دعك من مساحيق المكملات الغذائية الخضراء وصيحات "التيك التوك" الخاصة بالصحة، فالتقدم في العمر يتطلب نهجاً أكثر ذكاء في اختيار الطعام. في التحقيق التالي، نستعرض آراء خبراء تغذية بارزين للإجابة عن السؤال: ماذا نأكل اليوم لننعم بصحة أفضل في سنوات العمر المقبل.
تصفح "تيك توك"، ولن يكون مستهجنناً إن ظننت أن الاهتمام بالصحة حكر على الشباب في العشرينيات من عمرهم، الذين يتناولون مساحيق المكملات الغذائية الخضراء وجرعات الكولاجين كما لو أن حياتهم تتوقف عليها. ولكن مرحلة منتصف العمر تحمل معها واقعاً مختلفاً، يدعونا إلى مراجعة حساباتنا الصحية بنضج ووعي أعمق.
في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، يتحول التركيز من اعتماد الحلول السريعة إلى الاهتمام بالمكاسب الطويلة الأمد، مما يساعد المرء في الحفاظ على قوته وصفاء ذهنه اليوم وغداً، وعلى مدى سنوات حياته المقبلة.
في هذه المرحلة العمرية، تبدأ مستويات الهرمونات بالتقلب، وتتراجع الطاقة بصورة ملاحظة، بينما تزداد النصائح المتضاربة في شأن الأطعمة المناسبة وتلك الضارة. إذاً، ما المتطلبات الغذائية الصحيحة في منتصف العمر، إلى أي مدى يمكن الوثوق بالصيحات الغذائية الرائجة، وهل من الحكمة اتباعها؟
قبل أن نتطرق إلى التغييرات اللازمة، من المفيد أن نعرف أولاً الأسباب الكامنة وراء التغير الذي تشهده احتياجاتنا الغذائية.
تؤدي التغيرات الهرمونية دوراً محورياً في هذه المرحلة من الحياة، إذ تقول الدكتورة لينيا باتيل، اختصاصية في التغذية الصحية النسائية ومؤلفة كتاب "الغذاء المناسب لمرحلة انقطاع الطمث" Food for Menopause: "يبدو أن ’التستوستيرون‘ يشكل الهرمون الرئيس المسؤول عن تطور ما يسمى ’الساركوبينيا‘sarcopenia (أو فقدان الكتلة العضلية مع التقدم في السن)". وتضيف: "لدى الرجال، يتراجع مستوى التستوستيرون بنسبة واحد في المئة سنوياً، مما يتسبب تالياً بتناقص كتلة العضلات".
ليست الحال أفضل لدى النساء الأكبر سناً، إذ "يمثل انقطاع الطمث مرحلة من التحولات الكبرى في الهرمونات، ويرتبط بتراجع الكتلة العضلية في مقابل زيادة نسبة الدهون. وعلى نطاق أوسع، يؤثر انقطاع الطمث في قدرة الجسم على هضم الكربوهيدرات وامتصاصها واستخدامها مصدراً للطاقة، كذلك يرفع مستويات الالتهابات المزمنة في الجسم، ويؤثر سلباً في صحة أمعائنا"، تشرح الدكتورة باتيل.
مؤشرات صحية أخرى تبدأ في التغير أيضاً تقول الدكتورة باتيل، مضيفة أن "الرجال يواجهون طوال سنوات حياتهم خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن بعد انقطاع الطمث تتعاظم أخطار هذه الأمراض لدى النساء أيضاً لتبلغ مستويات مماثلة للمستويات المسجلة لدى الرجال". ولا تسلم صحة العظام من التأثيرات السلبية أيضاً، توضح الدكتورة: "تشير التقديرات في البلدان الغربية إلى أن الفرد يفقد نحو 0.5 في المئة من الكتلة العظمية سنوياً بعد سن الـ40. وبالنسبة إلى النساء، يبدأ هذا الفقدان بوتيرة متسارعة مع دخولهن سن الـ40، ويبلغ ذروته خلال فترة انقطاع الطمث، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين الذي يحمي العظام. وللأسف تفقد المرأة نحو 10 في المئة من كتلتها العظمية، خلال السنوات الخمس الأولى من هذه المرحلة."حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات