• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سيدة الضمير

زينب علي عمران / الأثنين 15 نيسان 2019 / تربية / 3147
شارك الموضوع :

جاءتها مرفرفة تشع بريقا كخيوط الشمس الذهبية، في عنقها يتدلى غصن زيتون ندي، هللت لها وجوه بشوشة مرحبة بقدومها، وما إن جن الليل، حتى انقلب الو

جاءتها مرفرفة تشع بريقا كخيوط الشمس الذهبية، في عنقها يتدلى غصن زيتون ندي، هللت لها وجوه بشوشة مرحبة بقدومها، وما إن جن الليل، حتى انقلب الورد أشواكا دامية، وحل شتاء صقيعي سرق دفء القلوب.

أزقة موحشة، ارتجت جدرانها بكلمات الوعد والوعيد والضرب بالحديد، وجائزة مغرية يترقبها أذلّاء الأنا، لعابهم يسيل لها تعطشا، تنتعش لها عقولهم الجاهلية بجشع، أفواه جائعة وقلوب ران عليها الحرام فأعماها، لم تراعِ في الله إلًّا ولا ذمة، تجوب ليل نهار طريدتها كضباع جائعة، تحاول اصطياد روح حمامة حلت بديارهم ببراءة قلب، وحطت بطمأنينة على أغصانٍ حسبتها أحضان وطن، تكسرت من تحتها فكسر جناحاها، تتكئ على ظلها الموجوع، تطالع بيوتا ظلالها مخادعة، وشعور الخذلان الذابح يطعن وتينها بخنجر مسموم.

قادتها قدماها تتخطى ديجورا معتما، ربما لن ينتهي. وفي تلك الأثناء رأت سيدة واقفة  على باب دارها كالباسقات، يتملكها ترقّب غريب رسم شرود ملامحها بعناية على تقاسيم وجهها، اقتربت منها مسلمة، وبنبرة استحياء تطلب منها الماء، قدمته لها من دون تردد، شربت من دون أن ترتوي روحها العطشى للأمان، ظلت واقفة أمامها، طالعتها باستغراب كأنها تقول:

_"ألم تشربي الماء؟".

 _"بلى".  

 _"لم لا تعودي حيث أهلك؟!"                                                                

لمعت في الحدقات دمعة تائهة، كررت سؤالها، لم تجبها والصمت يطبق على الكلام.

اكتنفتها الحيرة ونظراتها ترفض وقوفها وصمتها، أشاحت بوجهها عنها معلنة غضبها منها.

انتفضت روح إيمانها حطمت قيد صمتها تخبرها بما جرى، صدمتها بحقيقتها النورانية، فاضت عيناها بدموع ولائها، تحتضن غربتها وحزنها وتؤويها في بيتها كملجأ آمن حتى مطلع الفجر، لعل الصبح يأتي بالفرج، تطالع السماء شكرا على تلك النعمة، فأي سعادة أعظم مما هي فيه، وهي تحامي روح الإيمان وتلبي نداء غريب تردد صداه في الأرجاء، كانت نورا توهج من بين دياجي تلك الليلة الطويلة، نورا يفيض نصرة لقافلة شدت الرحال لأرض كرب وبلاء، ضيفها الليلة هو سر عظيم لسويعات، قبل أن تمزقَ حُجُبَ أخباره رياحُ السموم.

مع بزوغ فجرٍ شَجِيّ، يقف بعد حين شامخا مقيد اليدين فوق قصر الظلام، لم يبال بطعنات الظهر، يقف هناك يرمق الأفق بنظرات فراق، كأنه يرسل مع شفق الغروب سلاما تتبعه حسرات لأرواح زكية تركت طواف كعبتها، ملبية نداء من ضج من جور الطغاة..... هوى من شاهق، جسده الجريح، ذبحت روح الحمائم من غير ماء.

اكفهر النسيم؛ حين حمل الخبر الحزين لسيدة الضمير، فبلغت شهقتها عنان السماء، أنَّ قلبها حسرة على شهيد الوفاء، لاذت بروحها المنكسرة تلملم بقايا ذاك الإباء، لتودعه قارورة الولاء، هدموا دار ذكرياتها، تجر بعدها بالحديد لقصر لا يعرف ساكنوه معنى الحياء، تقف كنخلة شامخة، ترمى بأحجار فتعطي أطيب الثمر، الفخر تفجر بين يديها كينبوع زلال، تباغتها أنفاس الشيطان بسؤال:

_"لماذا نصرتِ عدوي؟"  

_"نصرت فرعا هاشميا محمديا".

_"إنهم خوارج".

" إنهم نور الله الذي يمشي في ظلمات الأرض كأقمار وأنجم زاهرة".

 تجهم وجهه وأقفر لونه وأمر بها إلى غياهب سجن الأحرار.

كانت لبوة وحيدة بين قطيع ذئاب لكنها أصبحت جيشه الوحيد، نصرته من دون خوف العقاب، لم تخش في الله لومة لائم، نصرته لتقول لنساء العصور اللاحقة "الشجاعة ونصرة الحق ليستا حكراً على الرجال".

أطاعت ربها، فأطاعها عقلها وقلبها، فطوّعت نفسها قربانا فداء للدين والضمير.

المرأة
التفكير
المجتمع
الايمان
قصة
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    النشر : الأثنين 01 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    خمس قصص نجاح عالمية ستلهمك

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    فيتامين B12 وعلامات تحذيرية من نقصه

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    بسبب التقاليد الاجتماعية .. النساء والظهور في وسائل الإعلام بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 21 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة