• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المسؤولية في نهج إمام المتقين

هدى المفرجي / السبت 23 نيسان 2022 / تربية / 2655
شارك الموضوع :

لو عدنا إلى سيرة أمير المؤمنين، عليه السلام، سنجد أنه تحمل مسؤوليته تجاه الرسالة منذ نعومة أظفاره

تسري وخزات عبر شراييني حينما أكتب، كمن يضغط بإبهامه على جرح عتيق لم يلتئم بعد فتكلفه الكثير من الوجع حتى يبدأ بالتنصل إلى أفكاري التي تأخذ مكان القارئ لتنظر كيف يمكن أن تصله هذه الوخزات هو أشبه بأن يكبل المرء من عقله، وكما يقول: محمد حسن علوان: «ليست الكتابة مشروعا انعزاليا أبدا إنها لغة تواصل وهذا قدر اللغات إلا إني عندما أنفعل تماما مثل أعواد الكبريت التي تحمل موتها فوق رؤوسها لا أراقب أحدا وأكتب كما أريد لاكما يُراد لأني أعرف ما سأحبسه بين جنبي لأتوارى من أحدهم سيمزق أنحائي يوما آخر».  فالكتابة لغة تواصل ونحن أمة فقدت التواصل وهذا هو القدر فعل مفاجئ لا يمكن استدراكه ولا إدراكه تسمع صوت وقوعه فقط ليمنحك لاحقا وقتا طويلا من الصمت لتستوعبه وكأنها مسؤولية تنقض على الأكتاف بثقل غريب لا أعلم ما يكبل أطراف الجسد رغم أنني لا أحرك سوى أناملي.

ينتابني التساؤل إن كنت أسطر الحروف فأضع نفسي مكان القارئ حتى انتقدني فهل كل من موقعه ينتابه هذا الشعور أم أنه شعور فردي لا يأتي سوى للبعض.

ثم أتساءل هل المسؤولون يشعرون بهذا وتأتيهم لحظات الغياب عن الجسد فيضعون أنفسهم مكان المشاهدين ويرون مايصدر عنهم من طرائف خاوية الأركان لا تضحك بقدر ماتحزن النفس أم أنهم كتبت لهم تلك الأحاديث على ورق حتى تعلموا أن يخطبوا بالناس كعمل الطابعة دونما أهمية لما كتب.

يقال قديما: كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة، فنهره الأمير أمام الناس، وقال له: لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة، فصلى بهم المغرب، وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا)، وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى (ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا)، فقال له الأمير يا هذا: طول ما شئت واقرأ ما شئت، غير هاتين الآيتين.

إن كانوا يعلمون من تولوا الأمر بكل ماينتظرهم إذاً لما كل هذا الاصرار على احتضان عفش زائل يكفيهم ويكفي عشرة أجيال تليهم فإن أنفقوا منه بمقدار فتاة خبز لأرضوا الناس وكسبوا رضا الخالق، أم أنهم اتبعوا أهوائهم ونال منهم الجشع وكان لهم خيط أصل ممن سبقهم الغاوون الذين ألهتهم دنياهم فتطاولوا على وصية رسولهم واكتفوا بحروف متقطعة أخذتها عقولهم فكانت برهان يسيرون به لعلهم يفلحون ولكنهم مافلحوا، فورثها عنهم أبناء تفارقت أصلابهم وأدركناهم نحن، فكان الطبيب فيهم جزار والقاض ماهو إلا محتال يسير بشهية رصيده دونما أهمية حتى لو علم الناس بفساده وكأنه قصة قصيرة تحاوطها عبرة أجدادنا.

فيكونوا عصارة تأريخ أسود إذا ما قورن مع تأريخ نقيضه أصبح رمادا إن ذكرتهم تشعر بأنهم ينطلقون بك في التجريد، حتى تشعر معهم بأنك تبتعد عن الحياة، بينما هناك من إذا ذكرت اسمه، شعرت بنفسك تدخل في كهوف التاريخ لتبحث عنه، اسمه يتجاوز الزمن، ويحلق في الآفاق الواسعة التي تطل بك على المطلق، حتى إنك لو تفتش عن شيء لم يتحدث عنه تصريحاً أو إيحاء أو إيماء فلا تجد، تشعرك بأنه إذا أمسك المجرد بفكره أعطاه حركيته وأنزله إلى الواقع، ذلك هو علي (عليه السلام)، الذي عاش حياته كلها مع الله تعالى، بانفتاح يجعلك تعيش مع عباد الله لتستشعر آلامهم ومشاكلهم.

فكان الإمام علي (عليه السلام) يعمل على تثقيف الناس بالمسؤولية، ويبدو ذلك واضحاً من خطب نهج البلاغة، فكان الحاكم الذي يريد أن يرفع المستوى الثقافي لشعبه، وليس الحاكم الذي يريد أن يستثير عواطف شعبه ليربطه به، وهذه هي مسؤولية المسؤولين، إذ عليهم أن يلتفتوا لرعيتهم بكل ما تحتاجه، لرفع مستواهم، فقد أولى الإسلام مسألة التعليم أهمية خاصة لبناء مجتمع يتحمل مسؤولياته كاملة غير منقوصة، فقد خلق الإنسان ضعيفاً ثم يكتسب القوة حتى يبلغ ذروتها في شبابه، ولم تلبث فترة الشباب عنده طويلاً حتى يبدأ بالانتكاس فتذهب قواه الواحدة بعد الأخرى حتى ﴿يُرَدّ إلى أرذل العمر﴾.

لو عدنا إلى سيرة أمير المؤمنين، عليه السلام، سنجد أنه تحمل مسؤوليته تجاه الرسالة منذ نعومة أظفاره ثم يحدد (عليه السلام) للناس قيمة الإنسان فيقول: «قيمة كل امرىء ما يحسنه»، وهنا تكمن مسؤولية كل امرئ من حيث مكانه فلكل منا رسالة وأكبر تلك الرسائل تكون عند المسؤولين عن الناس من يوجهوهم ويعرفوهم كل قضاياهم، ولا يجاملوهم في الحق، بل أن يقفوا ليقولوا كلمة الحق، هذا ما يجب أن نستذكره في حديثنا عن الإمام علي (عليه السلام)، الذي ولد في بيت الله فكانت شهادته بين يديه وفي بيته وحين كان يشعر بأن الموت يدنو منه، كان يفكر بتعليم الناس، فكان يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني»، وهو يكاد يلفظ أنفاسه، ذلك لأنه كان يحب أن ينشر الوعي في حياة الناس ويشعر بالمسؤولية تجاههم من علمه الجم الذي يخشع أمامه المسلم وغير المسلم، وعدله الذي أكده في كل مواقع حياته، وإخلاصه لله وللإسلام.

الامام علي
المجتمع
السلوك
السياسة
القيم
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة