• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذاكرة النسيان

زينب علي عمران / السبت 29 كانون الأول 2018 / منوعات / 1762
شارك الموضوع :

رمقني بعينيه المجعدتين، وكان حاجباه الأبيضين معقودين، كأنه يفكر في كلام يود قوله لي، كنتُ قد عدت تواً من المدرسة وشعور الارهاق لا يفارقني ب

رمقني بعينيه المجعدتين، وكان حاجباه الأبيضين معقودين، كأنه يفكر في كلام يود قوله لي، كنتُ قد عدت تواً من المدرسة وشعور الارهاق لا يفارقني بعد يوم دراسي متعب، سلمت عليه وقبلت يده فبادرني بالسؤال "ابنتي هل لديك وقت اضافي في المساء بعد اكمالك واجباتك المدرسية؛ لمتابعتي اثناء تأديتي لصلاتي؟" أجبته باستغراب: "أتابع صلاتك؟"  قال: "نعم عزيزتي في الاونة الاخيرة لا اكاد اتذكر كم ركعة صليت؛ لذا احتاج وجودك بجانبي ومتابعتي".

لا اعلم لماذا احسست بضيق اعتصر قلبي، تسارعت معه قطرات الدمع من عيني فقلت "نعم بالتأكيد وبكل سرور جدي الحبيب" ارتقيت السلالم بسرعة خاطفة متجهة نحو غرفتي، أغلقت الباب خلفي ونبضاتي أكاد أسمعها.

 وقفت أمام مرآتي، طالعت ملامح وجهي الفتية، وقارنتها مع ملامح جدي الكهولة وسألت نفسي "ترى هل سأصبح مثل جدي؟ هل سأنسى مثله عدد ركعات صلاتي؟" أسئلة بسيطة كان وقعها كبير في روحي، وفي المساء جلست بجانب جدي لأكون ذاكرته المؤقتة، وحين شاهدني ابتسمت عيناه في وجهي، وأمطر مسامعي بحروف الدعاء الجميلة التي تشرح القلب الحزين.

وبدأ جدي الصلاة بخشوع وتذلل لخالقه، وأنا أصغي له بحذر شديد لاكتشف خطأه وأصحح له ترتيب صلاته، وأنا أنظر له وهو يركع ويسجد وكأن قلبي معلق مع سنين عمره الثمانون، رغم توجعه من حركة مفاصله، إلا انه أكمل واجبه على أتم وجه، كطالب مجتهد لم يتهرب من أستاذه ويتعذر بحجج واهية كالمرض، طوى سجادة صلاته بكل حب؛ ليعلن تحقيق انتصاره على من تربص به ليخطئه ويوسوس له، وبلا أدنى شك فاز بتفانيه.

يا ترى كم مثل جدي نحتاج في تفكيرنا وأنفسنا، لننتصر على شياطين خذلاننا وانكساراتنا؟

 توفي جدي بعد صراع طويل مع المرض، لازلت أذكر ملامحه بدقة كبيرة، صوت تكبيرته في صلاته لازال يدوي في أذني، وعيناه البريئتان كانتا عَالماً تحكي قصص كفاحه الطويلة في هذه الحياة القصيرة.

رحمك ربي أيها الجبل الشامخ، ها أنا قد كبرتُ يا جدي وهرمت ذاكرتي، ولا أعلم هل صلاتي كما هي أم ينقصها متابع؟؟

الخلاصة؛ اعتبروا من تجارب الآخرين قبل فوات الأوان، فالحياة لا تنتظر أحد.

الانسان
العمر
الايمان
قصة
الصلاة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من هم بني أمية عصرنا الراهن؟

    النشر : الأربعاء 18 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    مواجهة الحياة تحت الوان.. اسود احمر ابيض

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    على ناصية الحلم.. أُقاتل

    النشر : الخميس 17 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    عندما ننادي يا صاحب الزمان.. ثم ماذا؟

    النشر : الأربعاء 08 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    المجاملة.. بين الكلام المعسول وتلطيف العلاقات بين الناس

    النشر : الأثنين 28 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 16 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 16 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 16 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة