• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من العتبة إلى الدفئ

هدى المفرجي / السبت 02 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 1172
شارك الموضوع :

البذرة تحتاج أن تُدفن حتى تنمو ، وأن كل شيء أتى لحكمة ستعرفها لاحقاً

عواصف كثيرة تهدر لحناً مزعجاً يعكر صفو أيامنا فنجدنا سلبيين للغاية، يأخذنا الانزعاج صباحاً ويردنا التأفف إلى الفراش كارهين الأيام متمنين النهاية العجولة أو الفرج الآني.

هذا هو حال الكثيرين منا حينما تزل اقدامهم او يقدر لهم ان يمروا بمحنة بسبب او دونه ، وربما ايضاً الى اولئك الذين سئموا الروتين الممل او انه لم يقدر لهم ان يمروا في المحن ليتعلموا ولكن ان حصل ذلك ثقوا تماما هو لصالحنا فقط ، ولو ركزنا عن كثب اكثر واثقين بالله لوجدنا انه ما خلقنا عبثاً وانه يستحيل ان يتركنا واقفين في منتصف الطريق العكر دون ان يرشدنا للصواب المطلوب والذي تعود فائدته علينا نحن فقط وسنعرفها مع الايام وان طالت.

[‏إن الله هو الذي يعرف كيف يربي كل شخص ليظهر أفضل ماعنده ، وأن البذرة تحتاج أن تُدفن حتى تنمو ، وأن كل شيء أتى لحكمة ستعرفها لاحقاً]، هي كلمات قالها ذلك الذي كان يوماً ما طالب في كلية الطب وعاشقاً للتشريح لدرجة أنه اشترى نصف جثة ووضعها بالفورمالين تحت سريره من شدة شغفه “‏و الفورمالين مادة لحفظ الجثة تستخدم في كلية الطب لها رائحة نفاذة تؤدي لتلف الرئتين”، ‏وهو كشاب صغير لم يكن مدرك لخطورة هذه المادة ، بل جذبه شغفه لدرجة أنه لم ينتبه لذلك إلا بعد ثلاث سنوات ، عندما اكتشف أن رئتيه تم إتلافها بسبب ذلك تلفا كاملا ونتيجة لذلك تم عزله بغرفة صغيرة يأخذ علاجه ولا يستطيع التحرك منها ولا الذهاب للجامعة لمدة ثلاث سنوات .

وفي هذه الفترة تخرج أصحابه من كلية الطب وهو لا يزال مريضاً في غرفته لا يستطيع التحرك، وكان يظن أنه يمر بأسوء سنوات حياته، ولم يكن يستطيع أن يفعل أي شيء في هذه العزلة التامة إلا القراءة حيث ختم في هذه السنوات كل كتب الأدب العالمي ثم بعد انتهاء محنته كما كان يظنها عاد لاكمال دراسته بكلية الطب، وعندها اكتشف أن هذه السنوات الثلاث هي من صنعت الدكتور والفيلسوف مصطفى محمود “الكاتب الشهير ومؤلف كتب كثيرة وباحث في علوم القرآن”.

وترجمان كل هذا يضيف لنا علماً أن لكل ابتلاء يبتليه الله للانسان فيه حكمة، وهذا يكفينا من حيث الجملة وإن لم نعرف التفصيل، وكذلك نحن نعلم أنه حكيم فيما يفعله ويأمر به ، وعلى هذا ينبغي أن يعلم الانسان انه لا يمكن له أن يحيط علما بحكمة الله تعالى في خلقه وأمره، وقضائه وقدره، مهما أوتي من الفطنة والذكاء والعلم والفهم ومهما كان الابتلاء فلا يسأل وانما يتبع هدى وآيات الله ويتذكر قوله تعالى في سورة الأنبياء ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾.

فتكون هذه الآية هي حدهم الذي يقفون عنده فيعلمون حدود الله وحكمته، ولا يحق للمرء ان يتذمر من قدر اراده الله له ان كان يعلم انه ما قدم الا الخير وما فعل سوى الصواب فليطمئن من منزلات الدنيا ، فقد طمأن الله عباده في سورة لقمان في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾، وهذا اعظم اطمئنان للانسان ، وفي النهاية نصائح لطيفة ربما تسلم على القلوب فتهدي التائهين اختصاراً للتنمية والوعي:

‏1- ان الشغف لهو الدافع الاول للإنسان ولكن لا تجعله المحرك الرئيسي بشكل فائض فيختل توازنك كما حصل مع الدكتور مصطفى .

‏2- مهما كانت الايام قاسية واشتدت عليك بوادر السلبية تذكر ان كل شيء يسير لصالحك فالله يحبنا ويخرج أفضل ما عندنا بحكمة بالغة .

‏3- لا يأخذك الاستعجال فيضيع عصفورك وانت تنظر الى العدد على الشجرة واعمل بما بين يديك الآن مهما كان بسيطا.

‏4- إقرأ في مجالات عديدة ووسع اختياراتك فربما تجد نفسك في مكان لم تكن تتوقعه وفي سطور اهملتها ظناً منك انها لن تنفع.

وتذكر عزيزي القارئ ، نحن مخلوق عظيم خلقه الله ، و لسنا هذا الجسد الفيزيائي بل أعظم بكثير من مجرد وظائف وأعضاء ليجعل لنا عز وجل مكانة كبيرة ويميزنا عن سائر مخلوقاته و يعدنا بالمغفرة والرحمة وهو اعظم ما يطمئن القلب ويبعث السكينة في النفس مهما حصل ولو دارت دوائر الدنيا كلها علينا وزاد البلاء وكثر الابتلاء فهو حكمة ونهايتها فرج ومغفرة ورحمة وهذا ماذكره عز وجل في محكم كتابه : { قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

الانسان
الشخصية
النجاح
السلوك
صحة نفسية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة