• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

"خطية": آفة عراقية

سمانا السامرائي / الخميس 23 حزيران 2022 / ثقافة / 3308
شارك الموضوع :

حين نرى الأمر من مسافة كافية يمكننا أن نرى الحقيقة "خطية" كلمة تتشح بالخير والطيبة، غير أن لا خير فيها ولا طيبة

تنتشر في المجتمع العراقي كلمة "خطية"، وقد تكون أنت التالي الذي سيتلطخ بهذه الكلمة، خطية مفردة تسبغ بكرم في الاجتماعات العائلية ولقاءات الأصدقاء ومحيط العمل على الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ لحضور ذلك المجلس، تطفح عينا قائلها ويتموج صوته بالطيبة والخير وتخرج مع أنفاسه الرطبة كلمة "خطية".

حين نرى الأمر من مسافة كافية يمكننا أن نرى الحقيقة "خطية" كلمة تتشح بالخير والطيبة، غير أن لا خير فيها ولا طيبة، ففي اللحظة التي ينطق أحدهم بهذه المفردة فكأنه يعترف ضمنياً إن حياته أفضل من حياة الشخص "الخطية"، وخياراته أكثر حكمة، وحظوظه أفضل وأجزل!

يمكننا القول إنها تمثل شكلاً خجولاً وأخلاقياً ومقبولاً من التعالي والشفقة المرضية.

الأجيال التي نشأت في الحقب السابقة في العراق، لا تعترف بالتنوع، ولا تؤمن بتعدد الخيارات التي يمكن لجميعها أن تكون صحيحة لبعض الأشخاص وفي أوقات معينة، وهذا ما ولد لدى الإنسان العراقي حالة من القطبية، إما أبيض أو أسود، جيد أم سيئ، أعرف كل شيء أو لا أعرف أي شيء البتة، وطبيعة الإنسان جشعة - يمكننا القول إنها طموحة إن أردنا تجميل الصورة - ولا يحب أن يكون على الجانب الخاسر لذا سيختار الجانب الصائب على الدوام، وسيعامل الآخرين بمبدأ قراراتي سديدة وصحيحة وأنت ضائع متخبط، إن كنت مثلي ستكون ناجحاً فأنا على جانب الناجحين، وإن اختلفت معي فجهودك المحدودة لن تنقلك إلى مستواي ما حييت إلا إن استمعت إلى نصائحي الذهبية وسرت على خطاي العظيمة.

هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن حياتهم المثالية، وهي معيار للقياس، وهذا يمنحهم الحق في الحكم على حياة الآخرين.

كذلك يقع هؤلاء الأشخاص تحت وطأة مشاعر النقص بالإضافة إلى الضغط الاجتماعي السائد للدفع نحو الكمال، فهم يفقدون شيئاً ما بشدة سواء علموا بذلك أو لم يعلموا، مشاعر النقص تضرب أوتار أرواحهم وتوجعهم، لا يرغبون بالاعتراف بذلك، لا يريدون تحمل وجع النقص وإذلال الإعلان عنه لذا يميلون لتحويل النقص إلى استعلاء وفوقية، يبحثون عن عيوب الآخرين ليتشتت تركيزهم عن آلام ذواتهم.

كذلك يتسم هؤلاء الأشخاص الذين يكسون الغادي والرائح بكلمة "خطية" بالكسل الشنيع، فهم ليسوا راغبين بتغيير سلوكياتهم أو طرق اتخاذهم للقرار أو حتى طرق تفكيرهم لكنهم يحلمون بنتائج مختلفة، وبما إن لا نتائج مختلفة ستتولد من نفس طريقة العيش، فالبحث عن عيوب من هم أفضل حالاً يساعد على تخفيف قلقهم وإشعارهم بالاطمئنان الزائف الذي يخبرهم إن اللامعين لديهم جوانب تقصير عميق، وهم بغيضون ومقصرون، ويمتلكون حياةً يرثى لها وإن بدت رائعة من الخارج، لذا ليس عليهم أن يبذلوا مزيداً من الجهود لتحسين حيواتهم والوصول لمستوى الأشخاص اللامعين، فحياتهم أفضل، ومزيد من النجاح والتفوق قد يأتي بالعلل والمصائب والضياع.

وهكذا تُغلَق بإحكام فوهات الاختلال الداخلي -الذي لا يجب أن تفوح رائحته النفاذة- بسدادة "خطية" ذات مظهر سامٍ ورؤوف، وتمنح كل تلك الاضطرابات صورة لائقة لتطفو على السطح.

عندما نصف أحدهم بأنه "خطية" نحن نتغافل عن أن خياراتنا الصغيرة قبل الكبيرة قمنا بها بإرشاد الله ومعونته وهو من يبارك في نتائجها، كما أننا لا نعترف أن الحياة متعددة النهج، وأساليب عيشها كثيرة، الحياة ليست مضماراً للسباق، وما هو مناسب لرحلتنا في الحياة لا يناسب رحلات الآخرين.

لذا في المرة القادمة وقبل أن نقول "خطية" علينا أن نتساءل هل نعرف كل شيء عن هذا الشخص؟ هل الشخص يطابق سماتنا لتكون حياتنا العظيمة مناسبة له؟ هل ما نعرفه عن الحياة هو الأسلوب الأكثر سلامة وذكاء وإبداع للعيش؟

الانسان
العراق
السلوك
العادات والتقاليد
الشخصية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    آخر القراءات

    المسؤولية في نهج إمام المتقين

    النشر : السبت 23 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    كيف تتصدى لمشكلة الفراغ العاطفي؟

    النشر : الأربعاء 23 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    جذور الأزمة الاقتصادية في العالم العربي: الرشوة والربا

    النشر : الأثنين 08 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماذا لو

    النشر : الثلاثاء 22 آذار 2016
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    لاتضحي بنفسك..

    النشر : الأحد 29 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    متى تعتبر الرياضة مضيعة للوقت؟

    النشر : الخميس 29 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1025 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 808 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 658 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 652 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 529 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 454 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1058 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1025 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 976 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 808 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المضادات الحيوية تضر بالأمعاء... وهكذا يتم ترميمها
    • منذ 13 دقيقة
    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • السبت 02 آب 2025
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • السبت 02 آب 2025
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • السبت 02 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة