• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

‏حين تبدأُ الحياة... من الحياة!

‏زينب كاظم التميمي / منذ 2 ساعة / تربية / 18
شارك الموضوع :

ابدأ يومك بتحيّةٍ للحسين: “السلام عليك يا أبا عبد الله…”؛ فهذه الافتتاحية تُعدِّل بوصلتك قبل اندفاع النهار

حين تُطوى الرايات، وتخفت طبول المواكب، وتعود الخطى التي نَثرت غبارها على دروب كربلاء إلى رتابة البيوت والعمل وتشحُ الأنفاس يصمتُ الكونُ للحظة وتبدأ الحياة من الحياة، قد تَحسب بعضُ القلوب أن الموسم قد انقضى. لكنَّ من تعلّم من الحسين (عليه السلام) يدرك أنّ مواسم النور لا تُحاصر بزمن، ولا تُحَدّ بزمان زيارة أو أربعين؛ لأن الحسين ليس حادثةً تُروى، بل مِعيارٌ تُقاس به القلوب والأيام. ومنه تبدأ الحياة لذلك كان شعار العارفين: كلّ يومٍ عاشوراء، وكلّ أرضٍ كربلاء؛ شعارًا لا يُعلَّق على الجدران فحسب، بل يُحفر في السلوك والضمير.

‏إن الشعار ليست جملةً تُردَّد لتسكين الشوق، بل مِفصلٌ فلسفيّ وأخلاقيّ، كلّ يومٍ عاشوراء: أي أن امتحان الولاء والحقّ يتكرّر كلَّ صباح؛ تُعرض علينا خياراتٌ صغيرة وكبيرة—صدقٌ أو تلوّن، نصرةٌ لمظلوم أو صمتٌ بارد، ورعٌ في الحلال والحرام أو تهاونٌ يعتذر بالظروف.

‏وكلُّ أرضٍ كربلاء: أي أنّ ميادين الوقوف إلى جانب الحق ليست محصورةً برمال الطفّ؛ هي البيتُ والسوقُ والوظيفةُ والجامعةُ وممرات الحياة كلّها. حيثُ تكون أنت ويكون الحقّ، فثمّة كربلاء. وبهذا المعنى، لا ينتهي موسم الحسين إلّا إذا انتهى فينا الإحساس بالمسؤولية، ولا تزال راية كربلاء مرفوعةً ما دامت القلوب تقاوم الغفلة، والعيون تحتفظ بملح الدمع، والأيدي تُحسن حيث تستطيع.

‏إن محاولةُ الثبات جهادٌ ضدّ الغفلة فذكر الحسين جهادٌ خفيّ؛ لأن الغفلة تَنسِلُ بين الأعمال اليوميّة على مهلٍ، فتُطفئ جذوة الولاء شيئًا فشيئًا. لذلك فالمطلوب ليس “ذكرًا موسميًا” تَقوى حرارته ثم تخبو، بل رياضةٌ قلبيّة تُكرّس الذكر حتى يغدو عادةً راسخة.

‏ابدأ يومك بتحيّةٍ للحسين: “السلام عليك يا أبا عبد الله…”؛ فهذه الافتتاحية تُعدِّل بوصلتك قبل اندفاع النهار. ولنواجه ضجيج الحياة بلحظات صمتٍ تُسمّى: وقفة عاشوراء—دقائِقُ تأمّل في معنى التضحية والصدق، قبل قرارٍ صعبٍ أو توقيعٍ مسؤول أو كلمةٍ قد تجرح. وإذا شعرنا بثقلِ القلب، فالنستعد مشهدًا من الطفّ: طفلًا يُعطش، أمًّا تفقد ولدًا، فارسًا يختار الحقّ وحيدًا… هذه الصور ليست لاستدرار الدمع فحسب، بل لتذكير الإرادة بأنّ الكرامة ثمنُها عالٍ، وأنّ طريق الحسين لا يُسلك بخطى مرتابة.

‏ولتكن هذه الشعائر تحولا لنا حتى لا يضيعَ التعب سُدًى فالشعائر متعبة كالخدمة والمشي واللطم والبكاء. هذا الجهدُ أمانة. وأخوفُ ما نخاف أن يذوب في مجرى أيامنا سُدًى. فالمعيار الحقيقي لصدق الشعيرة أن تترك أثرًا أخلاقيًّا واجتماعيًّا بعد انقضاء الموسم

‏فإن كان اللطمُ حماسًا في الساحة، فليكن لطمًا للهوى في الخلوة قهرٌ للنفس وإذابة الحقد والغل من الصدر.

‏إن كان المشي تعبًا في الطريق، فليكن مشيًا إلى الصلة، صلة رحمٍ قُطعت، أو زيارة مريضٍ أهملناه، أو حتى تقوية صلتنا بإمام الزمان، وهذه صلة العرفاء.

‏وإن كانت الخدمة سقايةً وإطعامًا، فلتَصِر عادةَ كرمٍ لجارٍ معسرٍ أو طالب علمٍ محتاج. هكذا تتحوّل الشعائر إلى أخلاق، ويصير الموسم مدرسةً لا مهرجانًا.

‏وللنظم لنا برنامجًا عمليّاً بعد الموسم حتى تكن مقولة "كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء" تطبيقًا وليست كلامًا يُردد.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الحب
الايمان
العقائد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    رايات تعانق السماء... تتجه صوب كربلاء

    التفكير غير المنضبط

    الفول السوداني… سر الحفاظ على الشباب بعيدا من الحقن التجميلية

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    آخر القراءات

    ليش.. بين الاعتراض وغياب التسليم

    النشر : الثلاثاء 13 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ما هو السر في زيارة عاشوراء؟

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الكبريت الأحمر

    النشر : الأحد 09 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    المثقف يقرأ بأذنه أحيانا.. قنوات على يوتيوب تُلخص أمهات الكتب صوتياً

    النشر : السبت 04 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    فطور من نوع فاخر!

    النشر : الأثنين 28 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الحج.. رحلة عشق

    النشر : الخميس 09 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1312 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1243 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 639 مشاهدات

    زيارة الأربعين: قرار المشروع المهدوي

    • 535 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 390 مشاهدات

    زيارة الأربعين: تراثٌ شيعي ولغةُ منهج

    • 380 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1312 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1243 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1229 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1191 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1131 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1047 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏حين تبدأُ الحياة... من الحياة!
    • منذ 2 ساعة
    رايات تعانق السماء... تتجه صوب كربلاء
    • منذ 2 ساعة
    التفكير غير المنضبط
    • منذ 2 ساعة
    الفول السوداني… سر الحفاظ على الشباب بعيدا من الحقن التجميلية
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة