• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سكرات الفقد

زهراء وحيدي / الثلاثاء 28 كانون الأول 2021 / علاقات زوجية / 2135
شارك الموضوع :

يا ويلاه متى كانت آخر مرة قلت لها طبخك شهي، أو حتى شكرا لأنك بجانبي...

كان الأمر وشيك الحدوث، إنها نقطة الفصل بين الحياة والموت، رائحة المعقمات الحادة تجرح أنفي، والممرات الفارغة تثير قلقي، جسدي يهتز مع صوت الـ (تيك تيك) الصادر من أجهزة القلب المربوطة بالمرضى.

الدقائق ثقيلة جدا، والثواني تجر نفسها بصعوبة وكأنها تحمل على ظهرها أطنانا من القلق، تيقنت حينها بأن لحظات الانتظار هي أصعب اللحظات في حياة الإنسان.

وكأني في موعد مع الموت، راجعت كل الذكريات التي جمعتني بها منذ لحظة استيعابي للحياة وحتى لحظتي هذه، لم أكن أملك الكثير من الوقت لأجلس معها وأحتسي الشاي... كنت دائما مشغولا في العمل والدراسة.

أتذكر تحديدا كم هدية قدمت لها، أستطيع عدها على أصابع يدي، إنها بالكاد لا تتعد السبع أو ثمان!

يا للعار لقد قضيت معها أكثر من عشرين سنة، ولم أجلب لها بالكاد ثماني هدايا؟، لو كنت جلبت لها على الأقل في كل موسم هدية لأصبح المجموع أربعين هدية، إلاّ إني كنت أتذكر صدفة كل سنتين أو ثلاث وأجلب شيئا لا قيمة له حتى! 

وما فائدة الاعتراف الآن وهي ترقد على ذلك السرير الأبيض والأسلاك الكهربائية مزروعة في صدرها؟

كم هي جميلة هذه القلادة وهي جالسة على عنقها بكل سكون، ولكن لماذا إحدى القاعدات الذهبية تخلو من الحجر الأحمر الجميل؟

أوه يا إلهي تذكرت، قبل شهرين أصرّت عليّ كي نأخذ القلادة إلى محل التصليح نركب للقلادة حجرا جديدا ونصلح اعوجاج السلسال، ولكني تعذرت لها عن ذلك وأجلت الأمر إلى يوم آخر ونسيت بعدها أمر القلادة تماما! 

يا لغبائي من الواضح أن هذه القلادة مهمة جدا بالنسبة لها، فقد ارتدتها رغم أنها ناقصة وتحتاج إلى التصليح... لقد نسيت الأمر أو تناسيته بالأحرى لأني ظننت بأن الأمر تافه ولا يحتاج أن تتأجل مباراة كرة القدم من أجل الذهاب إلى محل التصليح وأنها يمكن أن ترتدي غيرها! 

وأنا في هذه اللحظة بإمكاني أن أعد كل لحظات الإهمال التي عاشتها بسببي وأن أحسب كل الدموع التي سقطت من عينها وهي تنتظر مني لمسة اهتمام، أو هدية بسيطة أخبئها تحت وسادتها أو رسالة مفاجئة أدفئ بها قلبها الحنون في عز انشغالات العمل، أو حتى عزيمة على عشاء في مكان هادئ وجميل، أو وردةً حمراء أو بيضاء أو حتى صفراء أقدمها لها بلا مناسبة... ماذا دهاني يا الله، لماذا وهبتها حياة باردة مع إني كنت قادرا على اهدائها حياةً مليئة بالحب والدفء؟ حتما سأفقد صوابي لو حصل لها أي مكروه... لماذا أعد خيباتها معي الآن وكأن ذاكرة ضميري قد تنشطت أو استيقظت للتو من سباتها الأبدي!

لو حصل لها شيء لن أسامح نفسي على كل يوم استيقظت فيه ولم أقبل جبينها في الصباح، وعلى كل مرة عدت فيه من العمل وفضلت أن اتناول الطعام في الغرفة بمفردي بينما أشاهد نشرة الأخبار وحرمت نفسي من رؤية وجهها الملائكي..

يا ويلاه متى كانت آخر مرة قلت لها طبخك شهي، أو حتى شكرا لأنك بجانبي شكرا لأنك تتحملين سخافتي ومزاجي العكر ولم تتذمري يوما مني، متى كانت آخر مرة قلت لها أحبك؟، ربما بعد سنتين أو ثلاث من زواجنا؟، لماذا يا ترى تناسيت قول هذه الكلمة لها على الرغم من أني أحبها جدا؟، لماذا بخلت عليها بمشاعري لماذا أطفأت توهجها، لماذا فعلت معها كل هذا؟

حصرت رأسي بين رجليّ وشرعت بالندم والدموع تتساقط من عيني على الأرض أدمدم مع نفسي "ارجعوها لعلني أعمل لها الصلاح" حتى تسارعت أصوات (التيك تيك) وخرجت الممرضة من غرفتها ونادت الطبيب وهرع الكادر الطبي مع الطبيب إلى غرفتها وبينما وقفت مشدوها لأعرف ما الذي حدث أغلقوا الباب في وجهي ولم أسمع إلاّ صوت جسدها وهو يرتفع على أثر الصعقات الكهربائية ويسقط على أثر خيبتي...

العلاقات الزوجية
العاطفة
قصة
الحزن
المحبة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    بنات يخاصمن أمهاتهن

    النشر : الأثنين 12 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    فلاتر تحويل الصور إلى أنمي: بين الترفيه والمخاطر

    النشر : الخميس 17 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    رفيقي الصامت

    النشر : الخميس 23 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    ثقافة الصحفي وكفاءته المهنية

    النشر : السبت 01 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    آهات زينبية

    النشر : الأحد 13 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    ديمة الدخان

    النشر : الأثنين 29 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 661 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 2 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 2 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 2 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة