• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نسيت وعدي فسامحيني

اخلاص داود / الأحد 14 آيار 2017 / حقوق / 2619
شارك الموضوع :

قضيتُ وقتاً طويلاً في فراشي محاولًا النوم، كأن شيئاً ما انتزع مني، تقلبتُ واتخذتُ أشكالا كثيرة، وحين أصابني اليأس تذكرت طريقة احد العلماء ا

قضيتُ وقتاً طويلاً في فراشي محاولًا النوم، كأن شيئاً ما انتزع مني، تقلبتُ واتخذتُ أشكالا كثيرة، وحين أصابني اليأس تذكرت طريقة احد العلماء التي اسماها (من اجل الاسترخاء والنوم)، فأخذتُ أقلّص جسمي كمن أصابه تماس كهربائي وافرده، لكن النوم اخذ يبتعد عني كرجل خائف، حاولت أن أأخذ بنصيحة جدتي التي قالتها لي ذات يوم: إن التسبيح بحمد الله وشكره ليلا يجلب لك البركة والنوم العميق، لكن نصيحة جدتي هذه المرة لم تجدِ نفعا، شكلتُ قطيعا من الخرفان في مخيلتي وحسبتها، ووصلت لأرقام لم اعرف العد بعدها، ولم أظفر به إلاّ بعد ان قبلّتُ رأس أمي ويدها معتذراً وتوسلت بها أن تسامحني.

هكذا وصف (جعفر) ليلته، هذا الابن الودود والبار بأمه، ثم أستذكر وقال: حين رأيت جوالي سقط على الارض وتهشم بغفلة من والدتي وهي تنظف البيت، استشطت غضباً وأحسست ان قلبي تهشم معه، فصحت بوجهها ونهرتها، نظرتها المرتبكة الحزينة لي لن أنساها واعتذارها الخجول مني بسبب ملامتي لها أثرت بي، لم تكلمني بعدها، كانت تتحاشى نظراتي وتتجنب الحوار معي وكأن الحديث انتهى مدى العمر بيننا، وكلما اقتربت منها تبتعد عني وتصطنع الانشغال والعمل في أمورِ المنزل، أنا اعرفها مثلما يعرفها أخوتي اذا كانت حزينة تفضل العمل والصمت وتختفي ضحكتها.

فعلت هذا وأنا الشاب المؤمن والملتزم بتعاليم الله ورسوله وال بيته الأطهار الفاهم لتفاسير القرآن جيدا ومنها الآية الكريمة التي تقول:

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً.(

فعلت هذا وأنا الذي احفظ عن ظهر قلب أحاديث المصطفى (ص) ومنها:

(رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ، وسخطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ).

فعلت هذا وانا الذي احببت وتأثرت وتمنيت ان املك قلباً رؤوفاً ومحباً لامي مثل قلب الصحابي الجليل (أسامة بن زيد) حين قرأت تلك القصة؛ عندما كانت له شجرة نخل مُثمرة بالمدينة، وكانت النّخلة تساوي قيمة ألف دينار، في أحد الأيام اشتهت أمه الجمار، وهو الجزء الرّطب في قلب النخلة، فقطع أسامة بن زيد شجرة النّخيل المثمرة ليُطعم جمارها إلى والدته، فلمّا سألوه الصحابة عن ذلك؟ أجابهم: أي شيء تطلبه منّي أمي وأستطيع فعله إلّا قمت به.

فعلت هذا وانا الذي اقشعر بدني وسالت دموعي وانا اقرأ قصة الامام عليّ بن الحسين الذي كان روحي له الفداء باراً بأمه كثيراً، وبالرّغم من ذلك لم يكن يشاركها الأكل في إناءٍ واحد، فسألوه: إنّك كثير البرّ بأّمك ومع هذا لا نراك تأكل معها من نفس الإناء؟ أجاب: أخاف أن آخذ شيء تكون عينها سبقت إليه، فأصبح عاقّاً.

كل هذا محاه وسحقه حبي واعتزازي بالموبايل، والغضب الذي تملكني أنساني من تكون؟. انها امي صاحبة العطاء اللامنتهي والحب اللامحدود والحنان المتدفق، امي التي تحمل ذلك الامتياز المشرّف الذي وهبه الله لها، امي التي تحنو علي وتدللني وتداعبني والتي اغدقتني بالعناية والاهتمام منذ الصغر حتى الكبر.

امي جناحي دفء وأمان وحنين، صاحبة الدعاء غير المنقطع، ليس هذا وحسب لقد انساني غضبي وعدي القديم لنفسي ان اخضع لها وارعاها وأحسن عشرتها، وأوقرها، وأخفض الجناح لها، وألتمس رضاها واطيعها وانهيَ نفسي عن النطق بأدنى ما يؤثّر في نفسيتها، بكلمة تطاول او نظرة تكبر، ويقول في تلك الليلة اقتربت منها وهي نائمة وقلت لها بتذلل: امي لقد جرحت روحك العزيزة وتركت الحسرة في قلبك اسمحي لي ان اعتذر منك والقي برأسي على صدرك الحنون.

تبسمت وردت بصوتٍ نعس: سامحتك منذ رأيت ندمك الصادق في عينيك.

الأم
قصة
الابناء
الايمان
الدعاء
الاسلام
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جبل عباس علي في ألبانيا: رمز التعايش الديني تحت راية العباس

    النشر : الأحد 04 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الامام الحسين.. رمز للإنسانية وخيمة لكل الأديان والطوائف

    النشر : الخميس 27 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الماسونية في بيتك.. انتبه!

    النشر : الأربعاء 29 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    ما الوقت الذي عليكِ انتظاره بين صبغات الشعر؟

    النشر : الثلاثاء 26 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    أم البنين.. أم استثنائية ولدت رجالا استثنائيين

    النشر : الأربعاء 19 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الندرة المضللة: تأثير روميو وجولييت

    النشر : الخميس 20 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 351 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 7 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 7 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 7 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة