في اليوم العالمي للغة العربية الاحتفال لا يقتصر على طقوس رمزية، بل يأتي في سياق سعي عالمي للحفاظ على التنوع اللغوي والثقافي وضمان وجود اللغة العربية في مؤسسات صنع القرار العالمي، فاللغة العربية لها بصمتها في كل مكان وزمان إذ تُعد حافظة لتراث أدبي وعلمي ضخم امتد عبر قرون من الفلسفة والعلوم إلى الشعر والعمارة.
في يوم اللغة العربية العالمي (بشرى حياة) كان لها هذا الاستطلاع...
مفردات دخيلة
حدثنا حسين عدنان الغانمي/ طالب جامعي: اللغة العربية هويتي، لكننا نواجه مفردات دخيلة ومتحورة منها أجنبية كنوع من التطور اللغوي اقتبست أغلبها من منصات التواصل الاجتماعي، لهذا يتوجب الابتعاد عن هذه العادات والتمسك بلغتنا الأم واستخدامها في جميع مفاصل حياتنا.
ويشاركنا الرأي رضا نصر أستاذ أكاديمي (أدب عربي): إن اللغة العربية ليست سجينة الماضي، فهي لغة قابلة للتحديث والتحدي الأكبر هو أن نطور المصطلحات العلمية وندخلها في المناهج دون فقدان قواعد اللغة وأصالتهـا.
فيما قالت حياة عبد الله/ معلمة لغة عربية: إن اليوم العالمي للغة العربية هو فرصة لجذب المدارس لعمل مسابقات قراءة وورش كتابة إبداعية وهي تجربة بسيطة لكنها تُحدث فرقا كبيرا في تقويم اللغة واثرائها أدبيا.
وسيلة أساسية
فيما قالت بتول ناصر/ باحثة اجتماعية: اللغة تعكس الطبقات الاجتماعية والتحولات الاقتصادية، فضعف إتقان الفصحى في بعض الطبقات مرتبط بعوامل تعليمية واجتماعية وليست مشكلة لغوية بحتة.
وتعتبر اللغة العربية مهمة لكثرة عدد المتحدثين وتأثيرها الحضاري، فالعربية لغة يومية لأكثر من 400 مليون إنسان، كما تعد جسر ثقافي ومعرفي حيث لعبت دورا محوريا في نقل المعرفة بين الحضارات، ولا تزال وسيلة أساسية للتواصل داخل منطقة واسعة تمتد من المحيط الأطلسي إلى خليج العرب.
وأضافت: هناك توصيات عملية للمؤسسات الإعلامية والتربوية مثل، إدراج وحدات تكنولوجيا لغوية في مناهج تعليم، فضلا عن دعم مشاريع الترجمة العلمية إلى العربية ونشرها للطلبة والباحثين، وتنظيم حملات سنوية مدروسة في المدارس والجامعات بمناسبة 18 ديسمبر لتعزيز الوعي والعمل الميداني، اضافة إلى تشجيع بحث لغوي يتناول اللهجات وعلاقتها بالفصحى لتخفيف الفجوة بين الممارسات اليومية والكتابة الرسمية.
وتابعت: توجد تحديات كبيرة بهذا الجانب مثل الهوة بين الفصحى واللهجات، فانتشار اللهجات العامية أدى إلى حالات ضعف في إتقان اللغة الفصحى لدى بعض الأجيال، مما يؤثر على القدرة على القراءة الأكاديمية والتواصل الإعلامي الموحد.
كما إن العولمة ووسائط الإعلام الجديدة دفعت للهيمنة الجزئية للغات مثل الإنجليزية في مجالات العلوم والتقنية، فضلا عن قلة الموارد التعليمية الحديثة أدت إلى الحاجة لمناهج ووسائط رقمية حديثة تواكب التقنيات وتعيد جذب الطلاب نحو الفصحى.
ختمت حديثها: نحن بحاجة إلى تقنيات رقمية من خلال أدوات التعلم عن بُعد ومعالجة اللغة الطبيعية ونشر المحتوى العربي على نطاق أوسع، وحراك ثقافي وجماهيري لوضع العربية كلاعب أساسي في الثقافة العالمية.
اليوم العالمي للغة العربية
اختير تاريخ 18 ديسمبر لأنه يوافق اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة العربية كلغة رسمية من لغات المنظمة في 18 ديسمبر 1973 ، وقد احتفل باليوم العالمي للغة العربية لأول مرة كجزء من مبادرة (أيام اللغة) التي أطلقتها إدارة الإعلام العام بالأمم المتحدة واحتفت بها اليونسكو منذ عام 2012 لتسليط الضوء على التنوع اللغوي وأهمية المساواة بين لغات المنظمة.
إرث لغوي
اليوم العالمي للغة العربية ليس مجرد تاريخ يُحتفى به على التقويم؛ إنه تذكير سنوي بحجم الإرث اللغوي والثقافي والالتزام بتحويل هذا الإرث إلى موارد حية تخدم الحاضر والمستقبل، من خلال سياسات تعليمية مدروسة، ودعم تقني وثقافي، يمكن للعربية أن تظل لغةً ديناميكية في العلم والإبداع والحوار العالمي.








اضافةتعليق
التعليقات