• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلطة المادية

ثناء الشبيب / الأربعاء 13 آيار 2020 / حقوق / 3136
شارك الموضوع :

الواقع يقول أن حضارة الانسان الأخيرة اتسمت بالمادية المتوحشة التي تصنع مجدها على جماجم الضعفاء

في خضم ما يحدث حولنا، يجدر بالانسان أن يقف وقفة تأمل وتفكر ويتجاوز حجب الأسباب الظاهرة إلى فهم مراد الله وحكمته في ما تجري به المقادير.

إن البشرية في السنوات الأخيرة تقترف ظلماً شنيعاً في حق أفرادها للأسف، فالواقع يقول أن حضارة الانسان الأخيرة اتسمت بالمادية المتوحشة التي تصنع مجدها على جماجم الضعفاء والأبرياء وعلى حساب صحتهم.

ظلم البشرية نفسها لنفسها أهم أسبابها هو السعي الحثيث للإنسان إلى مليء خزائنه واشباع غرائزه وحاجاته، كلٌ يتبع اللامبالاة وعدم الاكتراث، فأصبحت ترى حيتاناً تبتلع الأموال ابتلاعاً لا تشبع ولا يمتلئ لها جوف.

وأينما تتوجه بوجهك تلحظ أن المادة اليوم أصبحت العنصر الأقوى، هذا بعد أن فرضت سيطرتها شيئا فشيئاً ولفت أطراف الدنيا لفاً حتى أحكمت السيطرة عليها تماماً، فأصبحت تترأس في سيطرتها تلك على معايير الأنسان في نظرته لنفسه وللآخر ولهذا غدت الغالبية منا نحن البشر نقيس بناءاً على ما يظهر من مظاهر المادية الخادعة هذه وننجرف مع سيلها حتى نغرق فيها، فنحن نعيش اليوم على ضوء المثل الشعبي الدارج: "عندك درهم تسوة درهم، عندك عشرة تسوة عشرة  ماعندك ولا شي ما تسوة شي". والذي يوضح ترأس المادية كمسطرة قياس فقيمة الإنسان اليوم تحسب بمقدار ما يملك من مال وسلطة، ومهابته تقاس بما يملك من قوة لا بما يحمل من أخلاق او ما يتبنى من قيم وفكر وانسانيات.

ونحن مقابل ذلك نقوم "بالدور السلبي" فبأيدينا أصبحنا نساعد في نشر مرض معدي انتشرت عدواه للواحد منا تلو الآخر حتى بات الواقع مليئاً بأولئك الوحوش (وحوش المادة) الذين لا يهمهم سوى جني المال، هنا قريب لا يفكر إلا بكيفية جمع المال فيدخل أبناءه الطب سعياً لذلك معلناً بملئ فاه غايته تلك في هذا وأنهم "حصادة فلوس" حسب تعبيره، طبيب لا تهمه صحة المرضى وسلامتهم بقدر المال الذي سيحصل عليه!.

ومن يريد أن يكتسح السوق ويحصل على أكبر قدر من المادة حتى لو كان ذلك على حساب صحته، وآخر مدير مدرسة والذي من المفترض أنه "انسان تربوي" يرفض استقبال طالب في مدرسته لسبب واحد فقط هو فقره كونه يعمل عاملاً مساءً وفي الصباح طالباً فيرفضه برده "ما تنفعك هالمدرسة دور غيرها" ويلف برأسه ويمشي!.

هذا يسحق ذاك من أجل المال وآخر يتخلى عن مبادئة وقيمه لذات الهدف، الصور عديدة ومتنوعة وبأوجه مختلفة نواجهها ونصادفها كل يوم للأسف!، كنا نسمع "سيط الغنى ولا سيط الفُكُر"!، اليوم اصبح هذا السيط مهماً! بل مهماً جداً! أصبح قوة!.

لماذا كل هذه المادية؟

هل أصبح الفقير _والذي لم يختر فقرهُ يوماً ولو خُيّرَ لما اختاره_يتحمل ذلك كله؟ يتحمل ذلك الأسلوب المحتقر من الآخر أو يجبر أن يسمع الكلمات التي تستخف به وبقيمته وكل تلك النظرات المحتقرة والقليلة فتنحر في قلبه وتنحفر في صدره الآلآف من الكلمات والحسرات والآهات وتُزرع في نفسه الأحقاد..

فلا عجب إذاً إن يظهر منهم شخص يبطش بكل من تطاله يده عند أول فرصة تأتيه دون أي رحمة أو شفقة، إن لم تهتم بذلك الفقير وتوفر له أبسط احتياجاته _والتي هي عندك تحصيل حاصل لابد من توفرها _فعلى الأقل لا تجرحه، لا تحقره، لا تشعره أنك أفضل منه بشئ عامله باحترام وخاطبه بأدب.

اظن أن الكثير منّا لم يعد انسانياً كفاية للأسف، عندما تُقَيَّم حسب المظهر، المنزل، السيارة، الجهاز النقال، الملابس، وكل ما تملك ويتم التعامل معك حسب ذلك ولا ينظر لداخلك ولا يُهتم لانسانيتك أو مشاعرك، لا يهم في المعايير أنك جيد أو سيئ، لا يهم في الحكم عليك سوى ماذا تساوي وكم تحمل! هذا يعني أن الكثير منا لم يعد انسانياً كفاية.

لم يعد العمل الانساني المجاني والذي يهدف لفعل الخير يعني شيئاً للكثيرين على الرغم من عِظم أجرهِ عند الله سبحانه وأنه وحده هو من يتكفل بكيفية رده لصاحبه ويرده له أضعاف مضاعفة، فهذه تجارة معه سبحانه والتجارة معه لا تبور، لكن الأغلب لا يبالي، ولم يبالي!.

فهو لا يفكر بمنطق أن الايام دواليب ولا يدرك مفهوم الحياة الواقعي والذي يصرح أن "دوام الحال من المحال" وأن التغيير هو سنة من سنن الله الثابتة في أرضه.

فبعد كل ما نعيشه اليوم الأجدر بالانسان أن يراجع مساره ويستفيق من غفلته ويسير وفق ما يريده له خالقه ويعود إلى عهده الذي عقده معه في عالم الأزل.

ختاماً عزيزي القارئ، في زمن الماديات وتبدل المعايير وإختلاف المسطرة وميلها، مل بقلبك إلى فطرتك وعد به لمعاييرها وعش بتوازن بين الماديات المغرية وقيمك التي غرست فيك وانسانيتك التي تحملها في داخلك.

الانسان
المجتمع
التفكير
الاقتصاد
الحياة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    عند أهل البيت: ما هو الخير كله؟

    النشر : الخميس 02 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    سفراء فوق العادة

    النشر : الأثنين 22 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    أخطاء في التعامل مع الطفل.. إياكِ والتقليل من شأنه

    النشر : الأحد 22 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأمومة ليست في الإنجاب فقط

    النشر : الثلاثاء 16 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الشخصية الإمعة: كيف واجه الامام الكاظم هذه الظاهرة؟

    النشر : الثلاثاء 09 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    التونة المعلَّبة.. فوائد صحية وأخطاء في التخزين والتناول

    النشر : الأربعاء 05 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 540 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 503 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 383 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 369 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1208 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1114 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1092 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1075 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 684 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 20 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 20 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 20 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة