• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

جهادان ووجه شبه

فاطمة الركابي / الثلاثاء 26 شباط 2019 / حقوق / 1838
شارك الموضوع :

ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: \"جهاد المرأة حسن التبعل\" كلنا نعرف ما كُتب على الرجال من أمر الجهاد، ولكن هذا الحديث، وغيره من الأح

ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "جهاد المرأة حسن التبعل"(١).

كلنا نعرف ما كُتب على الرجال من أمر الجهاد، ولكن هذا الحديث، وغيره من الأحاديث التي قد أَعطت المرأة مقام الجهاد والمجاهدين لكن في ميدان آخر، لذا يمكن أن نتساءل هذا السؤال:

هل يُمكن أن يَكون هناك وجه شبه بين الجهادين، أي جهاد الرجال في الساحات القتالية، وجهاد المرأة في بيت الزوجية.

كما ورد في حديث عن أسماء بنت يزيد بن السكن أنها أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو جالس مع أصحابه، وسألته عما لها من جهاد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "اعلمي - وأعلمي من وراءك من النساء - إن حسن تبعل المرأة لزوجها، واتباعها موفقته ومرضاته؛ يعدل ذلك كله"، فانطلقت تهلل وتكبر وتحمد الله عز وجل استبشاراً" (٢).

في حدود فهمي إن الشبه الجوهري بين الجهادين هو تحقيق الجهاد الأكبر الذي هو جهاد النفس - كما ورد في الحديث المشهور عن النبي الخاتم (ص) - في كلا الجهادين.

وتجلى ذلك بالبذل والعطاء من دون طلب مقابل أو مردود مادي من أحد، إنما المبتغى عطاء الله ورضاه.

فالمجاهد الرجل قد هذب نفسه، وجاهدها حتى أصبح قادر على بذلها وإعطائها لمولاها، فقاتل أعداء الله فقُتِل، فتحررت روحه وعادت لموطنها فكُتب عند الله تعالى بذلك مفلحاً وشهيداً.

والمجاهدة المرأة قد هذبت نفسها فقاتلت "الأنا"، فتحررت من سجن النفس، وانطلقت روحها في رحاب الله تعالى، فتجلى جهادها ببذل وسعها من خلال طاعة زوجها وصبرها وتفانيها ووفائها لهذا العقد المقدس، فعاشت حياتها بذلك كالشهيد بحسن الأداء في كل ما يريده الله، فأصبحت مشهودة مرضية مفلحة عند المتعال.

بلى! فعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف أهل التقى في خطبته المشهورة في وصف المتقين بأنه قال: "فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ".

فالمرأة التي تتقي الله تعالى وهي في عالم الدنيا تعيش ما يعيشه المجاهد الشهيد في ذلك العالم من نعيم.

ولها ما له من طِيب الحياة، كما قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ...} (آل عمران:171).

فالمرأة التي تسعى جاهدة أن تُهذب نفسها، وتُقبل على صعوبات الحياة، كما يُقبل المقاتل على صعوبة مقابلة الأعداء.

تتحمل ضغوطات الحياة وآلامها كما يتحمل المجاهد آلام الطعنات، وشظايا الرصاصات.

تَستسهل ترك ما تُحب وتَهوى كما يَستسهل المقاتل ترك أحبابه وكل الرفقاء والأعزاء بقلبٍ راض مستبشر ساعياً لبلوغ رضا المتعال ولقاه.

بلى! كذلك ستحيا حياة المجاهد الذي قُتل في سبيل الله. سيرزقها تعالى حياة طيبة كلها اطمئنان، وسيفرح الله قلبها ويسرّها من غير حسبان. بل إن جهادها يَعدل جهاد الرجال، فهي ستعيش حياة الشهداء مرتين في الدنيا وعندما تنتقل لذلك العالم إن شاء الله.

وهذا يفتح أمامنا باب من أبواب عرفان عظمة هذا الجهاد النسوي وثمراته الجلية، وهل هناك غاية أعظم لأي إنسان من بلوغ مقام الشهداء؟!.

---------
(١) الفروع من الكافي، الجزء الخامس، باب جهاد الرجل والمرأة.
(٢) أخرجه أسلم بن سهل الواسطي المعروف في "تاريخ واسط" (ص 83-84) تحت باب "من روى عن أسماء بنت يزيد بن السكن".

المرأة
الرجل
مفاهيم
القيم
الحياة
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

    النشر : السبت 22 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    فرص الحياة: بين الإضاعة والإستثمار

    النشر : السبت 27 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ماعلاقة عدم التركيز بالاكتئاب؟

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    السيد الفالي.. في سطور

    النشر : الأحد 17 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    أفلا شققتم عن قلوبهم؟!

    النشر : السبت 15 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    من لا يحترم وعده لا يحترم نفسه

    النشر : السبت 16 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 375 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 363 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1092 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1030 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 22 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 22 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 22 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة