• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مشاهد من خلف الجدار

أمل شبيب علي الأسدي / الأثنين 11 ايلول 2023 / حقوق / 2405
شارك الموضوع :

ساد الصمت أجواء المكان، وبعد فترة قليلة من انقطاع الزائرات، تذكرت بسملة التل الزينبي الذي يرحل كل عام

الأرض تهتز وكل من تواجد شعر بذلك، لكنها ليست هزة أرضية؛ بل كأنها هي! إغرورقت العينين بالدموع واتّحدت معًا تلك القطرات لتنزل على صحن خديها تاركه أثر الألم واللوعة، لم تكتفِ بهذا بل علا صوتها بالنحيب!.

ليس في يد (بسملة) كتاب يحتوي على قصة أحزنتها لتبكي هذا البكاء، ولم تكن متابعة لمشهد من التلفاز يستوجب كل هذا، ولم تكن في حلم لعلها تأثرت به.!

هاهي معنا في نقطة التفتيش، وما إن انتهى دورها ذهبت لغرفة الاستراحة محاولة غلق الباب لكي لا تسبب الاحراج لنفسها إن علا صوتها إلا أن قاعدة الباب تعثرت ببقايا قلم رصاص مكسور مهمل؛ مما جعلها تترك المحاولة وهكذا بقي الباب مفتوحا لنصفه.

جلست وحدها ومرة أخرى تشعر بأركان البناية تهتز، بل الجدار الذي تستند عليه، المنظر رهيب مع حرارة الجو المتصاعدة، والنداءات من كل حدب وصوب، تكاد القلوب تغادر الصدور، صوت الدمام عالٍ جدًا، يرافقه المزمار، وصوت بوق، والرياح كأنها هي الأخرى تشاركها البكاء، ويبرز صوت الصريخ كأنه يستغيث ينتقل متماشيًا مع الجميع إلا أنه فاقهم بصوته المخيف.

مستمرة (بسملة) في سيرها بأروقة الطف رغم جلوسها مع زميلاتها وعودتها بعد استراحتها.

وتعلو الأصوات والآلات تؤدي عملها بإتقان وفوق الإتقان؛ حتى تُنقل الأحداث بأمان إلى هذا الزمان. وفعلا كأن الطف قائمة حرب، ودخان، وصوت الصهيل، وبكاء الأطفال، وحيرة صوت الإعلام ماذا يكتب؟ وعن أي خبر؟ وكيف يقاوم؟.

لكن الله زرع في قلبها الارادة التي بها احتوت كل الأطفال وقامت بتهدئة القلوب الخائفة، التي تصورها الأحداث الآن من خلف الجدار، (بسملة) ترى صورة للسيدة زينب (عليها السلام) تَجسدت بتلك الطفلة الصغيرة على كتف أمها خائفة من ذلك الصوت تدير برأسها تحاول أن تخبئه تحت عباءة أمها التي تحاول هي الأخرى سد منافذ السمع بإدخال أصابعها في اذنيها تقليلا وتخفيفا بمحاولة منها لطرد الخوف عن صغيرتها، وطفل آخر تجاوز منصة التفتيش، إلا أنه تسمّرَ في مكانه مع اتساع في حدقة عينيه يداري خوفه بالنظر إلى من حوله مطمئنا نفسه بالكلمات التي يسمعها منهن. إذن هكذا كانوا الظلمة وقساوة القلب يفعلون، يخيفون الأطفال بل في ذلك يتسابقون.

ساد الصمت أجواء المكان، وبعد فترة قليلة من انقطاع الزائرات، تذكرت بسملة التل الزينبي الذي يرحل كل عام بعد العاشر من محرم ويعود بعد الأربعين مع السبي، ذلك التل الذي بقي مَعلمًا ليشهد أن زينب (عليها السلام) وقفت عليه ونادت أخيها الحسين، تذكرت قربة سيدي العباس (عليه السلام) حينما ظل الماء يبكي؛ لأنهم خرقوها وانهدر الماء منها وضاعت آمال سكينة والأطفال اليتامى.

تذكرت رقية الطفلة المحبوبة عند والدها الذي ينتظرها عند كل صلاة لتفرش له السجادة، ومرت على الأقراط العائدة لها سرقوها بكل وحشية، إلى الآن تشكو الألم والجرح لازال ينزف!.

ويستمر الموكب الحسيني مع كل هذه القلوب التي عُجنت بماء الفطرة بولائها لمعشوقها تصاحبهم آلاتهم ليجسدوا الطف وماجرى على ساحة الحق، التي كادت أن تُزرع بألغام الخيانة والحقد والتزوير.

لقد ذبحوا أعمدة النور لتسريع العتمة، لكن الدماء أضاءت الظلمات كلها.

من هنا بدأت الحكاية ...

زيارة الاربعين
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
التاريخ
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة