• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عظماء في السجون.. عندما تصبح الزنزانة حاضنة للعطاء

رقية تاج / الخميس 19 آذار 2020 / حقوق / 2990
شارك الموضوع :

سلامٌ على مثقل بالحديد.. ويشمخ كالقائد الظافر.. كأن القيود على معصميه.. مفاتيح مستقبل زاهرٍ..

كيف يستطيع السجين أن يمارس نشاطاً إيجابياً، وكيف تغدو الزنزانة أو المنفى أو الاقامة الجبرية وقوداً للإبداع، وكيف للألم والمعاناة والاضطهاد أن تنجب أبطالاً خلّدهم التاريخ على مر العصور؟!

العظماء أصحاب الفكر والمبادئ لا تؤثر فيهم القيود ولا القضبان، بل يتخذونها وسيلة للوصول إلى أهدافهم، وبدافعية أكبر، فالمظلومية تزيد صاحب الرسالة قوةً وتأثيراً، فهؤلاء لا يحدّ طموحهم جدران ولا ظلمات، بل على العكس، سيكونون أكثر تحدياً لظروفهم التي فرضها عليهم الطغاة والظلمة والحاقدين؛ الخائفين على عروشهم ومصالحهم.

من أجل كل ذلك، كُثر هم الذي أودعوا في السجون من قبل جلاوزة عصرهم، تعددت الأسباب والمكان واحد، وتعددت الشخصيات والهدف واحد.

بسبب الاتهام ظلماً أو الوشاية أو خوف السلطان على كرسيه ومكانته بين الناس قُيّد الكثير رجال ونساء، أدباء وسياسيين ونشطاء ورجال دين، وسيقوا إلى غياهب السجون، ويبقى السؤال، هل تحقق هدف السجّان في إبعاد تلك الشخصيات وتقليل تأثيرهم وتحجيم نشاطهم بين أفراد المجتمع؟.

يقال: "نحن جميعا ندرس التاريخ.. ولكننا لا نتعلم منه"..

ليس فقط  ذلك، نحن لم نقرأ التاريخ فكيف بدراسته، وكيف نتعلم إن لم نقلّب صفحاته ونأخذ منها العِبر التي تنير ظلمات سجوننا ومنافينا وعزلتنا سواء كانت اختيارية أو لا!.

هناك الكثير من التجارب، سنورد بعضها علّنا نعرف أنّ القيود في أي زمان ومكان لن تكون حاجزاً ولا عائقاً لما نروم ونطمح.

أدب السجون

هو نوع أدبي يتناول ماكُتب في السجون أو في الاقامة الجبرية والمنفى، كثيرون هم الذين أنتجوا كتباً خلّدها الدهر، وقد خرجت من تلك الأماكن المظلمة لتبصر النور خارجها، نذكر منهم الفيلسوف والسياسي الروماني الذي اشتهر في العصور الوسطى "بوثيوس" ويقال أن كتابه "عزاء الفلسفة" أعظم أعماله وأشهرها، كتبه أثناء وجوده في السجن وأثناء انتظاره لحكم الاعدام الصادر بحقه!، ويعتبر أحد الأعمال الفلسفية الأكثر شعبية نظرا لعمقه ودرامية حواراته وصدق عواطفه.

وكان للسجن الفضل في إلهام المستكشف "ماركو بولو" للكتابة عن رحلاته في الصين، وكان لهذه القصص تأثيرا كبيرا في أوروبا وعلى الواقع الذي كانوا يجهلونه عن أبناء ذلك البلد.

وحكم على الشاعر "دانتي" بالنفي من بلاده من قبل البابوات، ولم يقتله البعد عن وطنه بل كتب الكثير من النصوص الشعرية.

وأخيراً، "الماركيز دي ساد" والذي سجن لمدة 11 عام في سجن باستيل، أنجز خلال احتجازه  11 رواية و16 قصة قصية و20 مسرحية!.

اطلبوا العلم ولو بالسجن

سُجن السياسي الجنوب أفريقي "نيلسون مانديلا" لمدة 27 عاما،  وفي زنزانته بدأ في دراسة بالمراسلات للتحضير لليسانس الحقوق من جامعة لندن، ومن ثم نقل مع زملائه إلى سجن آخر في جزيرة روبن ايلاند، وانتخبه السجناء عضوا في مجموعة تمثل السجناء السياسيين، وأنشأ جامعة حيث يحاضر السجناء كل حسب اختصاصه وخبرته ويتناقشون من خلالها في الكثير من المواضيع، وبعد أعوام بدأ بكتابة سيرته الذاتية، والتي كانت تهرب إلى لندن، من دون نشرها، واكتشفت سلطات السجن عدة صفحات فأوقفت الامتيازات الدراسية له لمدة أربع سنوات، مادفع أخيراً إلى تكريس وقت فراغه في زراعة الحدائق وقراءة ما يصل إليه، ليستأنف فيما بعد دراسة الحقوق.

نور من رحم الألم    

كل أولئك الأشخاص ذكرنا انجازاتهم مع تحفظّنا لمدح أعمالهم لما عليها من اشارات استفهامية كثيرة، وقد أوردنا تلك الأسماء لنعلم أنّ السجن لم يكن يوماً عائقاً عن العمل، والدليل هو الانتاجية التي قدموها رغم ظروفهم الصعبة، وإلا فبعضهم كانت أفكارهم خاطئة منحرفة كالماركيز دي ساد، والتي اشتقت السادية من اسمه، ومع ذلك فلا يبرر ذلك سجنه وتعذيبه.

كل أولئك كانوا شخصيات من عامّة الناس لكنّهم تحدّوا السلطات أو تعارضت أفكارهم مع السلطة الحاكمة انذاك سواء كانت سياسية أو دينية.

أما أن تُسجن سلالة الأنبياء وأبناء الأوصياء، أصحاب الرسائل النبيلة، خزّان العلم الأصيل، مصابيح الدجى، فهو مايحز في النفس أكثر، ومايعتبر خسارة للبشرية بشكل أعظم من غيرهم.

وكان الامام الكاظم عليه السلام إحدى أبرز تلك الشخصيات، فقد أودع في غياهب السجون من قبل الدولة العباسية وبقي حفنة من السنين يعاني الآلام والتعذيب.

ومع ذلك لم يجزع بل شكر الله على أن فرّغه لعبادته، تنقل الامام لأكثر من سجن، ولما سجنه الطاغية هارون الرشيد في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطل عليه فترى سلوكيات الامام المظلوم فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الامامة وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره.

وبعد عام نقل الامام إلى بغداد ثم افرج عنه ويقال بسبب رؤيا رآها الرشيد في منامه، لكنه بقي تحت الاقامة الجبرية، وخلال تلك الفترة كان يلتقي مع هارون ويخوض المناقشات الدينية.

عاد الامام إلى السجن في بيت الفضل، ثم اودع الامام في سجن البصرة  بعد أن رفض الفضل قتل الامام، وهذا السجن كان تحت اشراف رئيس سجنها عيسى بن ابي جعفر، وأخلاق الامام أثرت على الجميع من السجناء إلى رئيس السجن، فكان لهذا أثر في قدرة العلماء الوصول إليه بشكل سري ورواية الحديث عنه.

كان الامام سبب في هداية الكثير وهو في سجنه، ومنهم الجارية التي بعثها هارون إلى الامام لخدمته وقد تحولت إلى عابدة..

نعم، فالامام صلوات الله عليه، ورغم ظلمة المطامير والسلاسل التي قيدته والجدران التي حبسته عن محبيه، إلا أنه ظل منارة وشعلة تتحدى الظلم والألم..

رحم الله شاعر الثورة محمد مهدي الجواهري عندما قال:

سلامٌ على مثقل بالحديد.. ويشمخ كالقائد الظافر

كأن القيود على معصميه.. مفاتيح مستقبل زاهرٍ..

القيم
التاريخ
الامام الكاظم
الظلم
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    سلام محب ماله عنكم صبر

    النشر : الأربعاء 10 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    العراق في مأزق!

    النشر : الأربعاء 25 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من أجل سماء زرقاء.. معاً لمنع تلوث الهواء

    النشر : الأربعاء 08 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الوجدان الفطن.. بين الذكاء والعاطفة

    النشر : الأثنين 21 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الدرس الأخير وجرس الموت

    النشر : الأثنين 08 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    شهر رمضان: بوفيه مفتوح.. انتقِ ما يقوّي عودك

    النشر : الخميس 06 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة