• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سيدة الضمير

زينب علي عمران / الأثنين 15 نيسان 2019 / تربية / 2969
شارك الموضوع :

جاءتها مرفرفة تشع بريقا كخيوط الشمس الذهبية، في عنقها يتدلى غصن زيتون ندي، هللت لها وجوه بشوشة مرحبة بقدومها، وما إن جن الليل، حتى انقلب الو

جاءتها مرفرفة تشع بريقا كخيوط الشمس الذهبية، في عنقها يتدلى غصن زيتون ندي، هللت لها وجوه بشوشة مرحبة بقدومها، وما إن جن الليل، حتى انقلب الورد أشواكا دامية، وحل شتاء صقيعي سرق دفء القلوب.

أزقة موحشة، ارتجت جدرانها بكلمات الوعد والوعيد والضرب بالحديد، وجائزة مغرية يترقبها أذلّاء الأنا، لعابهم يسيل لها تعطشا، تنتعش لها عقولهم الجاهلية بجشع، أفواه جائعة وقلوب ران عليها الحرام فأعماها، لم تراعِ في الله إلًّا ولا ذمة، تجوب ليل نهار طريدتها كضباع جائعة، تحاول اصطياد روح حمامة حلت بديارهم ببراءة قلب، وحطت بطمأنينة على أغصانٍ حسبتها أحضان وطن، تكسرت من تحتها فكسر جناحاها، تتكئ على ظلها الموجوع، تطالع بيوتا ظلالها مخادعة، وشعور الخذلان الذابح يطعن وتينها بخنجر مسموم.

قادتها قدماها تتخطى ديجورا معتما، ربما لن ينتهي. وفي تلك الأثناء رأت سيدة واقفة  على باب دارها كالباسقات، يتملكها ترقّب غريب رسم شرود ملامحها بعناية على تقاسيم وجهها، اقتربت منها مسلمة، وبنبرة استحياء تطلب منها الماء، قدمته لها من دون تردد، شربت من دون أن ترتوي روحها العطشى للأمان، ظلت واقفة أمامها، طالعتها باستغراب كأنها تقول:

_"ألم تشربي الماء؟".

 _"بلى".  

 _"لم لا تعودي حيث أهلك؟!"                                                                

لمعت في الحدقات دمعة تائهة، كررت سؤالها، لم تجبها والصمت يطبق على الكلام.

اكتنفتها الحيرة ونظراتها ترفض وقوفها وصمتها، أشاحت بوجهها عنها معلنة غضبها منها.

انتفضت روح إيمانها حطمت قيد صمتها تخبرها بما جرى، صدمتها بحقيقتها النورانية، فاضت عيناها بدموع ولائها، تحتضن غربتها وحزنها وتؤويها في بيتها كملجأ آمن حتى مطلع الفجر، لعل الصبح يأتي بالفرج، تطالع السماء شكرا على تلك النعمة، فأي سعادة أعظم مما هي فيه، وهي تحامي روح الإيمان وتلبي نداء غريب تردد صداه في الأرجاء، كانت نورا توهج من بين دياجي تلك الليلة الطويلة، نورا يفيض نصرة لقافلة شدت الرحال لأرض كرب وبلاء، ضيفها الليلة هو سر عظيم لسويعات، قبل أن تمزقَ حُجُبَ أخباره رياحُ السموم.

مع بزوغ فجرٍ شَجِيّ، يقف بعد حين شامخا مقيد اليدين فوق قصر الظلام، لم يبال بطعنات الظهر، يقف هناك يرمق الأفق بنظرات فراق، كأنه يرسل مع شفق الغروب سلاما تتبعه حسرات لأرواح زكية تركت طواف كعبتها، ملبية نداء من ضج من جور الطغاة..... هوى من شاهق، جسده الجريح، ذبحت روح الحمائم من غير ماء.

اكفهر النسيم؛ حين حمل الخبر الحزين لسيدة الضمير، فبلغت شهقتها عنان السماء، أنَّ قلبها حسرة على شهيد الوفاء، لاذت بروحها المنكسرة تلملم بقايا ذاك الإباء، لتودعه قارورة الولاء، هدموا دار ذكرياتها، تجر بعدها بالحديد لقصر لا يعرف ساكنوه معنى الحياء، تقف كنخلة شامخة، ترمى بأحجار فتعطي أطيب الثمر، الفخر تفجر بين يديها كينبوع زلال، تباغتها أنفاس الشيطان بسؤال:

_"لماذا نصرتِ عدوي؟"  

_"نصرت فرعا هاشميا محمديا".

_"إنهم خوارج".

" إنهم نور الله الذي يمشي في ظلمات الأرض كأقمار وأنجم زاهرة".

 تجهم وجهه وأقفر لونه وأمر بها إلى غياهب سجن الأحرار.

كانت لبوة وحيدة بين قطيع ذئاب لكنها أصبحت جيشه الوحيد، نصرته من دون خوف العقاب، لم تخش في الله لومة لائم، نصرته لتقول لنساء العصور اللاحقة "الشجاعة ونصرة الحق ليستا حكراً على الرجال".

أطاعت ربها، فأطاعها عقلها وقلبها، فطوّعت نفسها قربانا فداء للدين والضمير.

المرأة
التفكير
المجتمع
الايمان
قصة
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    حكايا الطريق

    النشر : الأحد 27 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هوس التجميل.. بين الموضة والتشوية

    النشر : الأربعاء 16 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    التمثيل الناجح.. بطبائعنا الملونة وتصرفاتنا المفتعلة!

    النشر : الأثنين 12 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    عزيزتي.. الخطوبة ليست تجربة

    النشر : الأثنين 13 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الشيخ فاضل الفراتي: فاضل العلم والأدب

    النشر : الثلاثاء 30 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    ما هي نقطة انطلاق الحضارات؟

    النشر : الأحد 30 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 332 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1075 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1002 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 18 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 18 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 18 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة