• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فتاة من الزكاريط

ضمياء العوادي / الثلاثاء 14 شباط 2017 / حقوق / 3790
شارك الموضوع :

تتبدد الاحلام حينما تهاجمك اشباح الظروف، وتنقطع الآمال عند انسداد الطرقات، إن رُمتَ الحلم يجب أن تُقاتل وأحيانا تُقتل، موتك قبل الخطوة ال

تتبدد الاحلام حينما تهاجمك اشباح الظروف، وتنقطع الآمال عند انسداد الطرقات، إن رُمتَ الحلم يجب أن تُقاتل وأحيانا تُقتل،  موتك قبل  الخطوة الأولى انتصارا على حياتك..

 يفوح عطرها في باحة المنزل البسيط، تصنعُ قصرها من الطين خلف ذلك المسمى منزلا وتُسيّر فيه ماءً وتصنع منه جسرا، إقتربت منها: متى ينتهي قصرك ياحبيبتي؟

 فأجابت: خالي انظر سأشارف على الانتهاء.

هو حلمها الذي تمسكت به (أن تصنع البيوت الكبيرة)..

اكمَلت الأبتدائية وحاولت أن تذهب الى المتوسطة  إلا إن  قريتهم وقرى "عرب هذال" لاتحتوي على متوسطة، صبّتْ انهار الدموع ولم تجدِ، فمسافة ثمانين كم عن كربلاء ليست بقليلة، قاتلتْ، اعترضتْ، ثارتْ.

ثم رفعت الراية البيضاء الممزوجة بطين يديها من بناء دور الأحلام، مرت أيامها وهي تبني الدور الصغيرة بزخارف وتصاميم دقيقة، أعلنت قتلها الأبدي لحلمها ذاك، واختارت أن تكون عروساً فنانة في قرى الزگاريط، حَمِلتْ بجنينها  الذي بَنَتْ عليه أحلامها، تذهب كل يوم لتحدثَ من سكن أحشائها عن أحلامها وتريه انجازاتها،  امضت التسعة اشهر من الحمل وهي تنسج أحلامها على ذلك الجنين.

ونَسِيتْ أنه أوهن النسيج،  حضرتها الولادة في الليل، كنتُ هناك حينها، أقبلت الولّادة..... تدهوت حالتها... نقلناها الى اقرب مركز صحي يبعد عنا 40كم سرتُ بأقصى سرعتي ومعي زوجها لأصل هناك دخلنا فلم نجد أحد صرخ زوجها: لينقذ أحد زوجتي.

أجاب الحارس: حاولوا نقلها الى مستشفى الولادة في كربلاء لايوجد هنا طبيب.

جن جنوني وانا اراها  تصارع الموت أمامي والطريق الى كربلاء 40كم أخر!!، بكلماتها المتعبة خرجت لتقول: خالي حطم كل تلك البيوت دعها تفنى معي. لم تسعفني دموعي، حطمتُ أرقام عداد السرعة، سكن أنينها مع طلوع الفجر، وصلنا للمستشفى ولي أمل أن تخرج لتُعَمّر بيوتها الطينية، لكنها غادرت خلف حلمها الميت وأخذت جنينها معها حتى لايَقْتُلَ حلمه ويُقْتَل

فكم من حلمٍ في بلدي بعد مخاضه ولد مِيْتَة؟، وكم من قرية عانت من نقص في المدارس؟،  وكم من مهندس وطبيب ومعلم وعالم كاد أن يكون، ولكن منعه الافتقار الى المدارس؟، وكم من فتاة قتلت حلمها الدراسي لان قريتهم تخلو من مدرسة؟،  وكم من مريض كان علاجه سهلاً لكنه مات لعدم وجود مشفى قريب؟،  وكم من شعاع طفلٍ اخفته المسافات؟.

الى متى يبقى البلد يعاني من الافتقار؟ الى متى تبقى الروح العراقية أرخص  مايكون؟، من هي الجهات المعنية؟ وأين هي الاموال؟، ستبقى هذه التساؤلات تطرح نفسها الى ابد الآبدين، وستبقى الإجابات مهدومة، كتلك البيوت الطينية التي تركتها  تلك الفتاة من منطقة الزكاريط. 

المرأة
العراق
الظلم
الانسانية
الموت
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    nebim
    عراق الهم و الغم2018-11-02
    والله قهرتني بقصتك هذي اوووووف اوووف عليكم يا مظلومين

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    الألوان

    النشر : الأحد 12 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الوحش المهجور

    النشر : الأربعاء 08 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    إبنتي الخائنة.. الجميلة!

    النشر : الخميس 19 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    طريقة التحليق إلى سماء العشق الأبدي

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأمة اليتيمة

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    ماهي أعراض مقاومة الأنسولين وعلاجها؟

    النشر : الأربعاء 11 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1025 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 355 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1029 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1025 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 17 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 17 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 17 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة