• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثقافة "الترند"، كيف تغير عالمنا؟

سمانا السامرائي / الأحد 03 آذار 2024 / اعلام / 1947
شارك الموضوع :

تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي على ما هو الرائج في ربط المستخدمين من ثقافات مختلفة

في عام ٢٠٢٣ أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة استخدام كلمة "ترند"، وأضيفت الكلمة إلى المعجم الوسيط، كان قراراً أثار حفيظة جميع المهتمين باللغة العربية لأنها كلمة ذات نظير عربي مستخدم فعلاً في مواقع التواصل الاجتماعي وهو رائج أو متداول، وليست اللغة العربية عاجزة عن استخدام مفرداتها أو تعريب أخرى لتسمية ما يستجد في الحياة اليومية المعاصرة.

تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي على ما هو الرائج في ربط المستخدمين من ثقافات مختلفة، ويعتبر المحتوى الرائج محتوى محظوظ بالوصول إلى عدد كبير من المشاهدين نامياً بشكل فيروسي غير قابل للسيطرة، مما يعني إمكانية جذب الانتباه للمدون الرقمي أو النشاط التجاري، وهو ما يعني أرباحاً عظيمة للأفراد والمنصات أنفسها.

ونحن هنا لا نميز بين viral content و trends لاستخدام كلمة trend بسياق أعم وأشمل، مع وجود اختلافات جوهرية في أصل الكلمتين ومظاهر استخدامهما في مجال صناعة المحتوى.

بدأ الأمر برواج مقاطع أو صور مضحكة أو غريبة مثل صورة الفستان ذو اللونين وحساب البيضة الشهيرة على إنستغرام، أو تحديات مثل تحدي دلو الثلج، وكم كان حينها الإنترنت عالماً هادئاً ورائعاً، ولكنها كانت تجارب اجتماعية أولية تمهيداً لتغيير طريقة تفكير أجيال ناشئة كاملة.

يبدأ الأمر بمقطع ما أو فكرة ما، سرعان ما تأخذ طريقها إلى الجميع تحت ضغط الأقران، وتصبح محور حديث كل فرد، لكن خطورتها لا تكمن في كونها رائجة لأن بعض الأفكار الرائجة جيدة في أصلها، بل في كونها قادرة على تحريك العالم دون تفكير، وأنها جعلت حتى أهم الأفكار والأعمال والفنون والآداب موضوعاً رائجاً يصل إلى قمة الشهرة في الثقافة الشعبية في يوم ثم يندثر في اليوم الذي يليه، وهذا يقتل كل الرموز والأفكار والقضايا والفنون والعلوم وكل ما هو ذو قيمة ويجعل لها صلاحية تنتهي بنهاية رواجها، مما يخلق جيلاً لا يعرف بوصلته، لا يستطيع الدفاع عن قيمه لأنه لا يعرفها أساساً بل قد يهينها لجعلها رائجة ظاناً أنه أحسن صنعاً، وهو جيل لن يمتلك نفساً طويلاً للدفاع عن أحلامه الخاصة فضلاً عن عقيدته، بل هو لن يحلم أساساً، ليس لديه وقت، فهو منشغل بمتابعة الرائج.

ولا تتوقف خطورة الرائج عند هذا الحد، بل إنها تدفع الشباب إلى الانفصال عن الواقع مطاردين المحتوى الرائج والأفكار الرائجة استهلاكاً وصناعة، يفعلون كل ما بيدهم لتقديم محتوى رائج وإن كان غير لائق أو يحط من القدر أو مضر لهم أو للآخرين تحت مسمى تحدي أو مزاح، مما يسلب منهم أهم الصفات الإنسانية كالكرامة والتعاطف.

والمثير للانتباه إن بداية كل عام تطلق الصحف الاقتصادية العالمية المواضيع والتوجهات التي ستكون رائجة في مجال الأعمال واهتمامات الأفراد والشركات والمجتمعات الرقمية والمحلية، وهي ليست توقعات محضة بل إنها تبرز قدرة المؤسسات العالمية الكبرى والحكومات في صياغة عالمنا وتوجيهنا باتجاه معين بقصد الإلهاء أو خدمةً لمصالح اقتصادية معينة، بتواطئ من منصات التواصل الاجتماعي كيوتيوب، إنستغرام، تويتر، تيك توك، وغيرهم.

وكان التضامن مع فلسطين هو أيضاً أحد المواضيع الرائجة التي سرعان ما خبت وشعر الناس بالملل بعد أن استهلكوها، لأنهم لم يتضامنوا بداية منطلقين من اعتقاد أو تأمل في الصورة الكاملة، وبدأ الأمر يطال رموزاً ثقافية ودينية بل حتى العبادات أصبحت مواضيع رائجة، مثل أداء العمرة، فترى الناس يذهبون لأداء المناسك لتصوير مقطع أو التقاط صورة أو القيام بتحدي ما، ولا تؤثر هذه العبادة في سلوكهم أو حالتهم الشعورية.

إن الهجمة الكبيرة على الأمة الإسلامية معروفة لدى العارفين والناكرين في العالم أجمع، وإن تفكيك آخر مصادر القوة والتقويم لدى الإنسان وهو إيمانه هدف يصبح أقرب مع التيارات الرائجة، فيمكنك سلب المعنى من كل شيء بجعله رائجاً، وهذا لا يستهان به، وما نحتاج إليه اليوم ليس هجر وسائل التواصل الاجتماعي بل استخدام قوتها في جعل قضايانا مستمرة في الظهور لوقت أطول، وصناعة المحتوى الجاذب برسائل تهم المجتمع وتدعم أسسه، فحمل ميدالية الكعبة لا يعني شيئاً لكن فهم الدين العظيم الذي قبلته الكعبة يستحق أن يُتمعن فيه لأنه هو ما يصنع الإنسان.

وسائل التواصل الاجتماعي
الانترنت
السلوك
المجتمع
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    لمسة أمل.. فريق تطوعي احتضنهم شعار حب الحسين يوحدنا

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    وقفات تأملية في أراجيز الصحبة الوفية: بصيرة ثبات

    النشر : الأحد 06 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    عندما ننادي يا صاحب الزمان.. ثم ماذا؟

    النشر : الأربعاء 08 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الجهنمية.. الشجرة المُبهجة

    النشر : الثلاثاء 10 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    عصا موسى.. نبات عصري يزور البيوت العراقية

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    من أخلاق التقدم: المنظومات الأخلاقية الثلاث وفق منظور المقدس الشيرازي

    النشر : الخميس 23 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 6 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 6 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 6 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة