• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

علي الأكبر.. أيقونة الشباب الرّسالي

خديجة الصحاف / الأربعاء 16 آذار 2022 / اسلاميات / 3144
شارك الموضوع :

ذلك الجيش القليل في عدده، الكبير في امتيازاته وصفاته قد جمع الإنسانية

ما يميز جيش الإمام الحسين عليه السلام في ملحمة الطّف أنه المصداق الأكثر وضوحا وإشراقا للجبهة التي مثّلت الحق والعقيدة، وواجهت جبهة الباطل بكل إيمان وثبات، وسطّرت أروع ملاحم البطولة والفداء بشكل قلّ نظيره على مرّ الزمان .

ذلك الجيش القليل في عدده، الكبير في امتيازاته وصفاته قد جمع الإنسانية بكل أطيافها؛ ففيه السيد الذي قاتل جنبا لجنب مع الرجل العاميّ البسيط، والحرّ الذي اختلط دمه بدم العبد، والعالم الذي وقف مع القائد العسكري في خندق واحد، وحتى النساء كان لهنّ دور سجّله التأريخ بكل حفاوة وفخر . 

لقد زالت كل الفوارق في تلك المواجهة الإستثنائية حدّ الإعجاز ليبقى الهدف الأسمى وهو نصرة الحق المتمثل بحجة الله على أرضه الإمام الحسين عليه السلام .

 وكما تنوع الجيش في تركيبته الإجتماعية، فقد تنوع في الفئات العمرية التي شاركت فيه؛ فقد ضمّ رجالا قد بلغوا من العمر عتيا، وكهولا قد بلغوا أشدّهم، وشبانا في ريعان الشباب وزهوه، وفتيانا يانعين لم يبلغوا الحلم، وأطفالا صغارا، بل وحتى رضعانا؛ كل أولئك كانوا في سُرادق واحد يستميتون دفاعا عن شريعة سيد المرسلين .

ومن أبرز شباب الطفّ شبل الحسين علي الأكبر ذلك الغصن الزاهر من الدوحة الهاشمية المباركة، والشاب المؤمن الرسالي الذي لا نظير له في صفات الكمال .

لقد كان الإمام الحسين عليه السلام مولعا بولده، إذا رآه غمره الفرح والسرور، وكان علي جديرا بهذا الحب، فقد بلغ من الصلاح والعظمة درجة رفيعة جعتله قريبا من مرتبة المعصومين، كعصمة عمته زينب وعمه العباس؛ فعصمتهم عليهم السلام ليست كالعصمة الواجبة التي تخصّ الأنبياء والأئمة لكنها العصمة الصغرى التي تجعلهم لا يرتكبون الذنوب والمعاصي حتى صارت لديهم ملكة اكتسبوها بلطف من الله؛ وهذا ما يتضح من شهادة المعصوم في حقهم؛ فالإمام السجاد عليه السلام قال لعمته زينب : (أنت بحمد الله عالمة غير معلمة)، والإمام الصادق قال في زيارة العباس: ( لعن الله امة استحلّت منك المحارم وانتهكت حرمة الإسلام)، وقال الحسين عليه السلام عندما استشهد علي الأكبر: (بعدا لقوم قتلوك ما أجرأهم على الرحمن)؛ ومن الواضح إن حرمة الإسلام لا تُنتهك إلا بقتل المعصوم، والجرأة على الله لا تتحقق إلا بقتل المعصوم أو من هو قريب من درجته . 

ومن عظمة علي الأكبر إنه أفرد عن بقية الشهداء، ودفن في ضريح لوحده، وله زيارة مستقلة عن زيارة بقية أنصار الإمام الحسين عليه السلام .

ويكفي في وصف علي الأكبر أن يُقال إنه كان أشبه الناس خلْقا، وخُلُقا، ومنطقا برسول الله صلّى الله عليه وآله؛ وكان الناس في المدينة إذا هاج بهم الشوق إلى رؤية رسول الله نظروا إليه وملأوا أعينهم من فيض حسنه ووسامته؛ فقد كان جميلا صبيح المنظر، بهيّ المحيّا، وكان جوادا سخيّا يعمدُ في الليالي المظلمة إلى اشعال النار فوق البيت ليهتدي إلى مائدة جوده المسكين والمنقطع والجائع .

وأما شجاعته وإقدامه فقد ورثهما 

من جده أمير المؤمنين عليه السلام، وعندما شدّ على الجيش الأموي كالليث الغضبان أعاد إلى ذاكرة القوم حملاته الباسلة في ميدان الحرب .

ومن أروع ما يعكس لنا شخصية علي الأكبر الرسالية مقولته الشهيرة أثناء مسيرهم إلى كربلاء، عندما استرجع الإمام الحسين عليه السلام فسأله علي الأكبر : يا أبتِ لم استرجعت لا أراك الله سوءاً؟

أجابه الإمام: يا ولدي خفقتُ خفقةً فرأيت فارساً وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير بهم!

فردّ علي الأكبر: يا أبتِ ألسنا على الحق؟

لم يكن هذا  تساؤلا ينتظر الإجابة عليه؛ لأنه يعلم يقينا أنهم أهل الحق والداعين إليه، ومن بيتهم انطلقت أعظم دعوة في تأريخ البشرية، وأن خطاهم مقترنة بخطى الحق بمسيرة واحدة لا يفترقان حتى يردا حوض جدهم الرسول الأعظم .

 لذا عندما يؤكد الإمام الحسين عليه السلام هذه الحقيقة الناصعة كالشمس: بلى نحن والله على الحق، يردّ عليه علي الأكبر: إذا والله لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا !!

علي الأكبر يحدد لكل الأجيال من بعده حقيقة عظيمة، يوضح أبعادها ومعالمها، لتصبح شعارا خالدا تُستلهم معانيه الرسالية ما بقيت مواجهة بين الحق والباطل، ويرسم لهم على مرّ الزمان خارطة الطريق لتوظيف هذه الحقيقة واستثمارها لتكون لهم القدم الراسخة التي لا تزلّ مهما كثرت المزالق واشتدت الصعوبات .

من كان على حق لا يبالي، ولا يجبن، ولا يتخاذل، ولا يساوم، ولا يسمح للآخرين أن يتخذوه لعبة ويمررون من خلاله مخططاتهم وأجنداتهم .

من كان مع الحق كان الحق معه، لا يتخلّى عن صحبته في أي مرحلة من مراحل المسير مهما كانت شائكة، و لا يخذله في أي منعطف من المنعطفات .    

والعكس صحيح، من كان يخاف ويتردد من المواجهة في اللحظات المصيرية، والمواقف الحاسمة، من تجبن نفسه ويساوم رغم وضوح الرؤية، عليه أن يدرك أنه ليس على حق، وأن بينه وبين الحق بونا واسعا؛ ومسافة شاسعة؛ لأن علي الأكبر - تلميذ مدرسة الحق الكبرى- وضع بين أيدينا درسا فذا، ومعادلة مذهلة وواضحة لا تتخلف ولا تتبدل (من كان على حق لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه  ) .

اهل البيت
الدين
الشباب
القيم
كربلاء
كربلاء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    ما هي قيمتك في المجتمع؟

    النشر : الثلاثاء 09 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تجعل نفسك أكثر جاذبية وتأثيرا؟

    النشر : الأربعاء 24 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ماهي ردة فعل الإنسان عندما تسلب منه الحرية؟

    النشر : الأثنين 23 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    رفة عين: اختلاجات الجسم بين الحقيقة والوهم

    النشر : الخميس 02 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    كيف لي ان احرم ابني من ما يحبه؟

    النشر : السبت 07 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ماذا تعني كلمة السياسة؟

    النشر : السبت 10 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 6 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 7 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة