• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مقاييس فاطمية: قول كلمة الحق وآثارها

فاطمة الركابي / الأحد 14 تشرين الثاني 2021 / حقوق / 2754
شارك الموضوع :

موهوم ذاك الذي يداهن الباطل، ويصفق للسلوك الخاطئ، ويبتسم بوجه الظالم

إن قول كلمة الحق أمام ظالم أو سلطان جائر أو إنسان إتبع الظُلم ونَاصَرهُ، يعني أن تكون صادقًا بموقفك اتجاهه، وصادقًا مع نفسك محترمًا إياها، وبذلك تحمي فطرتك التي جبلت على الصدق من أن تتلوث بمشايعة أهل الكذب والتكذيب لآيات الله تعالى.

وتجنبها النفاق لأنك إنسان سوي فيما تُظهر وتبطن، فلا تمتزج بأقوالهم التي تُنبئ عن معتقداتهم، فتحصن معتقدك ورأيك وقيمك ومبادئك، وتحفظ لقلبك سكينته واطمئنانه.

لذا موهوم ذاك الذي يداهن الباطل، ويصفق للسلوك الخاطئ، ويبتسم بوجه الظالم، ذاك الذي لا يُضيء لمن يعيش الظلمة بل يقاسمه ظلمته بالصمت، فحتى الصمت يوجب اضطراب في النفس، وفقدان الاطمئنان لها إن أراد صاحبها أن يرى حقيقتها فيما بعد، لأنها كبتت ما كان يجب أن تبوح به.

هكذا تعلمنا مولاتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام)، فهي التي قالت الحق في موقف صمت به الأغلبية، وذلك في ختام كلمات خطبتها النورية لما قالت (عليها السلام): " ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منّي بالخذلة التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنّها فيضة النفس ونفثة الغيظ، وخور القنا، وبثّة الصدر، وتقدمة الحجة،..."(١).

فالسيدة(عليها السلام) ذكرت عدة أسباب دعتها لقول ما قالت، وأول الأسباب هي لأنها فاطمة (عليها السلام)، فهي التي فُطمت عن حُب الدنيا والقبول بفعل أهلها، فهي لا تخشى إلا ربها؛ فالكثير ممن يصمت ولا يجاهر بالحق لأن خوفه من الخلق أكبر من خوفه من الخالق، إذ قال تعالى: { أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }(التوبة:13)، فأهل الإيمان لا يخشون إلا الله تعالى.

وهذا ذاته ما يمكن أن نفهمه من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"(٢)، بالنتيجة فإن قول الحق هو الحد الوسط الذي يحفظ ايمان الإنسان من أن يكون ضعيفا، والسيدة (عليها السلام)غيرت بلسانها ويدها، لأنها من أهل الإيمان الكامل التام القوي.

ثم بينت أنها قالت ما قالت لأسباب نفسية، فأن نقول الحق بصوت عال يعني إنك تُسمع نفسك أولاً وقبل أي أحد إن هناك باطل أمامكِ-أيتها النفس- لكيلا تستميل أو تميل إليه، ومن ثم يسهل لها أن تسمح له بأن يكون فيها، ويكون صاحبها تابعًا له.

ومن ثم فيه تنبيه لنفس القائل ولفاعل ذلك الباطل، كما صرحت السيدة الزهراء (عليها السلام) بكون ما قالته لإلقاء الحجة، ففيه إنارة لظلمة ذلك التائه في ظلمات السوء والشر.

فإنك إن صمت-أيها المؤمن- يعني إنك تنازلت عن دورك؛ فإن لم تُنر بوجه تلك العتمة أصبحت جزءاً منها، فتتيه مع التائهين، والمؤمن بدوره شعاع نور لا يَحل بمكان إلا وأناره سواء أن انتفع الأآخرون أم لم ينتفعوا-باختيارهم- من نوره.

ومن هنا يتبين لنا إن قول كلمة الحق ليس شيئا سهلاً بل يحتاج إلى نَفس ذات إيمان قوي، وليس شيء هامشي بل هو تكليف ومسؤولية ليحفظ الإنسان بأدائه على كرامته واحترامه لنفسه، وتحصين بيئته من انتشار الباطل فيها، ورضى ربه أولاً وآخرًا.

______

(١) شرح الخطبة الصديقة فاطمية الزهراء(ع): (ص٢٠٣-٢٠٤).
(٢) ميزان الحكمة : ج ٣، ص ١٩٥٠.

فاطمة الزهراء
الظلم
المجتمع
الدين
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    جنود الخط الأمامي لمواجهة الحرب الجرثومية

    النشر : السبت 11 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يتحول الأبناء الى نقمة؟

    النشر : السبت 13 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آليات اكتساب الكاريزما والشخصية القوية

    النشر : الأربعاء 14 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الإنجاب: هل يمكنني وضع طفل في عمر الـ 40 ؟

    النشر : الأثنين 18 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    عدوانية الأقنعة البشرية

    النشر : الأثنين 12 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    طريقك للفشل ..(1) الأمس

    النشر : الأثنين 04 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 330 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1009 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 6 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 6 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة