• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماهي ردة فعل الإنسان عندما تسلب منه الحرية؟

زهراء وحيدي / الأثنين 23 كانون الثاني 2023 / حقوق / 2326
شارك الموضوع :

الحيوانات البرية حساسة جدا لحريتها. بمجرد أن يدركوا أنها قد انتزعت منهم يشعروا بحزن عميق

"هذا الحادث من المستودع المجاور لمحمية كومبارو في كارناتاكا: كان الفهد يطارد الكلب، ثم دخل الكلب إلى المرحاض من خلال النافذة، وتم إغلاق المرحاض من الخارج. دخل الفهد خلف الكلب، وقد علق كلاهما في المرحاض.

عندما رأى الكلب الفهد، ذعر وجلس بهدوء في إحدى الزوايا ولم يجرؤ حتى على النباح.

رغم أن الفهد كان جائعًا وكان يطارد الكلب، إلا أنه لم يأكل الكلب. كان بإمكانه تناول العشاء بتمزيق الكلب في قفزة واحدة. لكن الحيوانان كانا معا في زوايا مختلفة لمدة اثني عشر ساعة تقريبا.

خلال هذه الاثنتي عشرة ساعة، كان الفهد هادئاً أيضاً. قسم الغابات صفر على النمر وأسروه باستخدام سهم مهدئ. السؤال الآن هو لماذا لم يمزق الفهد الجائع الكلب عندما كان ذلك ممكنا بسهولة؟؟

أجاب باحثو الحياة البرية على هذا السؤال: وفقا لهم، الحيوانات البرية حساسة جدا لحريتها. بمجرد أن يدركوا أنها قد انتزعت منهم يشعروا بحزن عميق، وينسوا جوعهم، ويبدأ دافعهم الطبيعي لتغذية المعدة في التلاشي.

الحرية والسعادة مرتبطان بحرية التفكير والتصرف والعيش بالطريقة التي نتمنى".

فإذا كانت الحيوانات تتصرف بهذه الطريقة وتتلاشى عندها غريزة الجوع لو شعرت بأن حريتها مهددة فماذا عن الانسان نفسه؟

يا ترى ما هي ردة فعل الانسان الذي يشعر بأن الحرية قد انتزعت منه؟

في الحقيقة وبحسب ما تركه لنا التاريخ من النماذج الإنسانية فإننا نواجه صنفين من الناس، الصنف الأول هو الذي يشعر بحزن عميق وقد يعتزل الناس ويبقى يندب حريته الضائعة وحيدا دون أن يساهم في استرجاعها.

أما الصنف الآخر هو الذي يقاوم حد الرمق، ويجاهد بكل ما عنده ولا يستسلم حتى يسترجع حريته، والتاريخ ازدهر بمثل هكذا شخصيات أمثال جيفارا وغاندي والإمام الحسين (عليه السلام) والكثير الكثير من الشخصيات التي وقفت بكل قوة وثبات بوجه من سلبوا منهم حريتهم!

والحرية هنا لها مفاهيم متعددة ليس شرطا أن تتمثل انتزاع الحرية بالحبس في المرحاض مثلما حصل مع الكلب والفهد، أو مثلما يحصل مع الناس في السجون الاعتيادية، لا، فالحرية لها وجوه متعددة ومختلفة منها حرية الكلمة والعقيدة والاختيار والحياة... الخ.

فهنالك من يسلب منك حرية التعبير، وهنالك من يسلب منك حرية الاختيار، ويقمعونك بخيارات وضعوها لك وفقا لمشاهداتهم الخاصة، وهذا ما يحصل اليوم في فرنسا بعدما قمعوا حرية المرأة المسلمة ومنعوها من ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والدوائر العامة...

وشكلوا نظرة سيئة وإرهابية للأشخاص الذين يعتنقون الدين الإسلامي، فبات الإسلام يساوي الإرهاب عندهم!

وأما بالنسبة للطواغيت الذين عاصروا آباءنا وأجدادنا والذين منعوا الناس من طرح آرائهم العقائدية وابداء كلمة حق واحدة لا تتوافق مع طبيعة سلطتهم في البلاد، فقد كان من يتجرأ ويتكلم بما لا يرضيهم قد حكم على نفسه بلف حبل المشنقة على رقبته.

ولأني لا أعيش في فرنسا ولم أتذكر الفترة التي حكمتها السلطات الطاغية في بلادي، أجد وجها آخرا وجديدا لقمع الحرية ينتشر في مجتمعي دون أن يستشعر الناس خطره.

أجد بأن العدو اليوم بات أذكى من الأمس بكثير، ففي الماضي القريب كان يغزو ويحتل الدول والمجتمعات احتلالا عسكريا واضحا، أما اليوم فهو يتجه إلى خطة أذكى وأخطر ألا وهي الإحتلال الفكري!

إنه يقمع الحريات بطريقته الخاصة، طريقة مختلفة تماما عما عرفناه في السابق، فهو لا يقدمك إلى حبل المشنقة بيده ولا يطلق عليك رصاصة ولا يسجنك حتى.

إنما يقدم لك الوجه الزائف للحرية بطريقة جذابة وفاتنة، فتجد نفسك قد انخدعت بالحرية التي قدموها لك، فتقبل وترضخ له دون ارادتك وترتد عن الحرية الحقيقية التي قدمها لك الإسلام وضمن لك على أثرها الحياة الإنسانية الفعلية التي تخلق منك إنسانا كريما.

إنهم ينتهكون حريتك بالخداع، وأنت مع بالغ الأسف راضخ لهم، ولا حيلة بيدك إلا القبول، بل وفي أسوء الحالات تصبح حجرا من النرد عندهم ويبدأون بتحريكك وفقا لخطتهم الشيطانية التي تستهدف نزع الحرية التي أقرها الله تعالى للإنسان واستبدالها بالحرية الزائفة التي صنعها الشيطان ليبدلوا شخصيتك الإنسانية النبيلة إلى شخصية شهوانية وحقيرة!

أنت تأخذ دور الفهد فعليا، تنسى مبادئك وقيمك مثلما حصل مع النمر عندما نسي غريزة الافتراس وجلس حزينا يندب حريته المسلوبة!

أنت تفعل ذات الشيء تماما، ولأنك فقدت حريتك الحقيقية رغما عنك ودون أن تشعر حتى، تجلس مكتئبا طوال الوقت ولا تعرف السبب فتمارس الحريات التي قدمها لك الغرب المقترنة بالفساد والفواحش لتسد الحاجة الشهوانية عندك والتي تتوهم بأنها السبب في اكتئابك، ومع كل ما تفعله إلا إنك تجد فراغا كبيرا في حياتك وتشعر دائما بعدم اشباع لاحتياجاتك النفسية والمعنوية، وتبقى على أثر ذلك مسجونا في دائرة الضياع مدى حياتك، وهذا بالطبع ما يريده العدو منك، (الشعور الدائم بالضياع)!.

كيف أقاوم الاحتلال الفكري وأسترد حريتي؟

إن الحاجة النفسية والمعنوية عند الانسان لا تصل إلى مرحلة الإشباع إلاّ بالعودة إلى الدستور الذي قدمه الله تعالى للبشرية، إذ إن ممارسة الأفعال التي ينادي بها الغرب اليوم بصوت التطور والحرية ليست إلا دوامات هالكة لو دخل الإنسان فيها لما استطاع الخروج منها وبقي طيلة حياته يشعر بالقلق والضياع.

ولكي يضمن الله تعالى الحياة المثالية للناس والخالية تماما من المشاعر السلبية كالإكتئاب والقلق والضياع، قدم من خلال الإسلام إنموذجا مثاليا للحياة الإنسانية، فالالتزام بالخطة التي أنزلها الله تعالى إلينا والوقاية من المحرمات، يضمن لنا ممارسة الحياة بطريقة مثالية ورائعة، والتي تضمن أيضا الإشباع الحقيقي لجميع الرغبات الجسدية والنفسية.

دون أن يترك أثرا جانبيا على حياته، بل يصنع له السكينة والإستقرار، إذ إن ممارسة الأفعال التي أباحها الله تعالى وعدم التوجه إلى الممنوعات والمحرمات تخلق للإنسان جوا معنويا كبيرا.

إذ إن الله تعالى لم يمنع الإنسان من شيء إلا لأجل مصلحة، ولأن المنكرات والآثام هي من صناعة الشيطان فلابد أن يرافقها ضررا شنيعا على الإنسان، ولأن الله تعالى يحب عباده حبا كبيرا منع عنه الأفعال التي هي من صنع الشيطان لكيلا يلحق الإنسان ضررا بنفسه.

ولأن الغرب اليوم هم عبيد الشيطان إذن من المهم جدا مقاومة الغزو الفكري الذي يقومون به اليوم والتوجه إلى الله، وصد كل الأفكار التي تحاول تقديم الحريات الزائفة للناس على أنها عصرنة وحرية شخصية وتوضيح الأضرار التي تلحقها بروحية الإنسان وكيف من الممكن أن تدمر المجتمع، فمادام خلع الحجاب والمثلية والمساكنة... الخ هي الوجه الجديد للحرية التي ينادي بها الغرب والتي أساسها انتشار الفاحشة في المجتمع الإسلامي.

إذن علينا توخي الحذر جيدا، وزيادة الوعي في المجتمعات وفضح هواجس العدو للناس وتوضيح الخطط الشيطانية التي يريد الغرب من خلالها انحراف المجتمع وقيادته نحو الضلال من خلال منابرنا الخاصة في المدارس والجامعات والشارع والسوشيال ميديا، فلو كل واحد منا شعر بالمسؤولية وتصدى لهجمات العدو الفكرية التي يشنها اليوم على مجتمعنا الإسلامي لضمنّا للبشرية الحياة الانسانية الكريمة الخالية من عوامل الإكتئاب والقلق والمعنوية المنخفضة التي تصنعها الأفعال الشيطانية في نفس الإنسان ولكان همنا الوحيد هو هم الإٍسلام والمسلمين، ولعاشت البشرية حياتها مطمئنة في ذكر الله فكما يقول جلالته: "الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب"[1].


[1] سورة الرعد/ اية ٢٨

الانسان
الحيوانات
العلم
ابحاث
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    أفق الحداثة.. أم بلا وطن

    النشر : الأحد 15 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    استطلاع رأي: ماهي أسباب الإنتحار وطرق الوقاية منه؟

    النشر : الأحد 04 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تبعات كارثية لنقص الرضاعة الطبيعية في باكستان

    النشر : الأحد 04 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    غالبية مرضى الاكتئاب لايحصلون على رعاية كافية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ممارسة ألعاب الفيديو عبر الإنترنت قد تعرضك للقرصنة

    النشر : الخميس 27 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    متى يتحرر العقل العربي من عقم التفكير؟

    النشر : السبت 03 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 583 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 441 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 8 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 8 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 8 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة