• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الزهد.. ضمانة الدارين

اسراء حسين / الأثنين 22 تموز 2024 / اسلاميات / 920
شارك الموضوع :

هناك من ينبري ليقول إنّ اللازم أن نتكلم عن الحياة، فإن تأخر المسلمين سببه هو تأخرهم عن ركب الحياة

لا بد لكل مسلم من معرفة أنّ للزهد طعماً ونكهة لا يمكن إدراكها إلا بعد تجربته، حيث أنّ فيه خير الدنيا وذلك بإسعاد الروح وحصولها على اللذة المعنوية، التي هي أفضل من لذة الجسم المادية ألف ألف مرة وهو فوق ذلك فيه خير الآخرة، فإن الآخرة هي الأمر الذي يلزم على العاقل أن يطلبه ويسعى لنيله بكل ثمن، فإن الحياة الدنيا ليست إلا دار غرور، وما هي إلا جيفة وطلابها كلاب، كما في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): "أقبلوا على جيفة قد افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبها" (1)

وهناك من ينبري ليقول إنّ اللازم أن نتكلم عن الحياة، فإن تأخر المسلمين سببه هو تأخرهم عن ركب الحياة، فكيف تتكلّم عن الموت؟ والجواب إنا نتكلّم عن الحياة في النشأتين قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لَا يُحْيِيكُمْ) (2)، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لِهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (3)، والحياتان إنما تحصلان بالزهد، فقد قال الإمام المرتضى (عليه السلام) في وصف المتقين (شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركوا أهل الدنيا في آخرتهم) (4)

لذلك نرى أن المسلمين قد فاتتهم حياتهم الدنيا، حين فاتهم الزهد بمعناه الحقيقي واتخذوا التكالب شعاراً، وقد قيل أن أحد زعماء الإلحاد قال: «إن المسلمين حينما كانوا للسماء أتتهم الأرض منقادة، وحين انصرفوا إلى الأرض فاتتهم الأرض والسماء إن المادّة ببهرجتها لوثت الفطرة وغزت محل الروح، فصارت بذلك آلة للهدم ولكن حينما تأخذ الروح محلها ومجراها وتوضع المادة في مكانها الذي خُط لها لابد أن تكون المادة آلة للبناء ولو شبّهنا الدنيا والآخرة، بشخص يريد أن يتزوج من فتاة جميلة جدا تغري بجمالها وقد اشترطت عليه بمهر غال، فإن هذا الإنسان عندئذ يكد ويعمل كل ما هو ممكن لتحصيل ذلك المهر المعين والذي يراه مناسباً في سبيل الظفر بتلك الغانية أو الفتاة.. فكما أن الرجل العاشق يكدح في ليله ونهاره لكن فكره مع الفتاة، كذلك الزاهد فإنه مع الآخرة.

الزهد السلبي

بدأ الزهد بمعناه الشرعي الأصيل بالإعراض عن كل ما يبعد الانسان عن ساحة الحق تعالى ويجعله منغمساً في شهوته ولذته ولهوه ولعبه وما الى ذلك من افعال وسلوكيات يترتب عليها التيه والضلال في سُبل الشيطان والابتعاد عن سبيل الرحمن لكن الذي حدث فيما بعد لاسيما في الحقبة العباسية هو دخول ثقافات غريبة على المجتمع الاسلامي اصبحت فيما بعد مذهباً واتجاها له أصوله وقواعده، هذه الثقافات دخلت مع الأقوام الذين تشرفوا بالإسلام، إلا أنهم لم يستطيعوا بعد أن يتخلصوا من آثار تلك الافكار والسلوكيات القديمة الغريبة على الاسلام وجزئياته، فعمدوا بشعور منهم أو بلا شعور الى استدخال تلك القيم والسلوكيات وإلباسها ثوب الاسلام، وصارت الرهبنة والتصوف والدروشة من مظاهر المسلم الزاهد العابد عند اصحاب هذا المذهب أو ذلك الاتجاه، وبالتالي قد تحول مفهوم الزهد من معناه الاسلامي الاصيل الى مفهوم اخر بعيد وغريب عن روح الاسلام المحمدي واهدافه النبيلة.

فزهد هؤلاء تتخلله رياضات روحية وافعال منفرة لا تقبلها الفطرة السليمة فالرهبنة - كمصطلح - أخذت من (الرهبة) التي جاءت بمعنى الخوف من الله له ، وكما يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته، الخوف الذي يكون ممزوجاً بالزهد والاضطراب، والترهب يعني: (التعبد والعبادة) والرهبانية بمعنى: شدة التعبد، وهي بذلك قد كانت صفة ممدوحة محمودة بين المسيحين الاوائل، رغم انها لم تكن اصلاً وإلزاماً فيما جاء به المسيح من عند الله تعالى، إلا أن أتباع المسيح اخرجوا الرهبانية من حدودها وجرّوها الى الانحراف والتحريف ولهذا فان الاسلام ندد بها بشدة، حتى ان كثيرا من المصادر الاسلامية قد اوردت الحديث المعروف: (لا رهبانية في الإسلام) (5) فالرهبنة تُعد أبرز مظهر للزهد السلبي والتي كانت تنتشر ولا تزال في أوساط المسيحين، فمن مصاديقها التي عُرفت هو تحريم الزواج للنساء والرجال بالنسبة لمن يتفرغ للرهبنة والانزواء الاجتماعي، واهمال المسؤوليات الانسانية في المجتمع كافة ، والركون الى الصوامع والاديرة البعيدة اضافة الى كثير من المفاسد في الاديرة ومراكز الرهبان هؤلاء الرهبان قد قدموا كثيرا من الخدمات الانسانية الجليلة التي لا تنكر - كتمريض المصابين بأمراض خطرة وامراض منقرة كالجذام وما شابه.

اضافة الى القيام بالتثقيف والارشاد والتوعية بين اقوام بدائية متخلفة ومتوحشة وقيامهم ببرامج التعليم والتحقيق، وفوق كل ذلك ما حرموا به انفسهم من متع ولذائذ معتقدين أنها في سبيل الله - ولكنه بالرغم من كل ذلك فإنّ هذه الامور تعتبر قليلة الاهمية قياساً الى المفاسد التي اقترنت برهبنتهم هذه وترتبت عليها.

إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الانسان اجتماعياً، وكل تكامل فيه سواء كان مادياً أم معنوياً فهو مبتن على الخلقة والكينونة الاجتماعية له، وان الاديان وما جاءت به من شرائع وقوانين لم تلغ دور الانسان في المجتمع، بل دعمت ذلك الدور وهذبته واوجدت له الاسس والقواعد التي تتكفل بجعله انساناً فعالاً في مجتمعه يفيد ويستفيد في تكوين مجتمع متماسك ومتكافل وفق ضوابط منطقية رصينة اجادت بها تلك الرسالات والأديان على بني البشر.

ومن خلال ما تقدم نفهم أن هكذا زهداً بعيد جداً عن مضمون الدين الاسلامي الحنيف، وهو على نقيض تام مع الزهد الشرعي الايجابي الذي بينه نبينا الا الله واختطه واقتفاه من بعده ائمة الهدى (عليهم السلام)، ذلك الزهد الذي يعني البساطة في الحياة والابتعاد عن التبهرج والزخرفة الدنيوية، وعدم الوقوع في أسر المال والموقع والمركز والمنصب، والتحرر من كل اشكال الماديات، والترفع عن المغريات والملذات لكي تتم المعايشة بصورة اجتماعية هانئة وهادئة وفوق ذلك انها هادفة.

ولنا في قصة عثمان بن مضعون عبرة، ذلك الصحابي الذي فقد ابنه العزيز، فبعد ان مات ابنه هذا لم يعد يخرج للعمل حزناً عليه، وانشغل في العبادة وترك كل شيء سواها، وجعل من بيته مسجداً ومعبداً، واعتزل المجتمع حتى وصل خبره رسول الله، فامر بإحضاره، وعندما وصل عثمان قال له النبي: "يا عثمان، ان الله لم يكتب علينا الرهبانية، انما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله"، لعمري ان في هذه القصة بياناً شافٍ وتوضيحاً كاف عن الشرح والتأويل، وفيها الاشارة الوافية من ان الاعراض عن الحياة المادية والانزواء الاجتماعي، وتعطيل الاعمال بصورة سلبية لا يرتضيه الله تعالى، وإن كان ذلك فيجب ان يصب في مسير إيجابي، مسير الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته وجعلها هي العليا.

1 ميزان الحكمة ج3: ص264

2 الانفال: 24

3 العنكبوت 64

4 نهج السعادة ج4 ص70

5 مجمع البحرين: الطريحي، مادة رهب

الدين
الاسلام
الانسان
السلوك
التفكير
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    سوق الأرواح.. حين تنطق الأحجار في كربلاء

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    مرحبًا بك في العالم الذي لا يُجدي فيه الذكاء وحده

    الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.. غير آمنة

    فنّ المصغّرات... عالَمٌ من الإبداع والدقّة يشارك في مراسيم عاشوراء

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    آخر القراءات

    ماهو سبب ظهور الشيب؟

    النشر : الثلاثاء 13 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    تعرف على أصغر رئيسة للبرلمان الأوروبي في عيد ميلادها الـ 43

    النشر : السبت 22 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    من شعائرهن.. نسوة بني أسد يستذكرن مراسيم يوم الدفن

    النشر : السبت 05 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الرضاعة الطبيعية وفيتامين "د" مفاتيح السلامة من داء السكري

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    هوس الشباب برقصة كيكي.. أسبابها وتداعياتها

    النشر : الأربعاء 15 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة: احتياجات كبيرة وحقوق منسية

    النشر : السبت 04 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1004 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 817 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 567 مشاهدات

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    • 412 مشاهدات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    • 409 مشاهدات

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    • 383 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1196 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1125 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1093 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1010 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 991 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    سوق الأرواح.. حين تنطق الأحجار في كربلاء
    • منذ 16 ساعة
    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟
    • منذ 16 ساعة
    مرحبًا بك في العالم الذي لا يُجدي فيه الذكاء وحده
    • منذ 16 ساعة
    الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.. غير آمنة
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة