعية بتول ناصر رأيها بهذا الجانب قائلة:
"إن السلام يشكل نقطة فارقة على مستوى الأسرة والمجتمع والأفراد والشعوب، فهو يمنح الأمان والطمأنينة للعيش دون خوف مرتقب. فعلى اختلاف الأعمار والثقافات، يجتمع الناس على قناعة واحدة، وهي أن السلام ركيزة أساسية لبناء مستقبل آمن ومزدهر، ورسالة إنسانية تتجدد في كل يوم."
وأضافت:
"وفي يوم 21 من شهر سبتمبر، يحتفي العالم بيوم السلام العالمي، حيث تكون هناك دعوة عامة لكل شعوب العالم إلى وقف النزاعات، ونشر ثقافة الحوار والتسامح. وهي مناسبة للتذكير بأن السلام ليس مجرد شعار، بل مسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد وتمتد إلى المجتمع والدول."
وختمت حديثها:
"إن السلام يبدأ بخطوة صغيرة في داخلنا، واليوم العالمي للسلام إنما هو فرصة لنسير تلك الخطوة معًا نحو غدٍ أفضل. إذ يجب أن نزرع قيم الاحترام والحب في كل زاوية من حياتنا، فالعالم يبدأ صغيرًا في قلوبنا قبل أن يتسع للجميع."
اضافةتعليق
التعليقات