• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذكرُ الله.. طمأنينة أم أعتياد؟

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 27 حزيران 2023 / اسلاميات / 1755
شارك الموضوع :

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الأنفال/ 2.

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى أو صفاته النورانية في مقاماتٍ ومقالاتٍ لا تناسبُ ما يضّمن فيها. حيث ترتبط كثير من المفردات عندنا ارتباطات خاطئة، عبارات تتضمن الكثير من المحبة والدعاء والتذكير برحمة الله ولكن بسبب الربط المجتمعي الخاطئ باتت هذه العبارات تُبرمج شعورنا حيالها بمشاعر تُحددها البيئة المحيطة والناس من حولنا.

(الله يعطيك) (الله يرحمك) (الله يرزقك) (الله كريم) وغيرها الكثير، مفردات تعمّق السلام الداخلي وتُطمئن الروح، لكن غالباً ما تُفهم بأن فيها معنىً مبطناً، فلا يمكن أن تتمنى الخير لأحد أو تدعو له بالرزق والعطاء إلا وأنت تُلمّح له بالشفقة والأسف.

فعبارةٍ مثل (الله يُعطيك)... مفردة ترتبط عندنا ارتباطاً وثيقاً بالانهزام والشفقة وشحة العطاء. يأتيك فقيراً متذللاً، فلا تريد أن تدفع له شيء، متحاشياً إياه بعبارة (الله يعطيك)، كلمتين ترسم ملامح الخذلان والسخط على وجهه، وقد يدعو عليك بالسوء في سره أو علنه، وقد يتهمك بالبخل واللؤم.

أما اذا قلت هذه الكلمتين لصديقٍ أو قريب، فلابد أن يتجهّم وجهه وتبدو عليه علامات التعجّب والاعتراض، إذ كيف تتجرأ أن تُسمعه كلمة تُقال للمحتاجين حصراً!

قضيت طفولتي وأنا أسمع عبارة (الله كريم) تأتي كرد آلي مباشر لأي فكرة أو طلب أطرحه، وغالباً كان هذا الجواب يُرادف عدم تنفيذ الطلب. إنه الرد الذي يجعل كل آمالي تتبخر، (الله كريم) هي العبارة التي صنعت لي طفولة مليئة بالوعود المؤجلة، وحين كبرت اكتشفت أن الله كريم بالفعل، لكننا نحن البشر بُخلاء جداً، لدينا شحّة في عكس كرم الله على ما حولنا، وأننا نتستّر بعبارات يُذكر فيها اسم الله لنخبئ خلفها جبناً من التعبير الصريح عن حقيقة ما في النفس.

نستبدل الكثير من الردود التي يجب أن تُقال في الموقف المحدد، مثلاً إن قال أحدهم: (أريدُ أن تأتي معي مساء اليوم للتبضع)، الرد المنطقي في هذه الحالة هو تأكيد الاستطاعة من عدمها، فإما نعم سآتي إن شاء الله، أو أعذرني لا استطيع الذهاب معك! لكن يلجأ الكثيرين للتهرب بعبارة (الله كريم)، فيضع نفسه والآخر في حيرة ما بعدها حيرة.

من جانبٍ آخر، لا يقل الظلم الواقع على عبارة مثل (إن شاء الله)، حيث تتردد على ألسنة الكثيرين بشكل يوحي للآخر بأنه يتعرض للتجاهل أو محاول التخلص منه بأسهل الطرق. غالباً ما تُستخدم بشكل تراتبي متكرر يدفع فيه المتحدث الطرف الآخر للتوقف أو الاقتناع الإجباري، ولأنها عبارة تحمل اسم الله العظيم، فلابد أن تحمل بعض الثقة المتسربة لقلب الآخر رغم تسربات الشك والحيرة المتدفقة من كل جانب.

وهلُم جراً، فقولك لمن يسأل عن حالك وأخبارك (برحمة الله) هو ضربٌ آخر من ضروب الانكسار، خاصةً حين ترفقها بذاك اللحن المتألم المُحبَط، كأن رحمة الله لا تكفيك!

لا  أقول أن لا نستخدم عبارات تحمل عطراً إلهياً، بل الأولى أن نتعمق في معانيها وننطقُ كل عبارة في موقفها المناسب، أن يكون ذكر الله في أحاديثنا مصدر سكينة وثقة ومحبة، أن يأمن الآخر حين يسمع منك أن الله كريم، وما نحنُ إلا صوراً مجسدة لكرمه، وأنه رحيم ونحن ننعمُ برحمته، وأنه حبيبٌ وقريب ويُحب أن يُشاع ذكره فيبثُ راحة وطمأنينة في النفوس. تفكيراً عميقاً يستغرق ثوانٍ معدودة قبل كل نطق لهكذا عبارات، ومراجعة لسجّلات سماعنا لها من الأهل والمحيطين بنا على مدار سنواتنا السابقة، وإجراء تعديلات عليها، كفيلٌ بأن يجمّل نفوسنا بذكره وحبه ورحمته.

الايمان
القرآن
المجتمع
السلوك
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    مرقاة الكمال

    النشر : الخميس 26 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الواله المجنون

    النشر : الخميس 24 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آية الله السيد مرتضى الشيرازي في جمع من المؤمنات: كيف تجسدنَ آية واجعلنا للمتقين إماما؟

    النشر : الخميس 30 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قصة إعدام..

    النشر : الأثنين 23 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أم البنين.. بطلة من تخوم التاريخ

    النشر : الأثنين 25 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    خديجة بنت خويلد: سيدة نساء قريش

    النشر : الخميس 16 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 343 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1022 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة