• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حفاة في قافلة العشق!

رقية تاج / الخميس 12 نيسان 2018 / ثقافة / 2489
شارك الموضوع :

قطعة حجر صغيرة حرّكَت الماء الآسن، اهتزت بحيرة القلب الملوّث وتشكلت دوائر تتبع الواحدة الاخرى، ليهطل بعدها الماء العذب على البحيرة السوداء

قطعة حجر صغيرة حرّكَت الماء الآسن، اهتزت بحيرة القلب الملوّث وتشكلت دوائر تتبع الواحدة الاخرى، ليهطل بعدها الماء العذب على البحيرة السوداء وتتحول الى مياه نقية..

تلك الحجرة لم تكن سوى كلمات معدودة! أما الدوائر المرسومة كانت علامات استفهام وتعجب كبيرة.. وأمطار الخير هي رحمة الله تهطل على من يستحق وعلى من يملك قابلية التغيّر..

تلوّى (بشر) تحت ثقل جملة قصيرة، وستائر قلب تلك (الجارية) شُرِعت بعد أن كانت مسدلة لزمن طويل بعد أن كُشف لها الغطاء لثواني..

لله درك يابشر ماذا سمعت حتى نسيت أن تنتعل حذاءك وأنت تعدو خلف إمامك! وأنتِ ياجارية ماذا رأيتِ حتى هويتِ ساجدة، ألم يتآكلك الخوف من الطاغية وعقابه وأنت تقصينَ عليه سبب سجودك لإله موسى بعد أن بطل كيد سحرة فرعون!.

أما قبل..

في أزقّة بغداد مرّ السيّد أمام بيت بشر الذي تصدح فيه أصوات اللهو والطرب والغناء الماجن، فصادف أن فتحت امرأة باب الدار لإلقاء بعض الفضلات، وحين رمت بها في الطريق سألها السيد قائلا: ياجارية، هل صاحب هذه الدار حر أم عبد؟!

فأجابته الجارية وهي مستغربة سؤاله هذا فالجميع يعرف صاحب الدار فهو أشهر من نار على علم، وقالت: بل هو حر! فأجابها: صدقت، لو كان عبداً لخاف من مولاه!.

عادت المرأة الى الدار وكان بشر جالساً الى مائدة الخمر، فسألها: مالذي أبطأك؟

فنقلت له مادار بينها وبين السيد..

وعندما سمع تلك الجملة، اهتز ضميره هزاً عنيفاً وسأل جاريته عن الوجهة التي سلكها السيد، فانطلق يعدو خلفه ناسيا حذاءه!.

قصتنا الاخرى كانت بين قضبان السجن المظلم، فبعد سنوات.. سُجن السيّد، وأنفذ السجان الى العبد الصالح جارية جميلة علّها تغري ذاك الأمين، بعد مدة أنفذ الطاغية الخادم ليستفحص حالها فرآها ساجدة لربها لاترفع رأسها تقول: قدوس سبحانك سبحانك..

فظن الطاغية أنها سُحرت من السيد كما سَحَر ذاك الراهب الكثير بكلماته القليلة!

أتى بها وهي ترعد شاخصة نحو السماء بصرها فقال: ماشأنك، قالت: سألت السيد عن حوائجه لأقضيها، فقال السيد وهو يشير بيديه الى الجهة الاخرى: فما بال هؤلاء؟ فالتفتت فإذا حجب تنفتح أمامي فرأيت روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري، ولا أولها من آخرها، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوههم حسنا، ولامثل لباسهم لباسا، عليهم الحرير الاخضر، والاكاليل والدر والياقوت، وفي أيديهم الاباريق والمناديل وكل الطعام، فخررت ساجدة حتى أقامني الخادم فرأيت نفسي حيث كنت..

فقُبض على تلك الجارية وسجنت حتى لاتحدّث الناس بما رأت، فما زالت كذلك حتى ماتت، وذلك قبل موت العبد الصالح بأيام يسيرة!.

أما بعد..

ياترى كم منّا عاش تلك اللحظات العائمة القليلة التي تسبق القرار.. قرار التغيّر والانقلاب، كم منّا اقترب من نقطة التحول ثمّ أقفل راجعاً مسوفّاً الأمر الى المستقبل فالنفس "طويلة الامل كثيرة العلل"..

بشر أدرك الامام الكاظم وتاب بين يديه واعتذر منه وبكى ندماً، ومن ساعتها أصبح عبداً، عبداً لله فقط، بعد أن اشتراه الامام بسعة صدره فهو القائل صلوات الله عليه: "عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لايشتري الاحرار بحسن خلقه". واشتهر بين الناس فيما بعد بزهده وعلمه وعبادته، وبقي طول عمره حافيا حاسرا، فقيل له لمَ لاتلبس نعلاً، قال: لأني ماصالحني مولاي إلا وأنا حافِ فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات. وبني له ضريح يُزار الى الآن في بغداد.

وتلك الجارية التي لانعرف إسمها _فالتاريخ بطبيعة الحال يظلم المرأة في كل زمان_  أقبلت في بقية حياتها في الصلاة، بعد أن دخلت في أمانة موسى بن جعفر، فإذا سؤلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح..

نعم، لكل شيء باب، وإن رمتَ التغيُّر فعليك بباب الحوائج موسى بن جعفر، وبعد أن تقبّل أعتابه دُر حول ضريحه حقاً، ولاتدر حول نفسك..

ومثلما أدرك الامام الكاظم الخمّار والغانية في حين خذل الامام ووشى به من الاقربين، قد نظن كذلك نحن أن مهدينا يريد قلب طفل لم يدنسّه علم المادة والناس، من يدري، قد يُدرك التائب صاحب الامر ولايُدركه العابد الزاهد، فنماذج من رزق بحسن العاقبة ومن نزل بنفسه الى الحضيض فاستحق سوء العاقبة كثيرة، وقصص مشاهدة ولقاء الامام المهدي كثيرة ايضا، تلك التي تفاجئنا ببعض الحوادث والمواقف التي يرفض فيها كبار العلماء أوامر الامام وطلباته الصعبة على نفوسهم وسقطوا نتيجة ذلك في أسهل الامتحانات حينا وفي أشدّها أحيانا أخرى، في حين قد يجيبه إنسان عادي لكنه مخلص ويتبعه على وجه السرعة..

إذن فهناك دوماً أمل، اختر لنفسك قدرا جديدا، جدد العهد مع يوسف زمانك، شدّ رحالك والتحق بقافلة العزيز، ولكن تذكر أنّ في موكب عشّاقه حفاة؛ قد تركوا الدنيا ومافيها..

الامام الكاظم
قصة
الحب
الايمان
العقائد
الامام المهدي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    من أجل مستقبل الأبناء.. أهالي الطلبة على مقاعد الانتظار

    النشر : الأثنين 02 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهو مفهوم التنمية الاجتماعية وفق منظور أمير المؤمنين؟

    النشر : الثلاثاء 25 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    جمعية المودة أقامت دورتين الكترونيتين للكتابة المحترفة

    النشر : الثلاثاء 12 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الاختلاف الثقافي بين الأجيال.. بين الماضي والحاضر

    النشر : السبت 19 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    طقوس رمضان في العراق.. عادات مستمرة أم تقاليد اندثرت؟!

    النشر : السبت 10 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تعرّف على محكّمة كرة السلة المحجبة التي ستدخل التاريخ

    النشر : الثلاثاء 20 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 333 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1077 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1003 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 19 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 19 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 19 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة