• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإسلام ومسؤولية العلماء

سارة المياحي / الأحد 02 آذار 2025 / اسلاميات / 489
شارك الموضوع :

كل آية إذا أردنا أن نتفكر فيها لمدة ساعة فإننا نكون بحاجة إلى ستة آلاف ساعة لكي نفهم القرآن الكريم

ترى كيف يجب أن نحل هذه المشكلة، ومن الذي يجب أن يتحمل هذه المسؤولية؟

إن من الطبيعي أن يضطلع بهذه المسؤولية الخطيرة علماء الدين الواعون، الملتصقون بالنصوص الدينية والعارفون بالروح الحقيقية للاسلام، والقيم التي ينشروها، والمطلعون على الأسلوب الذي يستخدمه القرآن، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والأئمة المعصومون، والفقهاء الكبار.

هؤلاء العلماء هم المسؤولون عن حلّ تلك المعضلات، وهم الذين جاءت فيهم الرواية الصحيحة التي تقول: "وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم، وانا حجة الله"، فهم الذين يستطيعون التمييز بين الحلال والحرام، وبين التطوير والتغيير والتقدم، وبين الانحراف والشذوذ والضلالة والبدعة.

ومن الطبيعي أن يكون بين طلاب المدارس العلمية وهم يدرسون الآن الكتب الفقهية والدينية من يجب أن يتحمّل هذه المهمة الصعبة في المستقبل، فهناك الآن قوانين عديدة ومختلفة في العالم؛ هناك مثلاً: القوانين التجارية، والزراعية، والصناعية.. وما إلى ذلك، والآن يوجد في العالم أكثر من سبعين ألف قانون، وهي قوانين متطورة وبحاجة إلى من يعرف الإسلام حقاً، ويعرف طبيعة المجال الذي وضعت فيه، ثم يستلهم من القيم الإسلامية بحيث تصبح هذه القوانين منسجمة مع أحكام الشريعة الإسلامية. ولذلك فأنا بحاجة إلى المجتهدين والمفكرين، وهذه الحاجة ليست آنية عاجلة، بل هي دائمة ومتطورة.

من هنا ليس من السهولة بمكان أن نعي حقيقة أحكام الإسلام لأسباب منها:

١ - أن المسلمين أهملوا فهم الإسلام، والتعمق فيه.

٢ - أن الإسلام بمصادره الأصيلة الخالصة بعيد عن عصرنا بمقدار أربعة عشر قرناً، فالمفسرون الحقيقيون للقرآن ليس لهم وجود بيننا، وكتب الفقهاء ليست بتلك السهولة والبساطة بحيث يستطيع الإنسان العادي أن يستقي منها المعلومات، كما إن الأحاديث والروايات متداخلة، ولغتها مختلفة عن لغتنا، وليس من السهولة أن نفهم أساليبها، والدليل على ذلك إن المجتهدين والفقهاء يتعبون أنفسهم لسنين طويلة، ويواصلون البحث والتحقيق ليل نهار، ومع ذلك فأنهم قد لا يصلون إلى نتائج أكيدة في بعض المسائل، ولذلك فإننا كثيراً ما نجد في كتبهم، ورسائلهم العملية كلمات من مثل: الأحوط، والأقوى، والأولى....

وفي المقابل فإذا أراد شخص أن يدوّن الإسلام الذي في ذهنه فإن باستطاعته أن يأخذ قلماً ويكتب مواد قانونية، ويبدل، ويغير دون الإلتزام بنصوص، إلا أن هذا ليس من الإسلام في شيء، بل هو الضلال بعينه ولا يمكن أن ينفع الأمة الإسلامية، أما الإسلام الذي نريد أن نستنبطه من القرآن فأننا لا نستطيع الوصول إليه إلا إذا تدبرنا على الأقل في القرآن الكريم من بدايته إلى نهايته، وعرفنا الكلمات والمصطلحات القرآنية معرفة دقيقة.

وهناك بعض الآيات القرآنية يتوقف عندها المفسرون ويصفونها بأنها من الآيات المتشابهة التي تحتاج إلى التأويل، وهكذا الحال بالنسبة إلى الروايات والتأريخ الإسلامي، فإننا يجب أن نحيط بهما علماً.

إنني أريد أن أستنتج من كل ذلك حقيقة واحدة؛ وهي إن الذي يريد أن يقوم بهذا الدور البناء العظيم أي دور استنباط الأحكام الشرعية ويكيفها مع حاجات ومقتضيات العصر، والذي يريد أن يهدي الناس إلى القوانين الإلهية، ويصبح وريثاً للأنبياء عليهم السلام كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أن العلماء ورثة الأنبياء"، (۱) ويكون نظيراً لأنبياء بني إسرائيل كما جاء في حديث آخر: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، (۲) والذي يريد أن يكون ممثلاً لحكم الله في الأرض، وحكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام)... ان الذي يطمح إلى بلوغ هذه المرتبة العالية عليه أن يخصص لهذا الطموح العالي المقدار المناسب له من الإمكانيات والارادة والعزم، والتصميم.

فمن يريد الوصول إلى السوق القريب من منطقته، فإنه يحتاج إلى ارادة بقدر مائة خطوة يخطوها إلى السوق. أما الذي يريد أن يصل إلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، فيجب أن تكون إرادته أكبر حسب بعد المكان الذي يطمح أن يصل إليه، فالذي يطمح أن يكون خطيباً بارعاً، ومؤلفاً ومفكراً وقائداً، يجب أن تكون ارادته بقدر ما يطمح إليه، وكما قال الشاعر :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. فبقدر عزيمة، وارادة، وتصميم وعطاء الإنسان يكون طموحه، وتطلعه، وبلوغه الأهداف، وتحصيله للعلم. ومن هنا فإن الدراسات التقليدية هي أشبه ما تكون بالسدود المنيعة والحصينة التي تمنع تسرب الأفكار المغلوطة إلى أذهاننا، وعقولنا. فبقدر ما نقرأ الجرائد، ونستمع إلى الإذاعات ونتعرف على الأفكار الحديثة، فإن هناك خطر احتمال تسرب الأفكار الباطلة إلينا، كما تسرّبت هذه الأفكار إلى الكثير من الذين انحرفوا فيما بعد رغم أدائهم للفرائض والعبادات.

وتأتي على قدر الكرام المكارم.. وهكذا فإننا بحاجة إلى سدود تمنع عنا تلك التيارات الفاسدة، وإلى حصون تحول دون تسرب الأفكار والثقافات الدخيلة إلى أذهاننا، وهذه الحصون تتمثل في تطوير العلوم الدينية، وتقديم تفاسير مفهومة وواضحة للقرآن الكريم، وتدوين وتبويب متون الأحاديث والروايات الشريفة وتذليل المشاكل الفقهية والأصولية حتى تتحقق تلك الطموحات.

وفي هذا المجال نحن بحاجة إلى جهود متواصلة دؤوبة لكي نستطيع فهم القرآن، والأحاديث الثابتة السند؛ أي أن نتدبر تدبراً عميقاً في مصادرنا الدينية مثل؛ القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية، والأدعية وما إلى ذلك، من أجل استخلاص روحها وقيمها. وعلى سبيل المثال؛ فإن في القرآن ستة آلاف آية.

كل آية إذا أردنا أن نتفكر فيها لمدة ساعة فإننا نكون بحاجة إلى ستة آلاف ساعة لكي نفهم القرآن الكريم.. ومع ذلك فإن هناك هوامش غير واضحة تبقى بعد عملية التدبر. فمن الممكن أن يتدبّر الواحد منا في آية ويبحث فيها، ويكتب عنها، وإذا به بعد أن يتدبّر في نفس الآية من جديد يستخلص منها أفكار جديدة لم تكن قد خطرت على باله من قبل.

وعلى هذا فإن علينا أن لا نمل من كثرة الدراسة والتحقيق، أو أن نعتبر الدروس والكتب التي نقرؤها روتينية، بل أنها تحتاج إلى جهد واستمرارية، ومطالعات مكثفة، وإرادة قوية، وعزم راسخ.

مقتبس من كتاب الاسلام حياة أفضل، لـ_ آية الله السيد محمد تقي المدرسي
الاسلام
القرآن
الايمان
العلم
الوعي
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    كيف تغير طريقة تفكيرك من السلبية إلى الايجابية؟

    النشر : الأثنين 13 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    التكنلوجيا الحديثة وتأثيرها على كبار السن

    النشر : الأحد 13 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ثمانِ خطوات لتحقيق السلام الداخلي!

    النشر : السبت 25 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    هل الضرب يساهم في نجاح الطلبة؟

    النشر : الثلاثاء 06 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    لماذا نؤمن بالله؟!

    النشر : الأحد 04 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    أم البنين.. أم استثنائية ولدت رجالا استثنائيين

    النشر : الأربعاء 19 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 457 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3449 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1070 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 985 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 5 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 5 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 5 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة