• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حديث الأجل.. بشر بن عمرو الحضرمي الكندي

ضمياء العوادي / السبت 29 ايلول 2018 / ثقافة / 2484
شارك الموضوع :

الريقُ المَسْقِيّ من رحيق الإخلاص والوفاء أنهارُ شهدِهِ تجري ليُشفى بها من به درن، والروح التي بُنِيتْ على أساس التفاني تغادر جسدها لتسدي م

الريقُ المَسْقِيّ من رحيق الإخلاص والوفاء أنهارُ شهدِهِ تجري ليُشفى بها من به درن، والروح التي بُنِيتْ على أساس التفاني تغادر جسدها لتسدي معروفها، والفكر المروض في ميدان التضحية لايهمه عظيم ماينفق، والقلب المجبل على حب أمير المؤمنين لاترجو منه ضعف.

وقفتُ على تلك العتبة أراقب من بعيد ولادة روح جديدة تضاف الى تلك العائلة رفعت تغاريد الفرح بالمولود الذكر تقربتُ منه تأملتُ فيه وبابتسامة تقربت من وجنتيه وأخبرته أنك هديتي ابتسم لي.. ثم أخبرته سيكون معك شخص منك انتابته موجة بكاء ضحكت بصوت مرتفع ثم قبلته واخبرته لدي عروستين ستكون للأجمل منهما سكن من روعه واخذ مغادرا بعينه الجميلة الى عالم الأحلام.

بقيت أراقبه يوما بعد يوم يتعثر بممشاه فأمد اليه يدي واذا اخذه المرض قابلته بإبتسامة مطمئنة أنه لاضير عليك ومع رحلة شبابه بدأت براعته في السيف تظهر للعيان وبدأ يشارك بالمعارك والخلافات وحراسة الحدود في كل مرة يضرب فيها ويظن الجميع أنه غادر الحياة أقف بكل ثبات واصرخ ليس موعده اليوم صوتي غير المنتمي اليهم لا يصلهم وعندما يستفيق اكون أمامه أراعيه فهو الهدية الموعودة لتلك العروس الغالية.

كان المختار من بين أهله لأن في داخله ذلك الشعاع الذي يقود العاشق الى معشوقه شعاعه ينقسم في سمائه اثنتا عشرة عينا للضوء احدهما اعادت اليه من قبسها فعرفت انه في ذلك السرب، خطى في ذلك الدرب أولى خطواته وانبته في عمق ابنائه واخضرت اشجارهم وتفرد منهم من شَجرته أثمرت وكان ظهرا لأبيه.

نحت فيه صورة لرجل حضرموت المُشْرَب بالحضارة المتفاني في الحب المخلص للولاية سيفه رهنه للدفاع وكذلك ابنه فشق الثاني طريقه قبلا فغدى علما في الحدود يدحر الفرس ويحرس الارض.

بدأت أجهز لعروستي فقد اقترب الموعد فطفقت اساعده في لبس عمامته والبسته عبائته نظرت اليه بعين دامعة فرحة هذا الشيب قد غزا رأسه وبدا كشيخ وقور تحلم به المجالس وتتوق لحكمته الفوارس. 

أرتفع صوت خيله وهو يرنو تلك الارض، لم أغب عنه في مسيره بل بقيت أراقب طلته وقربه من مناي، خطوات خيله التي سابقت الريح ترسم لوحة تفيض منها رائحة العروبة بلثامه الاسود وخيله العمرد يشق الريح.

وهناك تعلو خيلا أخرى خيل ابنه المتجهة الى تلك المعركة القريبة منهم يواجه الفرس،

هنا وصل الى وجهته وحط رحاله مع ذلك الركب الأسمى والتحق بهم بقلب راضٍ أمسح وجنتيه استمع معه للكلام المقدس الذي يصدر من ابي الاحرار والى وصاياه أشحن في صدره الغيرة والابا، وأبث فيه الحب والولا.

هناك في معركة الفرس علت السيوف وضجت أصوات الخيل وعدد القتلى يزداد، كثر الفرس وازداد عددهم وهاجموهم من كل مكان صيحات شبله بدأت تعلو تشجعهم وتؤزرهم أحيط به من كل صوب وسيوفهم بدا تصل اليه، ضربه أحدهم على يده مسقطا السيف..

هنا وصلوا الى مستقر الركب عملوا على تنصيب الخيام، وفي ليلة التاسع أقبل احدهم برسالة الى بشر وبعد أن سأل عنه: أخبره بأسر ابنه في الري على يد الفرس، أطرق برأسه الى الأرض، إنقاذ ابنه متوقفا عليه رفعت رأسه الى السماء أريته ذلك الشعاع المنبثق منه إلى العيون والقبس الذي نزل عنده فتح عينيه وبإطمئنان وخطوات واثقة عاد الى خيمة الأصحاب جلس بينهم مبتسما لكلامهم لايعلم أي سكينة تلك التي اعترته، بعد برهة أستدعاه المولى ابا عبدالله وقال له: بلغني أن الخبر ولدك أسر في ثغر الري، فقال: سيدي عند الله أحتسبه ونفسي، ماكنت أحب ان يؤسر ولدي وأن أبقى بعده حياً.

فقال له الحسين: رحمك الله، أنت في حلِّ من بيعتي، فأعمل في فكاك رقبة ابنك. وقَدّم اليه خمسة أثواب وبرود قيمتها ألف دينار فقال له: سيدي أبا عبد الله، أكلتني السباع إن أنا فارقتك وأسال عنك الركبان مع قلة العوان، لايكون ذلك ابدا.

جاء يوم العاشر وبدأ الصدام وارتفعت الاتربة ينظر الى الاصحاب واحدا بعد آخر يغادر الى الملكوت الأعلى يرى نساءً لاطمات وأُخَر ثائرات، أعين ملئت بالثبات ونفوس شحذت بالصبر ينظر اليهم  كلٌ يسقط من جواده فتتلقفه الملائكة.

نظرت اليه نظرة مودع ها قد اقترب موعده، تقربت من عروسي ابتسمت لها واشرت اليه هاهو هديتي لكِ، برز للميدان وانظري عليه تارة تهطل دمعتي وتارة اتمتم له بالدعوات، استأذنت منها لأذهب الى الري هناك حيث الروح الأخرى وقعت الروح يتقطر منها الدم، استدعيت عروسي الاخرى لاستقباله، عدت الى بشر وقد أخذته السيوف والرماح وتحول شيبه الوقور الى كتلة من الدماء، وقع من فرسه تلقفته بيدي تساقطت قطراته الى الارض تركته عندما رأيت ابا عبد الله متوجها اليه تركته معه نظرت لعروسي فرحت به.

التفت اليه صعدت روحه أخذتها اعطيتها لها احتَضَنَتْه وتبنته ثم ختمت على جبينه من اسمها فخطت عليه اسم الشهيد وكذلك تلك، صعدت كل عروس تحمل شهيدها وغادرت انا الأجل ابحث عن أرواح ألحقها الى بارئها.

(من كتاب: رجال صدقوا، اعداد: جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية)
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الشهيد
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    النشر : منذ 4 ساعة
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تنعكس أحاديث الامام الكاظم على حياتنا؟

    النشر : الأربعاء 07 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    سـهـام الـشـيـطـان

    النشر : الثلاثاء 20 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    عابدة جليلة تترك خير أثر

    النشر : الأربعاء 09 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    ماهو الفرق بين الموز الناضج والغير ناضج؟

    النشر : الأثنين 02 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    احصل على شهادة عالمية للغة الإنكليزية عبر هذا التطبيق

    النشر : الأربعاء 22 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 369 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 335 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 330 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1038 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 4 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 4 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 4 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة