• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلطة المادية

ثناء الشبيب / الأربعاء 13 آيار 2020 / حقوق / 2948
شارك الموضوع :

الواقع يقول أن حضارة الانسان الأخيرة اتسمت بالمادية المتوحشة التي تصنع مجدها على جماجم الضعفاء

في خضم ما يحدث حولنا، يجدر بالانسان أن يقف وقفة تأمل وتفكر ويتجاوز حجب الأسباب الظاهرة إلى فهم مراد الله وحكمته في ما تجري به المقادير.

إن البشرية في السنوات الأخيرة تقترف ظلماً شنيعاً في حق أفرادها للأسف، فالواقع يقول أن حضارة الانسان الأخيرة اتسمت بالمادية المتوحشة التي تصنع مجدها على جماجم الضعفاء والأبرياء وعلى حساب صحتهم.

ظلم البشرية نفسها لنفسها أهم أسبابها هو السعي الحثيث للإنسان إلى مليء خزائنه واشباع غرائزه وحاجاته، كلٌ يتبع اللامبالاة وعدم الاكتراث، فأصبحت ترى حيتاناً تبتلع الأموال ابتلاعاً لا تشبع ولا يمتلئ لها جوف.

وأينما تتوجه بوجهك تلحظ أن المادة اليوم أصبحت العنصر الأقوى، هذا بعد أن فرضت سيطرتها شيئا فشيئاً ولفت أطراف الدنيا لفاً حتى أحكمت السيطرة عليها تماماً، فأصبحت تترأس في سيطرتها تلك على معايير الأنسان في نظرته لنفسه وللآخر ولهذا غدت الغالبية منا نحن البشر نقيس بناءاً على ما يظهر من مظاهر المادية الخادعة هذه وننجرف مع سيلها حتى نغرق فيها، فنحن نعيش اليوم على ضوء المثل الشعبي الدارج: "عندك درهم تسوة درهم، عندك عشرة تسوة عشرة  ماعندك ولا شي ما تسوة شي". والذي يوضح ترأس المادية كمسطرة قياس فقيمة الإنسان اليوم تحسب بمقدار ما يملك من مال وسلطة، ومهابته تقاس بما يملك من قوة لا بما يحمل من أخلاق او ما يتبنى من قيم وفكر وانسانيات.

ونحن مقابل ذلك نقوم "بالدور السلبي" فبأيدينا أصبحنا نساعد في نشر مرض معدي انتشرت عدواه للواحد منا تلو الآخر حتى بات الواقع مليئاً بأولئك الوحوش (وحوش المادة) الذين لا يهمهم سوى جني المال، هنا قريب لا يفكر إلا بكيفية جمع المال فيدخل أبناءه الطب سعياً لذلك معلناً بملئ فاه غايته تلك في هذا وأنهم "حصادة فلوس" حسب تعبيره، طبيب لا تهمه صحة المرضى وسلامتهم بقدر المال الذي سيحصل عليه!.

ومن يريد أن يكتسح السوق ويحصل على أكبر قدر من المادة حتى لو كان ذلك على حساب صحته، وآخر مدير مدرسة والذي من المفترض أنه "انسان تربوي" يرفض استقبال طالب في مدرسته لسبب واحد فقط هو فقره كونه يعمل عاملاً مساءً وفي الصباح طالباً فيرفضه برده "ما تنفعك هالمدرسة دور غيرها" ويلف برأسه ويمشي!.

هذا يسحق ذاك من أجل المال وآخر يتخلى عن مبادئة وقيمه لذات الهدف، الصور عديدة ومتنوعة وبأوجه مختلفة نواجهها ونصادفها كل يوم للأسف!، كنا نسمع "سيط الغنى ولا سيط الفُكُر"!، اليوم اصبح هذا السيط مهماً! بل مهماً جداً! أصبح قوة!.

لماذا كل هذه المادية؟

هل أصبح الفقير _والذي لم يختر فقرهُ يوماً ولو خُيّرَ لما اختاره_يتحمل ذلك كله؟ يتحمل ذلك الأسلوب المحتقر من الآخر أو يجبر أن يسمع الكلمات التي تستخف به وبقيمته وكل تلك النظرات المحتقرة والقليلة فتنحر في قلبه وتنحفر في صدره الآلآف من الكلمات والحسرات والآهات وتُزرع في نفسه الأحقاد..

فلا عجب إذاً إن يظهر منهم شخص يبطش بكل من تطاله يده عند أول فرصة تأتيه دون أي رحمة أو شفقة، إن لم تهتم بذلك الفقير وتوفر له أبسط احتياجاته _والتي هي عندك تحصيل حاصل لابد من توفرها _فعلى الأقل لا تجرحه، لا تحقره، لا تشعره أنك أفضل منه بشئ عامله باحترام وخاطبه بأدب.

اظن أن الكثير منّا لم يعد انسانياً كفاية للأسف، عندما تُقَيَّم حسب المظهر، المنزل، السيارة، الجهاز النقال، الملابس، وكل ما تملك ويتم التعامل معك حسب ذلك ولا ينظر لداخلك ولا يُهتم لانسانيتك أو مشاعرك، لا يهم في المعايير أنك جيد أو سيئ، لا يهم في الحكم عليك سوى ماذا تساوي وكم تحمل! هذا يعني أن الكثير منا لم يعد انسانياً كفاية.

لم يعد العمل الانساني المجاني والذي يهدف لفعل الخير يعني شيئاً للكثيرين على الرغم من عِظم أجرهِ عند الله سبحانه وأنه وحده هو من يتكفل بكيفية رده لصاحبه ويرده له أضعاف مضاعفة، فهذه تجارة معه سبحانه والتجارة معه لا تبور، لكن الأغلب لا يبالي، ولم يبالي!.

فهو لا يفكر بمنطق أن الايام دواليب ولا يدرك مفهوم الحياة الواقعي والذي يصرح أن "دوام الحال من المحال" وأن التغيير هو سنة من سنن الله الثابتة في أرضه.

فبعد كل ما نعيشه اليوم الأجدر بالانسان أن يراجع مساره ويستفيق من غفلته ويسير وفق ما يريده له خالقه ويعود إلى عهده الذي عقده معه في عالم الأزل.

ختاماً عزيزي القارئ، في زمن الماديات وتبدل المعايير وإختلاف المسطرة وميلها، مل بقلبك إلى فطرتك وعد به لمعاييرها وعش بتوازن بين الماديات المغرية وقيمك التي غرست فيك وانسانيتك التي تحملها في داخلك.

الانسان
المجتمع
التفكير
الاقتصاد
الحياة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    كل الطرق تؤدي الى الغدير..

    النشر : الأحد 10 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأحجار الكريمة.. عالم موغل بالأسرار

    النشر : الخميس 20 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    مقومات الصداقة الناجحة في نهج البلاغة

    النشر : السبت 31 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    وقت بلا قيود

    النشر : الثلاثاء 20 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    كيف تتم إزالة المعوقات؟

    النشر : الثلاثاء 14 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    دواء يعالج سرطانا شائعا لدى النساء والاتحاد الاوروبي يجيزه

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 380 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 339 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 334 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1079 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1038 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 8 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 8 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 8 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة