• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النفاق النفسي وازدواجية المعايير الأخلاقية

زهراء الجابري / الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022 / منوعات / 2570
شارك الموضوع :

هنا تقف على حقيقة تشتته ونفاقه النفسي وازدواجية المعايير الأخلاقية التي تتصارع في داخله كلما ابتعد عن الدين والفطرة

أحد الأسباب المؤدية للانتحار هو أن أول عاصفة تعصف بهذا الصنف بسبب الرواسب (الإنسانية) الفطرية التي بداخله، والتي خلقها الله تعالى في كل منا ليميز بين الخير والشر في الحياة، أو كما قال سبحانه: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" [سورة الشمس: ۷-۱۰ ].

وأما المضحك المبكي - للأسف- أنه عندما يستجب هذا الصنف إلى تلك الرواسب (الإنسانية) فهو يشقى مع إلحاده؛ وذلك لأن لوازم الإلحاد المادي هي عدم التقيد بأي شيء معنوي، فإذا أراد في المقابل -كحل بديل ليريحه من عنائه- أن يزيد من وتيرة التقمص (الحيواني) كملحد، على أمل قطع هذه الرواسب (الإنسانية) سريعًا ليتخلص منها ولا تزعجه، فلا تجده إلا وقد زاد نفسه ألمًا وإحكامًا لغرقه في مستنقع الفشل، فمثله في ذلك مثل الواقع في الرمال المتحركة Quicksand ، فإن هو سكن لوضعه واستسلم تجده وقد ازداد نزوله ببطء نحو هلاكه، وإن هو تحرك محاولاً الخروج تجده وقد تسارع نزوله أكثر في الرمال مما لو سكن..

أما الألم الدائم هنا لهذا البئيس ذي البقايا تحت (الإنسانية)، فهو أنه يجد نفسه مضطرا للدفاع عن سلوكيات وأقوال غيره من الملاحدة الذين حققوا لوازم الإلحاد من التحرر الظاهري من كل قيد أخلاقي أو قيمي أو عرفي أو ديني، دعوى الحرية الشخصية، وشعار "أنا حر إذا لم أضر"، فتجده يدافع عن سلوكيات وأقوال الشاذين جنسياً، وعن الممارسين للجنس مع الحيوانات، وعن المنادين بالتعري في الشوارع وفي الوقفات، وعن الممارسين لزنا المحارم أبا أو أمًا أو أختا أو أخا في بهيمية أسفل من الحيوان، وعن المنادين بحرية تبادل أو خيانة الأزواج والزوجات حيث لا حرج في الإلحاد في تصريف الشهوة (الحيوانية) مع من يريد .. والقائمة تطول وتطول وتطول مما يؤلم نفسه ويجرح روحه في كل يوم وليلة عشرات المرات. تجد ذلك الألم والضياع وتلكم الحسرة في تعليقاتهم في مواقعهم ومنتدياتهم وحساباتهم في الفيسبوك وتويتر وغيره، فإن سألت هذا الصنف هل ترضاه لنفسك؟ يقول لا. هل ترضاه لأمك ؟ لأختك؟ لزوجتك؟ يقول: لا.

وهنا تقف على حقيقة تشتته ونفاقه النفسي وازدواجية المعايير الأخلاقية التي تتصارع في داخله كلما ابتعد عن الدين والفطرة، إلى أن يقرر في يوم من الأيام علاجاً أخيرا لحالته وآلامه بالانتحار .
ملحوظة: حتى المؤمنين بإله عندما يرتكبون أفعالًا تتنافى مع إنسانيتهم وفطرتهم وأخلاقهم، كالحروب الظالمة مثلا ودفع الجنود بالأمر لقتل وإبادة الأبرياء، فإن رد الفعل النفسي لديهم يكون غاية في الشقاء والألم، الذي يطاردهم طوال العمر، وفي هذا الصدد لا يغيب عنا أنه إلى اليوم -وبعد عشر سنوات تقريبا- لم تزل تسجل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى نسبة (انتحار) لجنودها العائدين من حربي أفغانستان والعراق، حيث أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع أن عدد المنتحرين في ٢٠١٢ م وصل إلى 349 منتحر، أي بمعدل منتحر كل ٢٥ ساعة ( 4 )، في حين وصل العدد إلى 301 منتحر في ٢٠١١ م.

وأغلب المنتحرين لم يستطيعوا تحمل التبعات النفسية للحرب، ولم تنفعهم الجلسات العلاجية، أو أصيبوا بشلل التفكير الدائم حتى تشردوا عن الوظائف والأعمال، وضاقت أحوالهم ولم يجدوا من يساعدهم، فانتحروا. وأقول: إذا كان هذا هو حال (المؤمنين) مع عذاب ضميرهم عند تنازلهم عن (بعض) إنسانيتهم وفطرتهم، فما بالنا بهذا الصنف من الملاحدة إذن؟!

من كتاب (الكل مبتلى ولكن) أحمد حسن
الانسان
الاخلاق
المجتمع
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    حجابي زينتي وللجنة وسيلتي

    النشر : الخميس 22 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الانتظار غير المشروط!

    النشر : الخميس 03 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    وأشرقت الأرض بنور مهديّها

    النشر : الأثنين 26 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    دور الاخصائي الاجتماعي في حل المشاكل الأسرية

    النشر : الثلاثاء 25 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    في اليوم العالمي للشباب: إشراك الشباب في الجهود الدولية

    النشر : الأربعاء 12 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    أرجوحة الرجاء

    النشر : الأحد 21 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 529 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 498 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 368 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 331 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1208 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1074 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 684 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 14 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 14 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 14 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة