• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الشكر: بوصلة للتائهين

نجاح الجيزاني / الخميس 23 كانون الأول 2021 / اسلاميات / 2777
شارك الموضوع :

فلنعبد الله شكرا لنعمه، ولنعلم يقينا أن الشكر لله عمل قائم بذاته، لا يؤتاه إلا ذو حظ من الإيمان عظيم

ها هو لساني يرتل حروف الشكر، معلنا أداء فرض العرفان للمنعم الكريم، الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة.. لكن ما بال حروف شكري لا ترتقي للسماء كعادتها؟ كأني أراها متثاقلة تجر أذيالها مرغمة، ما الذي يدعوها للتكاسل والارتخاء ياترى؟ أتراها تعبت من السمو والارتقاء فآثرت البقاء بجانبي؟ أم تراها استكانت فالتصقت بحبات مسبحتي وتملصت عن دورها الملكوتي؟!

بقيتُ حبيسة حيرتي هذه، حتى وجدتني ألوذ بكتاب ربي، فطفقت أقلّب صفحاته النورانية عسى أن تهديني لمرادي وتخرجني من طوق حيرتي، وفجأة وقع بصري على آيات سورة سبأ المباركة، فبدأت أرتّل آياتها آية فآية، حتى وصلت إلى هذه الآية الكريمة: (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.)(١)

عجبا لها ما أعظمها من آية؟! وما أزكاها من نعمة دالّة على شكر المعبود؟ وما أجلّها من بوصلة ربّانية تأخذ بأيدي التائهين نحو ساحة العرفان، فتبصرهم بمواقع الفضل والشكر معا.

فالشكر الذي أشارت إليه هذه الآية، لو كان مقصوداً به الشكر باللسان لما كانت هناك أدنى مشكلة، ولمّا كان العاملون به قليلين، ولكن المقصود هو الشكر العملي.

إلا إنّ من المؤكد أنّ شكر الله سبحانه وتعالى يتحقق من خلال عدة أُمور منها:

 ١/ معرفة النِّعَم التي أنعم الله -عز وجل- بها على عباده، وتقديرها والتفكّر بها، فالنعم كثيرة وينبغي على العبد أن يتعرف على نعم الله لديه، ولكن الحذر ثم الحذر من احصائها، لأنه مهما أوتي الانسان من قوة وإحاطة فإنه يبقى عاجزا عن احصائها (وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها)، فليستخدمها بما يُرضي الواهب الرزاق الذي منحها وأعطاها للبشر.

٢/ العلم بأنّ الله سبحانه منحها بفضله على عباده؛ وليس لأنهم يستحقّون تلك النعم دون غيرهم.

٣/إضافة النِّعم إلى الله سبحانه، وشكره عليها باللِّسان، والاعتراف بها بالقلب، والعمل بها بالجوارح، والالتزام بأدعية الشكر..

قال بعض العلماء: إنّ للشكر ثلاثة مراحل: الشكر بالقلب: بتصوّر النعمة والرضى والسرور بها.

والشكر باللسان: بالحمد والثناء على المنعم.

الشكر بسائر الأعضاء والجوارح: وذلك بتطبيق الأعمال مع متطلّبات تلك النعمة.

وكما نعرف أن كلمة "شكور": هي صيغة مبالغة.. ويعبّر بها عن كثرة الشكر ودوامه بالقلب واللسان والأعضاء والجوارح.

ثم عدتُ لنفسي وقلت: إذن الشكر لن يتحقق بكثرة الترديد باللسان في كل آن، ما لم يكن مقرونا بشكر الله عبر العبادة والطاعة وكل عمل صالح يرضي الإله.

"إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور".

إنها دعوة إلهية لكل من كثر صبره في جنب الله، وكل من كثر شكره لخالقه، لا تكتفوا بشكر اللسان فإنه لن يوصلكم إلى ساحة العرفان  .

فلنعبد الله شكرا لنعمه، ولنعلم يقينا أن الشكر لله عمل قائم بذاته، لا يؤتاه إلا ذو حظ من الإيمان عظيم.

(١) سورة سبأ آية ١٣

الانسان
الايمان
العمل
القرآن
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    أنت ناجح رغم أنفك.. 9 علامات تدل على تميزك دون تشعر

    النشر : الخميس 27 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    كيف تتبع نظاما غذائيا متوازنا؟

    النشر : الأربعاء 16 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    النشر : منذ 2 ساعة
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    حالة حرب وظيفية!

    النشر : الخميس 07 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    من وحي القيود

    النشر : الأثنين 02 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    اعادة المراسيم العبادية في بيت الله: هناك عودة أخرى

    النشر : الخميس 21 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 554 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 484 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 427 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 378 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 354 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 320 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1202 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1106 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 679 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 2 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 2 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 2 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة