• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذكرُ الله.. طمأنينة أم أعتياد؟

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 27 حزيران 2023 / اسلاميات / 1909
شارك الموضوع :

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الأنفال/ 2.

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى أو صفاته النورانية في مقاماتٍ ومقالاتٍ لا تناسبُ ما يضّمن فيها. حيث ترتبط كثير من المفردات عندنا ارتباطات خاطئة، عبارات تتضمن الكثير من المحبة والدعاء والتذكير برحمة الله ولكن بسبب الربط المجتمعي الخاطئ باتت هذه العبارات تُبرمج شعورنا حيالها بمشاعر تُحددها البيئة المحيطة والناس من حولنا.

(الله يعطيك) (الله يرحمك) (الله يرزقك) (الله كريم) وغيرها الكثير، مفردات تعمّق السلام الداخلي وتُطمئن الروح، لكن غالباً ما تُفهم بأن فيها معنىً مبطناً، فلا يمكن أن تتمنى الخير لأحد أو تدعو له بالرزق والعطاء إلا وأنت تُلمّح له بالشفقة والأسف.

فعبارةٍ مثل (الله يُعطيك)... مفردة ترتبط عندنا ارتباطاً وثيقاً بالانهزام والشفقة وشحة العطاء. يأتيك فقيراً متذللاً، فلا تريد أن تدفع له شيء، متحاشياً إياه بعبارة (الله يعطيك)، كلمتين ترسم ملامح الخذلان والسخط على وجهه، وقد يدعو عليك بالسوء في سره أو علنه، وقد يتهمك بالبخل واللؤم.

أما اذا قلت هذه الكلمتين لصديقٍ أو قريب، فلابد أن يتجهّم وجهه وتبدو عليه علامات التعجّب والاعتراض، إذ كيف تتجرأ أن تُسمعه كلمة تُقال للمحتاجين حصراً!

قضيت طفولتي وأنا أسمع عبارة (الله كريم) تأتي كرد آلي مباشر لأي فكرة أو طلب أطرحه، وغالباً كان هذا الجواب يُرادف عدم تنفيذ الطلب. إنه الرد الذي يجعل كل آمالي تتبخر، (الله كريم) هي العبارة التي صنعت لي طفولة مليئة بالوعود المؤجلة، وحين كبرت اكتشفت أن الله كريم بالفعل، لكننا نحن البشر بُخلاء جداً، لدينا شحّة في عكس كرم الله على ما حولنا، وأننا نتستّر بعبارات يُذكر فيها اسم الله لنخبئ خلفها جبناً من التعبير الصريح عن حقيقة ما في النفس.

نستبدل الكثير من الردود التي يجب أن تُقال في الموقف المحدد، مثلاً إن قال أحدهم: (أريدُ أن تأتي معي مساء اليوم للتبضع)، الرد المنطقي في هذه الحالة هو تأكيد الاستطاعة من عدمها، فإما نعم سآتي إن شاء الله، أو أعذرني لا استطيع الذهاب معك! لكن يلجأ الكثيرين للتهرب بعبارة (الله كريم)، فيضع نفسه والآخر في حيرة ما بعدها حيرة.

من جانبٍ آخر، لا يقل الظلم الواقع على عبارة مثل (إن شاء الله)، حيث تتردد على ألسنة الكثيرين بشكل يوحي للآخر بأنه يتعرض للتجاهل أو محاول التخلص منه بأسهل الطرق. غالباً ما تُستخدم بشكل تراتبي متكرر يدفع فيه المتحدث الطرف الآخر للتوقف أو الاقتناع الإجباري، ولأنها عبارة تحمل اسم الله العظيم، فلابد أن تحمل بعض الثقة المتسربة لقلب الآخر رغم تسربات الشك والحيرة المتدفقة من كل جانب.

وهلُم جراً، فقولك لمن يسأل عن حالك وأخبارك (برحمة الله) هو ضربٌ آخر من ضروب الانكسار، خاصةً حين ترفقها بذاك اللحن المتألم المُحبَط، كأن رحمة الله لا تكفيك!

لا  أقول أن لا نستخدم عبارات تحمل عطراً إلهياً، بل الأولى أن نتعمق في معانيها وننطقُ كل عبارة في موقفها المناسب، أن يكون ذكر الله في أحاديثنا مصدر سكينة وثقة ومحبة، أن يأمن الآخر حين يسمع منك أن الله كريم، وما نحنُ إلا صوراً مجسدة لكرمه، وأنه رحيم ونحن ننعمُ برحمته، وأنه حبيبٌ وقريب ويُحب أن يُشاع ذكره فيبثُ راحة وطمأنينة في النفوس. تفكيراً عميقاً يستغرق ثوانٍ معدودة قبل كل نطق لهكذا عبارات، ومراجعة لسجّلات سماعنا لها من الأهل والمحيطين بنا على مدار سنواتنا السابقة، وإجراء تعديلات عليها، كفيلٌ بأن يجمّل نفوسنا بذكره وحبه ورحمته.

الايمان
القرآن
المجتمع
السلوك
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    أنت ناجح رغم أنفك.. 9 علامات تدل على تميزك دون تشعر

    النشر : الخميس 27 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    كيف تتبع نظاما غذائيا متوازنا؟

    النشر : الأربعاء 16 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    النشر : منذ 2 ساعة
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    حالة حرب وظيفية!

    النشر : الخميس 07 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    من وحي القيود

    النشر : الأثنين 02 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    اعادة المراسيم العبادية في بيت الله: هناك عودة أخرى

    النشر : الخميس 21 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 554 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 484 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 427 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 378 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 354 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 320 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1202 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1106 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 679 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 2 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 2 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 2 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة