• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تبحث عن السعادة المطلقة واكتف بمطلق السعادة

اسراء حسين / الثلاثاء 12 تموز 2022 / منوعات / 2114
شارك الموضوع :

نحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة

إذا كنت تريد السعادة، فلا بد أن تقتنع بما يتوفر لديك منها؛ لأن السعادة المطلقة لا وجود لها إلا في خيال الشعراء. ومن يبحث عن السعادة المطلقة، وفي كل وقت فسوف يجني شقاءً دائماً.

يقول أحد الحكماء:

(إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً)، فنحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة، عندما نفاجأ بحدث يعكر صفو حياتنا، السعادة التي نشعر بها من بعد حزن، هي في صفاء النفوس من بعد خلاف، هي في الحب بعد العراك الذي ينشب بين الزوجين، هي في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل، هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة هذه هي وهذه فلسفتها، إن الحياة الحقيقية هي الحياة دون أي مطلق، هي فلا وجود للمطلق في هذه الدنيا، فلا راحة مطلقة، ولا صحة مطلقة، ولا لذة مطلقة، والسعادة ليست استثناء من تلك.

صحيح أن الإنسان يتوق إلى المطلق، ويرغب في امتلاك كل ما يخطر على باله من أسباب السعادة، ولكن من الأفضل أن يستعيض عن البحث عن السعادة المطلقة، بالأمل المطلق فإن الأمل بيوم أفضل من يومك، وحياة أكرم من حياتك، ليس مجرد وقود للحركة والنشاط، بل هو أيضاً سبب رئيسي للسعادة.

يقول دوغلاس مالوك: (ينبغي لك أن تؤمن بالسعادة، وتأملها، وإلا فإن السعادة لن تأتيك أبداً إن العصفور لن تقل زقزقته، ومرحه، وفرحه عندما لا يعثر على غير كسرة، ينبغي لك أن تأمل هبوب الرياح، حتى وإن بدت ساكنة الآن، وأن تأمل نمو الأعشاب في أيام الثلج وهذا هو السبب الذي يدفع العصفور إلى أن يزقزق، ففي أحلك أيامه يأمل بالربيع، ويحلم بالأعشاب تحركها الرياح» وهكذا فإن السعادة أمل بالأفضل، وليس حصولاً لمطلق السعادة هي السعادة رحلة وليست محطة ليست السعادة محطة بحيث إذا وصلت إليها ستكون فيها سعيداً إلى الأبد بل السعادة رحلة! فليس هنالك وقت محدد، أو عمر محدد، أو مكان محدد، أو حتى سبب آخر ومن زمان لآخر.  فلا تنتظرها في أهداف محددة، بل ارحل معها من مكان لمكان.

إن كل شيء مهما كان (صغيراً) إذا منحك الشعور بالسعادة فهو سبب (كبير) لها كذلك الأمر بالنسبة إلى المكان؛ فلرب غرفة صغيرة في بيت ريفي، السعادة أكثر مما يمنحك إياها قصر منيف على ضفاف البحر، تمنحك من تعلم من الأطفال، فهم يسعدون بأمور صغيرة نعتبرها نحن الكبار (تافهة)، ولكنهم يعتبرونها كبيرة بمقدار ما تمنحهم من الشعور بالسعادة. 

فإن الطريق دائماً خير من المنزل، وهكذا الحركة خارج البيت خير من الجلوس فيه كما قال لي مسؤول كبير في إحدى الدول: «لقد اكتشفت بعد وصولي إلى السلطة، أن البقاء في مرحلة (المقدمات) كان خيراً لي من الوصول إلى (النتائج)».

إنك في مرحلة (المقدمات) تعيش الشوق، والرغبة، وتتطلع إلى البعيد، وهكذا تترحل مع السعادة، أما في مرحلة (النتائج) فأنت تفقد كل ذلك لأنك تصل إلى المحطة، فالشوق يتبدد، والرغبة تنتهي، والتطلع يخبو، لقد كنا في أيام الطفولة لا نمل السعي والحركة لتحقيق أهدافنا، وكنا نعتقد أننا إذا وصلنا إلى غاياتنا فسوف نجد كل الارتياح، ولكننا كنا نُصاب ببعض الخيبة بعد وصولنا، فكنا فوراً نبحث عن أهداف أخرى، ونبحث عن تحقيقها، ونعود من جديد إلى الحركة والنشاط. كنا نقفز من هدف إلى آخر، والسعادة التي كنا نشعر بها كانت في الرحلة.

للوصول إلى الأهداف، وليس في بلوغها، فكان كل هدف نصل إليه يشبه منزلاً صغيراً نرتاح فيه بشكل مؤقت لكي نواصل الرحلة منه إلى غيره فالمرء يجد كل المتعة أثناء الرحلة، لأنها تمثل الإبداع والحركة، والشوق.

وفرح الرسام باللوحات التي يرسمها ينتهي مع انتهاء الرسم، كذلك الأمر بالنسبة إلى المؤلف، والمخترع، والعالم، لقد كان أحد العلماء المسلمين كلما سهر الليل لحل مسألة من المسائل يصرخ في نهايته: (أين الملوك وأبناء الملوك من هذه اللذة).

إن السعادة ـ حسب تعبير أحدهم ـ مثل (الكرة) نجري خلفها حين تتدحرج، ونركلها بأقدامنا حينما تقف، فلا تكتمل السعادة لإنسان إلا إذا توفرت لها ثلاث أشياء:

(شيء يعمله، وشيء يحبه، وشيء يطمح إليه) ومع فقدانه لأي واحد منها يفقد السعادة. 

إن السعادة تكمن في ما تبحث عنه، وليس في ما تحصل عليه، فهي تلك اللذة التي تريد الحصول عليها، أما التي نلتها وقضيت منها وطرك فقد انتهى أمرها، فالسعادة هي من الشوق نحو تحقيق ما تصبو إليه النفس، وأكثر مما هي في الحصول عليه.

مقتبس من كتاب -فنون السعادة- للسيد هادي المدرسي
الانسان
السعادة
التفكير
السلوك
النجاح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    آخر القراءات

    رحيقُ التسليم

    النشر : الخميس 21 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    معلمة هندية تساعد طلابها المحتاجين على الدراسة.. تعرّف على قصتها

    النشر : الخميس 23 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نظريات الإدارة الكلاسيكية والمعاصرة

    النشر : الأحد 10 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    كيف يؤثر العلم في حياة الانسان؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    المخرج والممثل المسرحي عباس شهاب: لا اعلم كيف عشقت المسرح

    النشر : السبت 03 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    کیف أحمي شريكي العاطفي في المصاعب؟

    النشر : الثلاثاء 05 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 335 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 20 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 21 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 21 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة