• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فتاة من الزكاريط

ضمياء العوادي / الثلاثاء 14 شباط 2017 / حقوق / 3927
شارك الموضوع :

تتبدد الاحلام حينما تهاجمك اشباح الظروف، وتنقطع الآمال عند انسداد الطرقات، إن رُمتَ الحلم يجب أن تُقاتل وأحيانا تُقتل، موتك قبل الخطوة ال

تتبدد الاحلام حينما تهاجمك اشباح الظروف، وتنقطع الآمال عند انسداد الطرقات، إن رُمتَ الحلم يجب أن تُقاتل وأحيانا تُقتل،  موتك قبل  الخطوة الأولى انتصارا على حياتك..

 يفوح عطرها في باحة المنزل البسيط، تصنعُ قصرها من الطين خلف ذلك المسمى منزلا وتُسيّر فيه ماءً وتصنع منه جسرا، إقتربت منها: متى ينتهي قصرك ياحبيبتي؟

 فأجابت: خالي انظر سأشارف على الانتهاء.

هو حلمها الذي تمسكت به (أن تصنع البيوت الكبيرة)..

اكمَلت الأبتدائية وحاولت أن تذهب الى المتوسطة  إلا إن  قريتهم وقرى "عرب هذال" لاتحتوي على متوسطة، صبّتْ انهار الدموع ولم تجدِ، فمسافة ثمانين كم عن كربلاء ليست بقليلة، قاتلتْ، اعترضتْ، ثارتْ.

ثم رفعت الراية البيضاء الممزوجة بطين يديها من بناء دور الأحلام، مرت أيامها وهي تبني الدور الصغيرة بزخارف وتصاميم دقيقة، أعلنت قتلها الأبدي لحلمها ذاك، واختارت أن تكون عروساً فنانة في قرى الزگاريط، حَمِلتْ بجنينها  الذي بَنَتْ عليه أحلامها، تذهب كل يوم لتحدثَ من سكن أحشائها عن أحلامها وتريه انجازاتها،  امضت التسعة اشهر من الحمل وهي تنسج أحلامها على ذلك الجنين.

ونَسِيتْ أنه أوهن النسيج،  حضرتها الولادة في الليل، كنتُ هناك حينها، أقبلت الولّادة..... تدهوت حالتها... نقلناها الى اقرب مركز صحي يبعد عنا 40كم سرتُ بأقصى سرعتي ومعي زوجها لأصل هناك دخلنا فلم نجد أحد صرخ زوجها: لينقذ أحد زوجتي.

أجاب الحارس: حاولوا نقلها الى مستشفى الولادة في كربلاء لايوجد هنا طبيب.

جن جنوني وانا اراها  تصارع الموت أمامي والطريق الى كربلاء 40كم أخر!!، بكلماتها المتعبة خرجت لتقول: خالي حطم كل تلك البيوت دعها تفنى معي. لم تسعفني دموعي، حطمتُ أرقام عداد السرعة، سكن أنينها مع طلوع الفجر، وصلنا للمستشفى ولي أمل أن تخرج لتُعَمّر بيوتها الطينية، لكنها غادرت خلف حلمها الميت وأخذت جنينها معها حتى لايَقْتُلَ حلمه ويُقْتَل

فكم من حلمٍ في بلدي بعد مخاضه ولد مِيْتَة؟، وكم من قرية عانت من نقص في المدارس؟،  وكم من مهندس وطبيب ومعلم وعالم كاد أن يكون، ولكن منعه الافتقار الى المدارس؟، وكم من فتاة قتلت حلمها الدراسي لان قريتهم تخلو من مدرسة؟،  وكم من مريض كان علاجه سهلاً لكنه مات لعدم وجود مشفى قريب؟،  وكم من شعاع طفلٍ اخفته المسافات؟.

الى متى يبقى البلد يعاني من الافتقار؟ الى متى تبقى الروح العراقية أرخص  مايكون؟، من هي الجهات المعنية؟ وأين هي الاموال؟، ستبقى هذه التساؤلات تطرح نفسها الى ابد الآبدين، وستبقى الإجابات مهدومة، كتلك البيوت الطينية التي تركتها  تلك الفتاة من منطقة الزكاريط. 

المرأة
العراق
الظلم
الانسانية
الموت
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    nebim
    عراق الهم و الغم2018-11-02
    والله قهرتني بقصتك هذي اوووووف اوووف عليكم يا مظلومين

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    وسائل لتحسين النوم

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    النشر : الخميس 31 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    ماهو ديسك الظهر وكيف تعالجه؟

    النشر : السبت 11 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    لأجل حمايتها من التصحر.. التربة تستنجد بالإنسان

    النشر : الأربعاء 08 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    رحيقُ التسليم

    النشر : الخميس 21 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    دور المربي في تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال

    النشر : الأحد 25 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 4 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 4 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 4 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة