• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حتمية دولة الحق وخلق الانسان

سارة حسين / الثلاثاء 17 تشرين الاول 2023 / حقوق / 1708
شارك الموضوع :

إن الله عزوجل لم يشأ أن يحتوي الكون على مخلوقات مطيعة من دون اختيار  ومنقادة

إن جميع موجودات الكون –ماعدى الانسان- هي مخلوقات مسخرة ومنقادة لله عزوجل بشكل كامل، ولم تعط الاختيار في ذلك، بل هي مفطورة على الطلعة والاستجابة للمشيئة الربانية الخالقة لها، من دون بديل آخر وهذا لا يعني أنها غير راضية بل مع كونها لا تريد العصيان لم تعط امكانية أيضا.

وهذه المخلوقات بين عاقل ومدرك –كالملائكة –وبين جامد لا يفقه إلا وجوده ووجود خالقه جل وعلا والعلاقة بينهما كالمادة.

إن الله عزوجل لم يشأ أن يحتوي الكون على مخلوقات مطيعة من دون اختيار  ومنقادة من دون سبيل إلى الخلاف فقط، فإن هذه العبودية ذات مستوى محدود وبعد معين لا تتم فيه معرفته كما يجب وعبادته كما ينبغي... إنه يريد من يطيعه لا خوفا من ناره ولا طمعا في جنته بل يعرفه فيجده أهلا للعبادة فيعبده يريد خلقا يعرفونه حق المعرفة وقد  قال جل وعلا –كنت كنزا مخفيا فأردت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف..

إنها معرفة بكل صفاته يتبعها من توجه إليه، إنه حبيب يريد من يحبه لذاته لصفاته. يريد أن يعرف بحرية ويعبد باختيار، يريد كائنات تضحي من أجله وحبا به، يريد عبادا توابين يعصونه فيندمون ويستغفرون فيغفر لهم ، يريد مخلوقات تحن إليه وتبكي في الليل والنهار شوقا للقرب منه.

يريد من يؤمن به اختيارا ويؤثر رضاه على هواه، يريد من يتحمل المشاق في سبيل رفع كلمته في الوجود، يريد أنصارا له ومحبين وعشاق يريد كائنات لا تؤسرها طبائعها المادية بل تتسامى نحوه وتتخلق بأخلاقه.

يريد كائنات تتصارع في داخلها قوى الخير والشر والهدى والظلال فتختار الخير والهدى على الشر والضلال غير مضطرة لذلك يريد مخلوقات لها مشيئة من مشيئته فتسير نحو كماله المطلق يريد قلوبا مؤمنة تسعه حيث لم تسعه سماواته ولا أرضه يريد كائنات تتضرع إليه وتتوكل عليه يريد مخلوقات تتجلى فيها عظمته ويظهر فيها ابداعه.

يريد مخلوقات حية في ارادتها فتتشكل بذلك حياة مفصلة نامية تنعكس فيها صفاته يريد آفاقا ونفوسا تظهر فيها آياته يريد حبيبا يناجيه يريد محتاجا يسأله فيعطيه يريد عبدا يأمره فيمتثل أمره وينهاه فينتهي، يريد ذاكرا لا ينساه وحبيبا لا يفكر بسواه وعبدا مخلصا لا يطيع غيره ومجاهدا ينصر دينه ويريد أيضا مخلوقات يظهر فيها عدله ويظهر فيها غضبه وجبروته وعقابه فكان الإنسان ذو العقل والاختيار وكان النجدان نحو الخير ونجد الشر.

لقد سبق علم الله عز وجل بالغيب خلقه لهذا العالم وما فيه من مخلوقات فعلم بما سيكون قبل أن يكون وعرف من سيعطيه ممن سيعصيه فوجد أن غاية الخلق ستتحقق بأعلى درجاتها في إنسان واحد فاق كل البشرية وهم في عالم ما قبل الوجود والتحقق عالم علم الله المطلق فارتضاه واشتق له اسما من اسمه فهو الحميد وسماه محمد أن محمد (صلى الله عليه وآله) هو أكمل نموذج يتحقق فيه الهدف من ايجاد الخلق كلهم.

ولذا قال له جل وعلا عندما ناجاه -لولاك ما خلقت الأفلاك- انت المطلوب وأنت الحبيب إنه أعبد العابدين وأفضل المطيعين وأكثر الذاكرين ثم نظر الله عز وجل إلى الخليقة من بعد فوجده واحدا لا يختلف عنه كثيرا عن حبيبه الأول فجعله شريكه في كل شيء إلا النبوة وخلق نفسه من نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم) واشتق له اسما من أسمائه جل وعلا فهو العلي الأعلى وهذا علي (عليه السلام) ثم نظر أخرى فرأى ثلاثة رجلين وامرأة فضمهم إليهما وجعل المرأة ابنته وسماها فاطمة والاثنين الآخرين أولاده منهما فسمى الأول الحسن والثاني الحسين ثم مزج الأنوار وداخل بينهما فكانوا الخمس الأفضل على الاطلاق أهل الكساء الذين ضمهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدنيا تحت كساء واحد بأمر من الله عز وجل ودخل معهم ليعلن الحقيقة الإلهية في تفضيلهم على كافة المخلوقات وأنهم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا..

ومن ثم جاء بالأفضل من البشرية من البشر من بعد أولئك الخمسة وكانوا تسعة فجعلهم أولادا للحسين (عليه السلام) واحدا بعد واحد وهكذا الأفضل فالأفضل.

هذا هو الانسان المخلوق المحبوب إلى الله عز وجل وهذه قصة وجوده هو أفضل الكائنات وقد فضله الله تعالى عليه وسخرها له كما قال تعالى -ولقد كرمنا بني ادم- وما ذاك إلا ليعبدوا الله عز وجل مختارا صادقا عارفا وكل الوجود المادي هو من أجل نجاح هذا الأمر وتحقق الهدف الإلهي بالمعرفة ومن ثم العبادة الواعية..

إن ارادة  الله عز وجل اقتضت أن يعبد في الأرض وأن تطبق فيها أحكامه اختيارا من العباد وليس بالضرورة أن يكون ذلك من جميعهم اختيار ورغبة بل يكفي أن يكون من ثلة مخلصة تدفع الآخرين نحوه بشرط رضاهم بالأمر فيتوحد الوجود طاعة وعبودية لله عز وجل وهذا هو الهدف من الخلق ومن البديهي أن حركة المجموعات لا تصح ولا تنتظم ولا تثمر إلا بوجود قيادة يتسلم مقاليد الأمور فيها فتوجهها نحو الأهداف المرسومة.

وهذا يجري في الأسرة والأساس في حركة أفرادها وهو الموجه لهم نحو ما يراه صحيحا ونافعا وكذلك المجتمع إنما يخضع لتأثير الحاكم والدولة لأنها تهيمن على مرافق الحياة فيه وتتصدر مواقع القرار والتوجيه وأي اصلاح او فساد للمجتمع إنما يكون بالأساس من قبل الحاكم.

والنظام السائد في الناس على دين ملوكهم صلاحا وفسادا ولو أننا أردنا إصلاح أسرة وجدنا أفضل وأسرع طريق واصلاح رب الأسرة ومن ثم يصلح الباقون فكذلك اصلاح المجتمعات الانسانية إنما يكون من الأعلى هذا إذا أردنا إصلاحا شاملا وسريعا أما إذا لم تحن الفرصة فلا يُلغى السعي في اصلاح ما تيسر من أفراد المجتمع ولكن سوف لا يصلح المجتمع كله إلا من الباب الطبيعي للتغيير الاجتماعي وهو الدولة ومن هنا يتضح لنا ضرورة قيام دولة الحق التي تقود الانسانية نحو الله عز وجل سالكة سبيله القويم وصراطه المستقيم وهو الاسلام العظيم بعقائده وأحكامه وأنظمته الاجتماعية الكفيلة بارضاء الخالق والمخلوق ارضاء الخالق بالعبادة الواعية من قبل الانسان الفرد والانسانية جمعاء وارضاء المخلوق لما ستتحقق من سعادة في حياته الروحية والاجتماعية..

مقتبس بتصرف من كتاب دولة المهدي، للكاتب باسم الهاشمي..
الانسان
المجتمع
السلوك
صحة نفسية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    هل جميع المتدينين تعساء؟ وما هي علاقة الدين بالسعادة؟

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    ولو كُنتَ عاملاً.. وظيفتك تُكمّل الحياة

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    عناق الأسماء

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    سمسمةٌ وصغارِها الثلاث

    النشر : الثلاثاء 23 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    كيف تحسن مزاجك في أيام الشتاء؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    هل تؤثر التكنولوجيا على أدمغتنا؟

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة