• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نسمة في محضر السيدة

عفراء فيصل / الخميس 17 تشرين الاول 2019 / ثقافة / 2501
شارك الموضوع :

اتخذتُ من الخربة موطن لي مُنذ ان وضع الطاغي يزيد آل الرسول بها، بقيت بجوارهم اهب بنسيمي بين الحين والآخر لعلي اخفف عنهم ما عانوه من حرارة الش

اتخذتُ من الخربة موطن لي مُنذ ان وضع الطاغي يزيد آل الرسول بها، بقيت بجوارهم اهب بنسيمي بين الحين والآخر لعلي اخفف عنهم ما عانوه من حرارة الشمس وتعب مسير تلك المسافات.

في إحدى الليالي، فزعت وانا اسمع صوت طفلة تنحب وتصرخ وهي تُردد بأسم (حُسين ابا يا حُسين)، اقتربت منها وإذا بها ترتجف خوفاُ وبرداً ابتعدت قليلاً فأنا المُسبب لارتعادها ذاك، عرفت انها ابنة للحُسين حنت لوالدها وتود لقاءه نقلت صوتها الى ذاك المتجبر في قصره، افزعته من نومه فما له والنوم وابنة الحسين لا تستطيع النوم، رأيته وهو ينزعج من صوتها ويخاف، بلى فصوت الحق يُخيف المتجبرين وإن كان من الصغار.

سمعته وهو يقول لحاجبه خذ رأس والدها اليها لعلها تهدأ وتكف عن الصراخ، غضبتُ وهببتُ بوجهه بكل ما عندي من قوة لعله يتراجع عن قراره، لعل الإنسانية التي ماتت داخله تدب بها الحياة من جديد ولكن لا جدوى!.

ندمت لانني نقلت صوتها اليه، ارتعبت وعُدت اليها لعلني استطيع إعانة عمتها في تهدأتها.

لاح لي من بعيد جلاوزة الطاغي وهم يتقدمون نحوها وبإيديهم إناء وانا اعرف ما يحويه، هببت بشدة امامه حاولت إيقافه تعثر ولكنه اكمل مسيره، صرخت وصرخت ولكنه لم يسمعني، رمى الإناء امامها ورحل، تحرك المنديل قليلاً ولكني اعدتهُ لإن لا تُفجع تلك الصغيرة.

- عمة ماهذا؟ انا اريد ابي، صمت مهيب خيم على كل الموجودات حولهم، كيف ستُخبر جبل الصبر ابنة اخيها بما في الاناء.

- عمة ارفعي الغطاء، جاءها الجواب.

أعتذر سادتي فليس من حقي مخالفتكم ولكنني حاولت الضغط على الغطاء حتى لا تقوى ابنة الحسين على رفعه، حاولت جاهداً ولكن شوقها لوالدها غلبني، رفعت الغطاء وعلت الصرخات، حتى انا ابتعدت لم اقوى على الاقتراب، نسمة الهواء تؤذي المجروح، فكيف لو كان الأمر ذبح للمنحر، وجرح بالجبين، وجراحات جديدة بالشفاه!.

هلعتُ مما رأت عيني وخفت ان ازيدهُ ألماً.

- أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟ أبتاه من الذي قطع وريدك؟ أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟ أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟ أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟

تساؤلات كانت ردة الفعل الاولى لعزيزة الحسين، احتضنت رأس والدها وتمتمت بكلمات، لم اسمعها فهل كانت تشكو له ما عاينته من ألم، أم انها عاتبته لانه لم يسأل عنها؟ لستُ أدري!

سكن صوتها، ظنها الجميع قد نامت، فجاء صوت اخيها سيد الساجدين قائلاً: عمة ارفعي الطفلة عن رأس والدي فقد ماتت! ماذا تقول سيدي ماتت!

ماتت حزناً، ماتت كمداً، ماتت حرقةً، ماتت ظلماً.

دفنها الإمام ورحلوا، بقيت انا في حرمها لعلي انال شرف خدمة زوارها، بقيت احمل هم تلك الليلة الفح فيها وجوه زوارها ليجزعوا بجوارها، فلا مكان للتعقل والتصبر في عزاء رقية بنت الحسين.

مُحدثتكم نسمة هواء مقصرة في خدمة سادتها.

السيدة رقية
عاشوراء
كربلاء
قصة
الامام الحسين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    النشر : الأثنين 01 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    خمس قصص نجاح عالمية ستلهمك

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    فيتامين B12 وعلامات تحذيرية من نقصه

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    بسبب التقاليد الاجتماعية .. النساء والظهور في وسائل الإعلام بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 21 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 21 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة