• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأمن الفكري.. بين الثورة التكنولوجية والثقافة المجتمعية

اسراء حسين / السبت 19 تشرين الاول 2024 / حقوق / 770
شارك الموضوع :

تعرضت أمتنا الإسلامية عبر القرون وما زالت تتعرض لغارات من أعدائها بقصد تشكيك أبنائها في عقيدتهم

يعد الأمن الفكري من المصطلحات الحديثة نسبياً، إذ بدأ يأخذ مرتبة متقدمة في أعقاب التطور الكبير الذي شهده العالم، وفي ظل الثورة المعلوماتية الكبرى ومع تطور وسائل الاتصال والمواصلات وسهولة انتقال الثقافات وتأثر بعضها ببعض، وما نتج عن ذلك من غزو فكري وثقافي يهدد الأمة في عقيدتها، وفي أمنها واستقرارها ولعل الحوادث الارهابية التي تشهدها كثير من الدول وتتبناها جماعات تدعي أنها اسلامية ماهي الا نتاج لاختلال في الأمن الفكري لدى تلك الجماعات. ولقد تعددت مفاهيم الأمن الفكري، ولكنها تصب في معين واحد وهو الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة أو الأجنبية المشبوهة وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية من الاختراق أو الاحتواء من الخارج، ويعني أيضا الحفاظ على العقل من الاحتواء الخارجي وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف.

وقد تعرضت أمتنا الإسلامية عبر القرون وما زالت تتعرض لغارات من أعدائها بقصد تشكيك أبنائها في عقيدتهم ومسخ هوياتهم وحملهم على الانسلاخ من مبادئهم وقيمهم وزعزعة استقرارهم وأمنهم.

وبما إن الشباب هم عماد الأمة، وحصنها المنيع في حفظ هذه البلاد من التيارات الهدامة، لذا كانت هذه الفئة هي الأكثر عرضة للانجراف وراء هذه التيارات الفكرية الكاذبة، وعليه فإن هذه الفئة هي أكثر الفئات العمرية حاجة إلى احاطتها بالعناية والرعاية والاهتمام من خلال فهم الأمور بتبصر وتعقل عن طريق العلماء العاملين الذين يوضحون لهم الطريق، ويحذرونهم من مغبة الانسياق وراء الهوى والحماسة غير المنضبطة بالشرع الحنيف، فالوسائل المتاحة من هذه الجهات وغيرها، وأيضاً وسائل الإعلام المختلفة والتي تخاطب هذه الفئة الهامة في المجتمع من أجل الوصول لحفظ فكرهم من الانحراف والوقوع في مغبة المخالفة لولاة أمورهم ولعلمائهم، والسعي الحثيث في توجيههم التوجيه السوي الذي يحفظ عليهم دينهم وأمنهم.

ويُعد الأمن الفكري بعدا استراتيجيا للأمن الوطني والذي هو من المفاهيم الغامضة نوعا ما، فيما إذا حاولنا ربطه بالواقع الاجتماعي ولقد ارتبط مفهوم الأمن عموما بمدارس فكرية ركزت كل جهدها حول تفسیر دوره وتوضيح معناه في عملية تحقيق الأمن الوطني والذي لا يخرج عن كونه صيانة للأمن وتجنب الحروب.

ويسعى الأمن الفكري لحفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد التي تحافظ على كيان وهوية وقيم الأمة، من خلال عدم تبني أفكار هدامة، حيث إن الهوية والمواطنة والانتماء والولاء تمثل أحد ثوابت الأمن والتي تسعى دائما دول وجهات متعددة إلى محاولة هدم القيم وطمس الهويات سيما لدى الشباب والسعي لتشويش أفكارهم مما أفضى ومن بين عدة أسباب إلى وجود (الاغتراب السياسي).

هذه الظاهرة القديمة الحديثة باتت تمس جميع الدول الديمقراطية وغير الديمقراطية المتقدمة والمتخلفة على حد سواء وقدر تعلق الأمر بنا أي بدولنا فإن الاغتراب بين التحديات وسبل الوقاية السياسي يعكس وجود علاقة سلبية ما بين المواطن والنظام السياسي، قد تعود ومن بين عدة اسباب إلى فعالية النظام السياسي ومعاناة هذا النظام من أزمات متعددة غير قادر على حلها مثل أزمة الاندماج وأزمة التوزيع وأزمة الهوية.

اضافة إلى الأزمة التغيرية والتي تفضي إلى خلق فجوات وتنمي حلقات مفرغة من الانسحاب والعزلة وفقدان المعاني وانعدام المعايير السياسية والاحباط والعجز والتي تزيد المواطن بعدا عن النظام السياسي وتزيده كذلك نفورا من بلده وقيمه وعاداته وتقاليده.

ومن هنا بدأت العديد من الدول تضع ضمن استراتيجية أمنها الوطني ما يسمى (بالأمن الفكري) بإعتباره وقاية وعلاج في آن واحد؛ لانه يسعى الى وضع نموذج قيمي فكري يجسد حالة الاعتزاز بالمواطنة والمشاركة السياسية ويؤكد على الانتماء والهوية وعلى ضرورة الحفاظ على الفرد من الانحراف الفكري الذي يفضي به الى التطرف والتكفير والعنف بل وحتى الارهاب.

ومن خلال ما تقدم يمكن القول ان موضوع الأمن الفكري بات يحتل اهمية كبيرة جدا في جميع الدول لان الفرد من خلاله يؤمن تحقيقا تلقائيا للأمن في الجوانب الاخرى؛ لان العقل هو مناط القيادة العليا الواعية المميزة لدى الانسان وهو الجهة الموكلة بكل اصناف الأمن الاخرى، الذي بدوره يسهم بتحقيق استقرار المجتمع ، اذ انه يثبت قيم المواطنة والولاء للوطن وذلك لما يقوم به من حالة التعبئة الفكرية ونستطيع من خلاله كذلك وضع حلول لمشكلة الاغتراب السياسي من خلال ما يمكن تسميته ازمات النظام السياسي التي تجعل الفرد يشعر بعدم قدرة النظام السياسي على حل مشاكله او حتى عدم قدرة النظام السياسي على تمثل مطالب الافراد.

مما يؤدي الى شعور المواطن بأن الحكومة بعيدة عنه ولا تستجيب له والاغتراب السياسي يعكس مجموعة ابعاد لشيء واحد لا تمثله اصلاً ، لان بانعدام القوة السياسية وانعدام المعنى واللامعيارية السياسية ، فضلاً تكون تتحدد عن العزلة السياسية هذه الحالة القيمية للسلوك النفسي لا يتم معالجتها الا من خلال قيام الجهات الأمنية والاكاديمية العلمية بتبني نموذج معرفي يتولى عملية التنشئة السياسية من اجل ربط المواطن بثقافة المجتمع وتعريفه بكيفية ضبط السلوك واحترام النظم والقوانين بالدولة وحمايته من الغزو الفكري والتأثير الثقافي للأفكار الهدامة وذلك من خلال اكسابه المعايير والقيم والمثل الخلقية التي تدفعه الى ان يكون جزء لا يتجزء من هوية وقيم بلده ودفعه للتفاعل الايجابي مع النظام السياسي ومع العملية السياسية بمجملها.

ويتم الأمن خلال السعي الجاد لتبني منظومة فكرية متكاملة نصل من خلالها الى تحقيق الأمن الفكري في بلدنا اسوة ببلدان العالم التي قطعت اشواطا مهمة فيه.

مقتبس من كتاب الأمن الفكري والشباب، دراسة حالة عينية من شباب زيارة الأربعين لسنة 1445هـ 2023
الشباب
التكنولوجيا الذكية
المجتمع
القيم
السلوك
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة