• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عيون المها (1)

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 31 آب 2016 / منوعات / 5360
شارك الموضوع :

مدينة جميلة، جدرانها القصب، لاتملك حجر ولا رخص، كوخ مضاء ببعض الشموع، مواشي تسرح في الارض، اشجار متشابكة وانهار تجري

 مدينة جميلة، جدرانها  القصب، لاتملك حجر ولا رخص، كوخ مضاء ببعض الشموع، مواشي تسرح في الارض، اشجار متشابكة وانهار تجري، تمشي بخطوات ثابتة وتدندن بصوتها الريفي العذب، تحمل جرة على كتفها بلون التراب، تقطر ماء.. ينساب على جبينها الاسمر. 

تخطو برفق بين سنابل القمح، وتتمايل مع الرياح كسنبلة، تغازلها الشمس فتزيد من حرارتها لتجعل لونها مميزا، اطراف ثوبها الاسود الطويل يعلق بين اشواك الاشجار واغصان الورد، عصبتها على راسها كعصبة الياس على العود، نظراتها العنيدة  تمتد الى سعف النخيل، فيقع الرطب جريح، تلتقطها بابتسامة وشغف وبعض مظاهر الكبرياء، تمحو خطواتها اذيال ثوبها الريفي، تغطي بشرتها السمراء بشالها الاسود لتبرز عينها.
تحدق لجمال الطبيعة، بين جفونها ليل هادئ.. ينام باطمئنان.. تارة يصمد وتارة ينساب مع اول دمعة عابرة،  انفاسها هادئة دافئة كأنها دخان طابون اخمدت ناره منذ قليل. 
لا يكاد الليل يخطه الشيب، ويتسلل القليل من الضوء عبر ثقب الكوخ، سمراء بعيون غجرية تخيط العباءة الرجالية لتبيعها في الصباح الباكر، تجلس على فراش ريفي، تحب ان تعمل وهي تستمع اصوات حيواناتها المختلفة، كان اجمل حلم يراودها من الصغر ان تتعلم الكتابة والقراءة، حدثت نفسها في تلك اللحظات فلا تجرأ ان تقول لاحد في القرية عن حلمها، اختلفت عن بنات القرية بطموحها وافكارها، بعد ما عرفت بأن مصيرها خادمة في بيت الكبير الرجل الغني الذي يملك القرية دفنت احلامها في صدرها. 
تبتعد القرية عن المدينة مسافة بعيدة تصل الى يومان او اكثر،  ابناء القرية يعيشون هنا بسعادة وحب، فرحهم واحد وحزنهم واحد، جامع واحد يقع في منتصف القرية والدكان بيت اسماعيل، لا يوجد مشفى او طبيب، المشفى هنا بيت الحاج كريم  يعالج المرضى بالأعشاب، المعلم القرآني الشيخ مسعد خادم الجامع يعلم الاطفال القراءة القرآنية ويأخذ الاجر من طيبات الزرع والخضار. الجدة حكيمة هي القابلة المأذونة لقرية مها لا اكذب ان قلت لكم ان شباب القرية جاءوا على يدها،  الاب يعمل ساقي الزرع في بستان ((الكبير)) والام  تخدم العائلة، اما  مها فتعمل  (طباخة) وفي خياطة العبي الرجالية المطرزة، كل صباح يتزاورون الفلاحين ويشربون الشاي بين المزارع الخضراء التي  تفوح برائحة العشب والزهور العطرة،  فراشات بالون الصباح تحلق، زقزقة العصافير وهي تراقص الاغصان،  صوت خرير الماء الجاري، ويندمج معه صوت مها وهي تقطف التفاح، سعادتها أن تجلس  تحت ظل شجرة التفاح، وتفرش عباءتها بين الحشائش الخضراء المبللة بماء السقي، ترعى  قطيع الغنم، وبيدها عصا،  تهش على الغنم وتضرب حظها العاثر. وتعمل الأعمال الشاقة بدون كلل ولا ملل، تحضر العجين لتخبزه، وتقطع الحطب، تسقي الزرع، ومازال ((الكبير)) غير راضي عنها وعن اهلها وقد هددهم بالطرد والسجن ان لم يكن حصاد الارض جيدا هذا العام. 
اخذت  مها تعمل في البستان  ليل ونهار لتنقذ عائلتها من شر ((الكبير)) الذي عرف عنه الظلم والاستبداد،  لا يرحم أحدا لا كبير ولا صغير، يعشق المال، كل ما يريده جمع الاموال وشراء الاراضي من الفلاحين الفقراء..

مرت الايام واقترب الموسم 

 مها  تنظر الى والدتها وهي تنحني لتنظف الدار وتلمع حذاء ((الكبير))  يسعر قلبها وتخمد انفاسها..  دخلت الى الغرفة وضربت نفسها، نثرت شعرها، ودموعها تسقط منها، ليس المرة الاولى التي ترى فيها حال أمها لكن هذه المرة  كان حال أمها يختلف فقد  طلب منها ان تلمع حذاءه بشالها اكثر من مرة..
خرج ((الكبير))  وصوته يرتفع  في  فناء البستان مخاطبا الفلاحين: اعملوا.. انتم هنا خدم وانا سيدكم... اثارها صوته، وقفت تنظر اليه من النافذة وعينها مملوءة بالحقد، رفعت يدها وطلبت من الله استجابة دعائها، رسمت خطة  تنقذ فيها عائلتها..

يكمل في الحلقة2
الحياة
العمل
المرأة
عيون المها
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    الدين معاملة

    النشر : السبت 26 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رسول الله.. استثناء نبوة وعباءة تهذيب

    النشر : الثلاثاء 05 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الخرس الانتقائي.. اضطراب نفسي يصيب الأطفال

    النشر : الأربعاء 16 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    من سنن النبي محمد: الرفق أسلوب حياة

    النشر : الأحد 24 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    صياغة الذهنية الإسلامية في عملية البناء الثقافي

    النشر : الأثنين 04 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    استطلاع رأي: ماهي تداعيات انبهار الشباب بالثقافة الغربية؟

    النشر : الثلاثاء 16 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 334 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 20 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 20 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 20 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة