• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كُنتم على غيرها أقدَر

مريم حسين العبودي / الأربعاء 05 نيسان 2023 / تربية / 1686
شارك الموضوع :

رمضان هو شهر إثبات وتجديد التذكير بحكمة الله في عباده، وأن لكل جسد ولكل نفس طاقة وسِعة لا يُكلّف العبدُ أكثر منها

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "الصِّيامُ جُنَّةٌ إذا كانَ أحدُكُم صائمًا فلا يرفُثْ، ولا يجهلْ، فإن امرؤٌ قاتلَهُ، أو شاتمَهُ، فليقُلْ: إنِّي صائمٌ، إنِّي صائمٌ."

منذ أول يوم من أيام الشهر المبارك تشهدُ الشوارع والناس والبيوت هدوءً غير معهود خلال النهار وتتغير الكثير من التصرفات والأفعال والسلوكيات اليومية. يعم الأجواء هدوء غريب، يستطيع الناس فجأة السيطرة على غضبهم، يكبتون رغبتهم بالضغط على بوق السيارة، أو الصراخ في وجه شخص ازعجهم في الشارع، احتراماً لصيامهم من جهة وحفاظاً على طاقتهم المحدودة من جهةٍ أخرى.

على الجانب الآخر، يرتدع الكثير أو يُقلعون عن عاداتهم اليومية التي اعتادوا فعلها قبل رمضان، فيتحملون عدم سماع الأغاني وعدم التطاول على الغير، ويتحكمون برغبتهم الجامحة في الغيبة والنميمة والتنمر على الآخرين وفعل كل ما لا يُرضي الله.

يُثبت لنا شهر رمضان من كل عام أن الإنسان يقدر على فعل الكثير من الأمور التي كان يظن أنها بالغة الصعوبة في الأيام العادية، فأمرٌ بسيط مثل الجوع والعطش كفيلان بتوضيح المقدرة العظيمة للمرء في التحمّل طلباً للأجر والثواب. حيث يتحمل عدم دخول أي طعام أو شراب إلى جوفه لنهارٍ كامل، بينما يكاد يموت من الجوع في الأيام العادية لمجرد أن الغداء تأخر ساعة واحدة! رمضان هو شهر إثبات وتجديد التذكير بحكمة الله في عباده، وأن لكل جسد ولكل نفس طاقة وسِعة لا يُكلّف العبدُ أكثر منها، وأن كل شيء عند الرحمان بقدرٍ ومقدار وله حكمة في كل مخلوقاته، وأن رحمته لا يُعادلها شيء، ولا تحتاجُ إلا إلى التفكّر في أبعادها وحيثياتها.

إن التغيير بمفهومه العام، هو التحول من حال إلى حال، إما بشكل جزئي أو كلي، سواء كان تحولاً إيجابياً، أم سلبياً، سُنة كونية قائمة، سواء على مستوى الفرد، أم المجتمع، أم الدولة، أم العالم والكون كله. إن تغيير الإنسان ليتحول إلى (إنسان سويّ وهادف) هي غاية الدين الإسلامي، والتي تتم من خلال عملية شاملة تربوياً ومجتمعياً وإعلامياً. 

فالفرد منذ نشأته الأولى يمر بمراحل التغير الخلقي، ويتبعه بعد ذلك تغيّر في المعرفة والفهم والسلوك، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)الروم: ٥٤.

فالتغيير نحو الأفضل هو من أسمى حكم الله لعباده في الشهر الفضيل، ولا يجب أن يكون هذا التغيير ظاهري أو اسميّ فقط، بل أن ينبع من العمق، أن يترك أثره في أيامنا القادمة كلها. التغيير شأن عظيم والكل يتحدث عنه وينصح به، إلا أن محط الاختبار في التغيير هو تغيير النفس وهو الميدان الأصعب، فالتغيير لا يأتي من الخارج بل من الداخل فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وهذه هي القاعدة الرئيسية.

عادات وتصرفات قد تبدو لنا بسيطة وعابرة، كلمة دارجة على اللسان؟ عادة السهر في الليل مثلاً! عادة تناول المأكولات السريعة، الصراخ في وجه الأم والأب، التدخين، الكسل، النوم لساعات طويلة، الجمود الفكري وإدمان مواقع التواصل... هل استطعنا أن نغيّر عاداتنا الفكرية أو السلوكية أو الأخلاقية أو اللفظية؟ شهر رمضان هو المحك وهو الفيّصل لمعرفة ما نقدر عليه في أنفسنا فنغيّره ونجاهد في تحسينه، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ميدانكم الأول أنفسكم فحاسِبوا قبلَ أن تُحاسَبوا، وزِنوها قبل أن تُوزَنوا، فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وان خُذلتم فيها كنتم عن غيرها أعجز، فجربوا الكفاح معها أولاً."


شهر رمضان
الصيام
السلوك
العادات والتقاليد
الشخصية
التغيير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    سماحة السيد مرتضى الشيرازي في جمع من المؤمنات: الفتنة أمرٌ حسن أم سيئ؟.. تربية الأبناء أنموذجاً

    النشر : الأحد 25 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    وصفات مفيدة بالزنجبيل.. تعرفوا عليها

    النشر : الأربعاء 06 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    استطلاع رأي: ماهي نشاطاتك اليومية في شـهـر رمـضـان؟

    النشر : الأحد 20 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عالمٌ بلا بَعوض

    النشر : الثلاثاء 01 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    زيارة الاربعين

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    وصية الامام الحسن في زمن الكوبي بيست

    النشر : الأحد 04 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 993 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    (زعفر) سلطان الجان

    • 354 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 993 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 6 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 6 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 6 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة