تحمل أيام السنة مناسبات عديدة ذات مزايا تستحق الثناء والاحتفاء بها، ففي الـ20 من كانون الأول، يتوقف العالم لحظة ليتذكر يوم التضامن الانساني وما يحمله من بٌعد انساني مشترك بين شعوب العالم داخل مجتمعاتهم.
وقد اختير هذا اليوم تحديًا لأنه يوافق إعلان الجمعية العامة لأهداف التنمية البشرية التي دعت إلى تعزيز روح التعاون بين الدول والشعوب لمواجهة الفقر والصراعات والكوارث، وهو دعوة عالمية لترسيخ فكرة أن الأمن والكرامة والعدالة مسؤولية مشتركة لا تقوم بها دولة واحدة ولا مجتمع واحد بمفرده.
في اليوم العالمي للتضامن الانساني اجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع...
وقفات تضامنية
يؤكد لنا المهندس والناشط المدني محمد الدعمي، تضامنه للقضايا التي تحمل بعدا انسانيا هادفا حيث شارك في العديد من الوقفات التضامنية المتنوعة على جميع المستويات الصحية منها والاجتماعية سواء كانت دولية او محلية.
حدثنا قائلا: خلال الفترة الماضية شاركت بحملة تضامنية على عدة أصعدة بالشيء المتوفر، على مستوى الدعم المعنوي والتضامن الميداني المتمثل بالوقفات الاحتجاجية والمسيرات الراجلة وأيضا الحملات الإلكترونية إذ يعد الاعلام الرقمي مهما جدا في عصر العولمة.
وتابع: كما بادرت في الولوج بعدة مجاميع الكترونية للنشر من خلالها مقاطع فيدوية وبوستات تحفيزية للمطالبة بحقوق الانسان وترجمة بعضها للغات عديدة ويعد هذا أهم أنواع التضامن، فضلا عن البدء بحملات المساعدات الانسانية لإيصالها للمتضررين.
مهمة لنشر السلام
وتشاركنا ايلاف عبد الكريم/ ناشطة مدنية رأيها بهذا الجانب قائلة:
جميل ان تحمل لنا الايام مناسبات خاصة يمكن ان يشارك بها كل افراد المجتمع في ارجاء المعمورة كل في بلده اذ يتوحد صوتهم في العشرين من شهر ديسمبر للاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني، حيث يذكرهم هذا اليوم بروح الانسانية والوقوف معًا للتضامن من اجل القضايا الاجتماعية المهمة لنشر السلام واهمية المساواة والعدالة وعمل الجميع معًا لتحقيقها.
انا عن نفسي شاركت بعدة حملات انسانية تتضامن مع قضايا مجتمعية مهمة منها حملات التبرعات لشراء الادوية اللازمة لذوي الامراض المزمنة والتي يصعب الحصول عليها اما لثمنها الباهض او عدم توفرها داخل البلاد اذ نضطر الى ابتياعها من البلدان المجاورة.
ثقافة التعاون
واستهلت الاعلامية سوزان الشمري حديثها قائلة عن يوم التضامن: يعد الاحتفال بهذا اليوم وسيلة لإعادة تأكيد التزامنا بالعمل معًا من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافًا وتعزيز ثقافة التعاون والعدالة الاجتماعية، ويسلط الضوء على أهمية العمل من أجل القضايا المشتركة نيابة عن الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، كما يحتل مكانة سامية في نفوس محبي السلام والمساواة بين فئات المجتمع كافة.
ختمت حديثها: نأمل ان تتظافر جهود المحبين للسلام في هذا اليوم لينطلقوا بمسيرة موحدة للتضامن معا لنشر السلام.
دعوة للتضامن
وتشير الباحثة الاجتماعية في مركز الارشاد الاسري سارة محمد تقي الى ان، الهدف من التضامن هو نشر الوعي وتحقيق العدالة والتذكير بضرورة العمل معا للقضاء على العديد من القضايا المجتمعية غير الهادفة والتي لا تخدم الصالح العام.
كما يمثل قيمة إنسانية نبيلة حثت عليها جميع الأديان السماوية والفلسفات البشرية الخيرة ودعت أتباعها لتعزيز قيمته لما يلعبه من دور أساسي في حفظ الوجود الإنساني من الزوال.
واضافت: إن تراجع حس التضامن لدى بعض افراد المجتمع بسبب غلبة الأنانية وعدم الشعور بالمسؤولية اتجاه الاخرين وهذا بمثابة ناقوس خطر على وجود البشرية وأمنها وخيراتها، وتزداد معدلات التضامن مع الآخرين كلما نمت قيم الإيثار.
وللتضامن أشكال متعددة بحسب القدرة والاستطاعة وهي تتدرج من التضامن القلبي واللساني والتضامن العملي بتقديم يد العون بصورة مباشرة، ومن لا يقدر على أعلى مستويات التضامن فلا يسوغ له أن يترك أدناها، فالميسور لا يسقط بالمعسور وما لا يدرك كله لا يترك بعضه ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
ختامًا، علينا ان نتذكر بأننا جميعًا في هذا اليوم (يوم التضامن الإنساني) ان نكون معًا بغض النظر عن اختلافاتنا وباننا جميعنا بشر لدينا احتياجات وتطلعات مشتركة يجب أن نقف معًا وندعم بعضنا البعض إذا أردنا إنشاء عالم أفضل للجميع.
مظلة الانسانية
يبقى اليوم العالمي للتضامن الإنساني مناسبة لتأكيد أن العالم، رغم اختلافاته وتحدياته، قادر على الالتقاء تحت مظلة الإنسانية الواحدة، فالتضامن ليس شعارًا بل فعلٌ جماعي يترجم بالسياسات العادلة وبرامج التنمية، وبمد يد العون لمن هم في أمس الحاجة، ومع استمرار الأزمات العالمية يصبح هذا اليوم تذكيرا متجددا بأن مستقبل البشرية يعتمد على قدرتها على التعاون، وأن التضامن هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الجميع دون استثناء.








اضافةتعليق
التعليقات